خالد طه من الدوحة: يرتبط سوق واقف لدى غالبية القطريين بذكريات الطفولة البريئة وأيام الصبا والانطلاق ففيه يشتم الزائر عبق الماضي والحنين إليه.. وفي حناياه بل في كل زاوية من زواياه وفي كل ركن من أركانه قصة ماض جميل.

وهذا السوق الجميل بمجرد ان يذلف المرء الى ازقته التي ينبعث منها روائح البخور والعود والمسك والعنبر ويتذكر الأجيال العديدة من التجار وغيرهم الذين عاشوا فيه قصة الكفاح مع التجارة.

ويشهد السوق هذه الايام حركة تطوير وتجديد لجميع مرافقه وقد حرصت بلدية الدوحة على ان يكون شكلة الهندسي انعكاس لارثه الحضاري وإعادة بنائه على الطراز الهندسي القديم الذي بحيث ينبثق من تاريخ هذا السوق العتيد الذي يربو تاريخه على نصف قرن من الزمان.

وحسب ما ذكرته الجهات المسؤولة فإن مشروع التجديد لن يقتصر على محلات السوق التي تبيع مختلف المنتجات وإنما سيتم استحداث سوق للحرفيين بداخله، اضافة إلى بناء فندق سياحي ومقاهي، مما سيرفع حجم الاقبال عليه من قبل السياح والزائرين والمتسوقين ويقال أيضا إن عملية التجديد والتطوير ستطول سوق آل أحمد المجاور له.

تجار السوق الذين التقتهم ( ايلاف ) عبروا عن فرحتهم وسعادتهم بمشروع التجديد والتطوير واعتبروه خطوة جبارة على طريق البناء والرقي والنهوض والتقدم الذي تشهده البلاد حالياً في جميع المجالات.

وهذا ما أكده الحاج محمد صالح صاحب احدى محلات الخياطة في سوق واقف الذي وصف المشروع بالأمر الممتاز، وقال: كنا ننتظر هذا المشروع من قديم الزمن لأنه يعكس الماضي ويعطي للسوق بعداً جمالياً أخاذاً وتقدم بالشكر إلى الجهات المنفذة للمشروع التي تواصل العمل بشكل مكثف لإنجاز المشروع في الوقت المحدد، مشيراً إلى أن جوانب التطوير تشمل القوس والسقف الخشبي المستوحى من الماضي وكلها أفكار - حسب اعتقاده - جميلة أثرت مشروع التطوير.

عبدالعزيز رسول يؤكد أن مشروع تطوير سوق واقف يهدف إلى الحفاظ على النمط المعماري القديم للسوق مشيراً إلى أن هناك وسائل حماية من الحرائق سيزود بها السوق إضافة إلى التبريد المركزي.

وأضاف رسول: سمعنا أن سوق آل أحمد سيخضع هو الآخر للنمط القديم وذلك بإزالة السيراميك الحالي ووضع الاسمنت الأبيض والجبس بدلاً عنه.

وقال سيف الدين إن التطوير والتجديد أمر جميل وممتاز واتفق معه في هذا الرأي عبدالرزاق جنجير الذي اعتبر المشروع ناجحا بكل المقاييس لأن المواد الأولية المستخدمة فيه نوعية ممتازة، كما أشاد بالشكل الهندسي للسوق لأنه ترجمة للطراز التراثي القديم كما أنه مزود بوسائل الرفاهية.

وبدوره رأى عبدالملك المخلافي أن مشروع التطوير يذكر بالتراث العريق لسوق واقف، فجماله الهندسي الذي بني به يعكس تاريخ السوق، مشيراً إلى أن الجهد المبذول فيه واضح ومن محاسنه أنه مزود بوسائل الأمان من الحرائق.. فهو مشروع ناجح بكل المقاييس، كما يقول.

وأضاف: إن سوق واقف ظل صامداً طوال السنوات السابقة يرتاده الزبائن من مختلف الجنسيات والأعمار واصبح معلماً سياحياً الآن بعد تطوره وهو يضم محلات تجارية تجاوز عمرها الخمسين عاماً.

وابدى محمد صادق سعادته من تجديد السوق مع الحفاظ على أصالته، مؤكداً أن التطوير سيؤدي إلى انعاش السوق تجارياً وزيادة الاقبال عليه، خاصة بعد بناء فندق بداخله ومقاهي مما يجعله معلماً سياحياً أثرياً يأتي إليه الزوار من خارج الدوحة.

ويرى محمد علي أن التجديد سينظم المحال التجارية ويظهرها بشكل حسن ويعطيها شكلا تراثيا جذابا مما يساعد على سهولة الحركة والتنقل بين المحلات التجارية، متمنياً ألا يؤثر التجديد على روح الأصالة الموجودة في السوق لأن الطابع الأثري هو الذي يميز تلك المحلات. ويؤكد جاسم علي أن التجديد سيظهر السوق بشكل جميل ومميز منوهاً بأن هذه الخطوة كان يجب اتخاذها منذ فترة طويلة كما ناشد الجهات المعنية أن يطول التطوير الأسواق القديمة الأخرى أسوة بسوق واقف.

وبدوره قال سيد حسن إن التجديد سينعش العاملين في السوق وسيصبح سوق واقف معلماً سياحياً وأثرياً.

وقال خليل محمد إنه كان ينتظر مشروع التجديد من زمن بعيد مشيراً إلى أنه مع التجديد والتطوير شريطة الحفاظ على هويته.. وأضاف: سوق واقف له خصوصيته التي تميزه عن باقي الأسواق وله زبائنه الذين يأتون إليه لشراء كل ما هو تراثي.

الجدير ذكره ان محلات سوق واقف تشمل جميع المنتجات ففيه قسم خاص بالبهارات الهندية والايرانية وهناك محلات تبيع الحبوب واخرى تبيع المكسرات والياميش.

ولم يغفل التجار الملابس التقليدية والشعبية للسكان فاذا اراد الزبون شراء افضل الاشمغة والعقالات والبشتات فسيجدها في سوق واقف كماان للعود والعطور والبخور محلاتها المخصصة لها.

وقد تعرص السوق لحريق هائل قبل سنتين تقريبا استمر قرابة الست ساعات وقد اتى الحريق على الكثير من محلات السوق فيما قدرت خسائر الحادث في حينها بملايين الريالات القطرية