رغم الارشادات الوقائية واعلان حالة الاستنفار
شبح إنفلونزا الطيور يخيّم على لبنان
ريما زهار من بيروت: عاد الخوف من انتشار مرض انفلونزا الطيور الى الواجهة بعدما لقي أشخاص عدة حتفهم في ، وذلك في حالات تؤكد انتقال الفيروس إلى بلد بعيد جدًا من جنوب شرق آسيا وليس بعيدًا من لبنان. كان من المفترض ان يزول الخطر عن لبنان منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وهو التاريخ الأقصى لعبور الطيور المهاجرة فوق لبنان في رحلتها نحو الجنوب، الاّ ان وجود بؤر في تركيا القريبة جدّد الخوف من امكان انتقال المرض عبر طيور محلية في رحلتها نحو التفتيش عن غذاء لها. هل الوضع خطير في لبنان حاليًا، وهل يتم الابلاغ عن حالات نفوق طيور كما السابق؟
وزير الزراعة طلال الساحلي طمأن عبر quot;إيلافquot; بان لا حالات quot;انفلونزا طيورquot; الى الآن ، وأسف لإستمرار قيام البعض بمزاولة هواية الصيد غير عابئين بالتحذيرات التي أطلقتها الوزارة، quot;ومن المؤسف القول أن معظم هؤلاء من المثقفين والمتعلمين الذين من المفترض أن يكونوا واعين لخطورة الموضوع أكثر من غيرهمquot;.
اجراءات وقائية
تم اتخاذ مجموعة من الاجراءات الوقائية في لبنان كفيلة في تجنب وصول هذا المرض الخطير الى لبنان. لكن الأمر يحتاج الى تعاون من الناس خصوصًا اصحاب المزارع وهواة الصيد. وكذلك هناك اقتراح بتجفيف المستنقعات التي تُعتبر محطة للطيور المهاجرة وهي الناقل الوحيد للوباء من بلد الى آخر. فان تجفيف المستنقعات لا يسبب بكارثة بيئية فحسب وانما يساهم في نشر الفيروس بدلًا من ايقافه. هذه الطريقة ستجعل الطيور تبحث عن اماكن استراحة بديلة لها خلال هجرتها وستضطر الطيور البرية المهاجرة الناقلة للمرض الى إطالة فترة طيرانها.
اما قرار منع الصيد فهو ايضًا من الأمور المهمة التي تتضمنها الاجراءات الوقائية اذ يعتبر لبنان محطة اساسية وممرًا رئيسيًا للطيور الآتية من البلدان الموبوءة.
ولتفادي المرض ايضًا يجب منع اختلاط الطيور المهاجرة مع الدواجن عن طريق تربية هذه الأخيرة في مزارع مقفلة والإقلاع عن التربية الريفية في الهواء الطلق وابقائها في الحظائر المقفلة.
وقد أولت وزارة الزراعة وتحديدًا مديرية الثروة الحيوانية اهتمامًا خاصاً بهذا الموضوع وذلك منذ العام 2004 بهدف عدم وصول الوباء الى لبنان، فانبثقت عنها لجان طوارئ قدمت مقترحات اهمها إعداد برنامج تثقيفي إعلامي ارشادي للمربين والمزارعين والمستهلكين. كما اصدرت تعاميم خاصة بعدم تربية حمام او دجاج بلدي وغيرها من الطيور قرب مزارع الدواجن. بالإضافة الى متابعة مرور الطيور العابرة وتنبيه المربين والصيادين والقرويين الى خطورة هذا المرض وحثهم على الإبلاغ عن اي عوارض او علامات غير طبيعية عند الطيور في مناطقهم.
ويقول مستشار وزير الزراعة الدكتور محمد فران لquot;إيلافquot;ان وزارة الزراعة عمدت الى التأكيد على قرار منع الصيد خوفًا من انتقال هذا المرض. كما انها تأخذ على الدوام عينات من أنواع مختلفة من الطيور والدواجن لإجراء فحوصات دورية عليها، وهي على تواصل دائم مع وزارة الداخلية للتأكيد عليها القيام بدورها في مراقبة التقيد بأحكام قانون منع الصيد.
واضاف quot;ان لدى الوزارة 12 فريقا فنيا منتشرة في كافة المناطق والمحافظات اللبنانية تعمل على أخذ عينات من المزارع وإرسالها الى المختبرات للتأكد من خلو لبنان من الوباء وحتى الآن لا يوجد أي أثر له. ولمتابعة وتفادي وصول الانفلونزا الى لبنان شكّلت الوزارة لجانًا خاصة بالصحة الحيوانية والصحة العامة البيطرية واعادة تأهيل قطاع الدواجن في لبنان تندرج مهامها بشكل أساسي على اعادة تنظيم قطاع الدواجن في لبنان بما يتوافق مع الشروط والمواصفات الدولية بالاضافة الى وضع الأسس الفنية الخاصة بانتاج وصناعة الدواجن والأعلاف والمصنّعات العلفية ووضع البرامج الوقائية وأنظمة الرصد الوبائي لأمراض الدواجن والابلاغ عنها ومكافحتها.
ما هو مرض انفلونزا الطيور؟
هو مرض فيروسي يصيب الطيور ( اغلب انواع الطيور ) الداجنة منها والبرية كما يمكن ان يصيب أنواع أخرى من الحيوانات كالخنزير.
وينتقل الى الإنسان عن طريق الطيور المصابة .
الفيروس المسبب
هو فيروس من نوع الأنفلونزا فيروس A لذي ينتمي الى عائلة orthomyxo virus مشابه لفيروس الأنفلونزا البشرية ، وهو فيروس متحول يغير تركيبته بين فترة وأخرى مما يجعل عملية التطعيم ضده في أغلب الأحيان غير مجدية .
تحتوى تركيبته على كل انواع الهيما كلوتينين hemaglutinine من H1 إلى H15 وكل أنواع النور امنيداز Neuraminidase من N1 إلى N9 ، هذه الفيروسات تكون متواجدة عند الطيور دون أعراض الإصابة او قد تسبب اعراض خفيفة ، ولكن وحدها الفيروسات الحاملة لــH5 أو H7 قابلة للتحول لتصبح شديدة الخطورة وتسبب اعراض قاتله 100% عند الطيور وقادرة على الإنتقال إلى الإنسان.
نبذه تاريخية
تم تعريف هذا المرض عند الطيور منذ بدايات القرن الماضي في مناطق جنوب شرق آسيا ، ولكن لم يقع التأكد من إمكانية وخطورة انتقاله للإنسان إلا في سنة 1997 عندما أصيب 18 شخصًا بفيروس انفلونزا الطيور من نوع (H5 N1 A في هونغ كونغ (18 حالة توفى منهم 6 ) في سنة 1999 تم اكتشاف حالتين بشريتين في هونغ كونغ وكذلك حالتين في سنة 2003 ، كما انه في سنة 2003 في هولندا وقع اكتشاف 83 حالة إصابة بشرية بفيروس من نوع H7N7 مع وفاة حالة واحدة .
وينتشر الفيروس (H5N1) بين الدجاج في البلدان الآسيوية التالية : كمبوديا ، تايلندا ، فيتنام ، كوريا الجنوبية ، اليابان والصين وتركيا كما تم في هذه البلدان الإعلان على بعض الإصابات البشرية بهذا الفيروس.
العدوى عند الإنســان
ينقل الفيروس الى الإنسان عن طريق الطيور المصابة بصفة مباشرة او غير مباشرة .
كيفية العـــــدوى : ينتقل الفيروس الى الإنسان عبر التنفس بواسطة مخلفات الطيور المصابة أو افرازات جهازها التنفسي وذلك بصفة مباشرة من الطيور ( حية أو ميته ) أو غير مباشرة ( الأماكن والأدوات الملوثة بمخلفات وإفرازات الطيور المصابة ).
كما يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق العين بالتعرض المباشر ( خصوصًا في المخابر ).
الى اليوم لم تقع أي حالة عدوى من إنسان إلى إنسان.
من هم الأكثر عرضة للإصابة :
- العاملون في مزارع الدواجن ومنتجو الدجاج والطيور الداجنة .
- تجار وناقلو الدواجن .
- البياطرة والفنيين العاملين في حقل الدواجن .
- العاملين في مخابر المهتمة بهذا الفيروس .
أعراض الإصابة بفيروس انفلونزا الطيور :
هي أعراض الإنفلونزا الحادة.
- رشح
- سعال
- احساس بالألتهاب في الأنف ومجرى الهواء.
- صعوبة في التنفس .
- ارتفاع حرارة الجسم.
- أوجاع في العضلات والمفاصل مصاحب لارتفاع الحرارة.
- احساس بالإعياء.
علاجه
لا يوجد علاج مباشر للإصابة بالفيروس ، ولكن العلاج يكون بعلاج الأعراض Symptomatic ومنع حدوث مضاعفات وتعكرات ،والحفاز على الوظائف الحياتية للجسم وتوازنه.
الوقاية
- إجراءات عامة : التقيد بقواعد حفظ الصحة من حيث الحرص على نظافة اليدين والجسد والمحيط والحرص على نظافة الخضار والفواكه إضافة إلى عدم أكل لحوم الدواجن والبيض غير المطهوة جيدًا ( غير مستوية ).
- عند الانتقال الى البلدات التي يوجد فيها المرض : عدم ارتياد مزارع وأسواق الدواجن والأماكن التي تتواجد فيها الطيور بكثرة .
- عدم استقالة دواجن او طيور ( مهما كان نوعها ) من البلدان التي ظهر فيها المرض .
- بالنسبة للمسعفين والعاملين بالميدان الطبي وميدان الإسعاف : استعمال الكمامات الواقية عند التعامل مع حالات الأمراض التنفسية ، وحالات أعراض الإنفلونزا.
التعليقات