محمد موسى من امستردام: مع أنتشار الأخبار الخطيرة بنية أعضاء من جمعية آباء للعدالة بخطف أبن رئيس الوزراء البريطاني ليو والبالغ من العمر 5 سنوات تكون هذه المنظمة قد وصلت الى ذورة انتشارها وتطرف وسائل دعايتها ومحاولتها جذب انتباه الاعلام والحكومة البريطانية ومؤسساتها الرسمية والانسانية. رد الفعل السريع والذكي لرئيس الجمعية السيد كونيير كان بحل الجمعية واعلانه للأعلام البريطاني بانتهاء عمل الجمعية والتي بلغ عمرها 3 سنوات.
السيد كونيير صرح لأخبار القناة الرابعة البريطانية انه لا يستطيع الاستمرار بالعمل بالجمعية بعد الاخبار الاخيرة
بنية و خطط لبعض اعضاء الجمعية بأختطاف أبن رئيس الوزراء البريطاني، السيد كونيير ذكر ايضا انه يريد ان ينام بهدوء ولا يريد ان يوضع اسمه او اسم جمعيتة مع أخبار مشمئزة كهذه!!!، مما يذكر ان السيد كونيير قد طرد 30 عضو من اعضاء جمعيتة قبل فترة رغبة منه في التخلص من الاعضاء المتطرفيين في جمعيتة!
نهاية الجمعية الحكيم لن ينهي بألتأكيد النقاش الذي أثارتة أول جمعية أهلية بريطانية تهتم بالحقوق والاحتياجات الخاصة بالاباء البريطانيين بعد الطلاق عن زوجاتهم وتحاول ان تعيد التوازن الذي تراه مفقودا في القانون البريطاني والغربي بشكل عام المتعلق بآليات تنظيم طرق التواصل بين الأباء المطلقيين وزوجاتهم بشأن الاطفال.
فالقانون البريطاني والغربي الاوربي هو بالعادة مع المراة وحقوقها برعاية أطفالها بعد الطلاق عن زوجها، القانون الاسري الذي تغيير الكثير منه في عقد السبعينات مع عصر تطور الجمعيات النسائية ومطالبهن بالتحرر والاستقلالية بحيث أصبح في مجمله مع المراة العاملة او الغير عاملة بأعتبارها الأنسب لرعاية الطفل وتنشأته حتى وصوله الى سن البلوغ، هذا القانون نادرا ما يشذ ويختار الأب في حالات تكون الأم في وضع صحي او نفسي او أجتماعي غير قادر بالمرة من رعاية أولادها.
جمعية آباء للعدالة لم تختر الطرق العادية لعرض أهدافها ومحاولة الوصول الى الحكومة او وسائل الاعلام عن طرق جمع التواقيع للاباء الغاضبيين او المتعاطفيين معهم لكنها أختارت منذ البداية طرق غير مسبوقة خطرة واحيانا خبيثة في الوصول السريع الى نشرات الاخبار وافتتاحيات الصحف هناك. ففي شهر مايو من العام 2004 قام شخصيين من هذه الجمعية بالتسلل الى مبنى البرلمان في لندن أثناء الجلسة الاسبوعية يوم الاربعاء وقاموا في رمي مسحوق أزرق على وجه رئيس الوزراء البريطاني وزملائه! الفزع الذي أصاب الجالسيين والجهاز الامني كبير ومبرر فالخوف من المساحيق السامة كان على اشده مع كل الاخبار عن وجودها ووصولها الى أفراد ومؤسسات في الولايات المتحدة الأمريكية. الأثر الذي ترتكة الحادثة كان كبيرا جدا على نظام حفظ الامن الذي يخص البرلمان البرطاني وبنيات الحكومة البريطانية بشكل عام.
الحادثة التي أعقبتها لا تقل غرابة وتطرفا عن حادثة البرلمان البريطاني فقلد تسلق أحد ناشطي جمعية آباء للعدالة قصر بيكنهام والذي تعيش فيه ملكة بريطانيا اليزابيث مرتديا لباس الشخصية الكارتونية الفلمية بات مان !.
غرام بعض منتسبي الجمعية بألبسة أبطال الحكايات الخرافية وأفلام الرسوم المتحركة هو شيء مميز ولا تفسير جدي له الا المحاولة للوصول الى قلوب الأطفال وشد أنتباه الكبار.
آخر محاولات الجمعية لجذب أنتباه الرأي العام البريطاني كانت عندما تسلق 5 من ناشطي الجمعية شرفة وزارة الخارجية البريطانية في مارس 2005 مرتدين مرة أخرى ألبسة أبطال الحكايات الخرافية واستعد ت عملية أبعادهم عن الشرفة تدخل الشرطة البريطانية.

ماهي جمعية آباء للعدالة؟

الجمعية تتكون من أطباء ومهندسيين ومديروا شركات وعمال و من طبقات مختلفة من المجتمع البريطاني، اهم أهداف الجمعية هي لفت أنتباه الأعلام وبالتالي البرلمان البريطاني الى مشكلة الآباء البريطانيين وحقوقهم القانونية برعاية ورؤية أبنائهم بعد الطلاق عن زوجاتهم. من أهداف الجمعية ايضا لفت الأنتباه الى حقوق الاجداد في رؤية أحفادهم بعد الطلاق ومتى تأثر هذه الفئة المنسية من حرمانهم برؤية أحفادهم من غير ان تكون لهم اي دور في الخلافات الزوجية بين الآباء.
الجمعية تركز في نشاطاتها الأعلامية الى مشكلة الطلاق الكبرى في بريطانيا وضرورة تعديل القوانيين المجحفة بحق الأطفال أحيانا ومنعهم من رؤية آبائهم لفترات طويلة وخاصة اذا قضية أنفصال الأبويين الى قضية تنتظر القضاء للبت فيها مما يجعل الوصول الى أتفاق بين الوالديين لترتيب مواعيد ثابتة للاطفال من أجل رؤية آبائهم أمرا صعبا جدا.

السيد كورنيير مؤسس الجمعية هو أحد ضحايا النظام القضائي البريطاني، فالاب لولد وفتاة عاني هو أيضا من بيروقراطية النظام القضائي البريطاني والذي منعه من لقاء اولاده لفترة سنوات بسبب وصول موضوع الطلاق الى القضاء وبالتالي عدم تأخير ترتيب مواعيد ثابته بين الزجيين من أجل رؤية عادلة للاطفال.

الجمعية في الموقع الخاص بها على الانترنيت تأكد على حقائق وأرقام يجب أن يتم التعامل بها بواقعية من أجل تقليل الأثار الصعبة لأنفصال الابويين على الأطفال. فهناك في بريطانيا 650 طفل يوميا يمرون بتجربة أنفصال الوالدين كما أن 100 طفل يفقد الاتصال شبه الكامل او الكامل مع آبائهم وان 40% من الأطفال لوالدين منفصليين يفقدون الاتصال التدريجي بعد سنتيين. الجمعية غير راضية بالتأكيد عن أداء الحكومة البريطانية العمالية التي لا تريد ان تدخل القضاء كثير من أجل أجبار الامهات على تنظيم مواعيد ثابته لاطفالهم للقاء آبائهم واجدادهم.

الجمعية تحاول أن تلفت الأنتباه الى النظام القضائي والنظام الاجتماعي بأكمله والذي أصبحت حقوق الطفل سعادته ليست بالضرورة على قمة أوليات الأمهات او مجموعة المحاميين المنتفعيين من طول وتعقد محاكم الطلاق وتوابعها.
ضغوطات الجمعية باشكالها المختلفة جعلت الحكومة البريطانية تعدل الكثير من قوانينها الاسرية الحالية وتعرض على البرلمان البريطاني قوانين جديدة لغرض مناقشتها وتعديل ما يستحق التعديل فيها، فبنهاية عام 2005 أقترحت الحكومة البريطانية على البرلمان مناقشة المسائل التالية..

* أعطاء مزيد من السلطات للمحاكم الشخصية البريطانية للتقريب بين الازواج وحثهم على بدء أيجاد نظام عادل ودوري للآباء للالتقاء بأولادهم

* قوانين لتسهيل الاتصال بين الوالدين بعد الانفصال وقبل الوصول الى المحاكم ( جزء كبير من حالات الطلاق تصل الى المحاكم في بريطانيا) هذه القوانين من شانها فتح باب الحوار بين الوالدين بشأن الاطفال وبالتالي تعزز فرص أيجاد حلول لمشكلة لقاء الأطفال لآبائهم.

* محاولة تسريع قضايا الطلاق المعلقة قضايا ما بعد الطلاق حيث ان الكثير من القضايا تستدعي وقتا طويلا جدا هذا الوقت يكون بالعادة وقتا متوترا للوالدين والاطفال وبالتالي من الصعب جدا ترتيب مواعيد منضبطة بين الأطفال وآبائهم.

* محاولة مساعدة الآباء على الألتزام بتعهداتهم المالية عن طريق أيجاد قوانين تجبر أصحاب العمل على دفع مستحقات الأباء الذين يرتبطون بتعهدات مالية وزمنية مع زوجاتهم السابقات في حالة استدعى تغيب الأباء لأمر يخص الاطفال عن العمل.

جهود جمعية آباء للعدالة حققت الكثير من أهدافها رغم أمتعاض الكثير من الناس من طرقها الغريبة والخطرة لجذب الانتباه حتى ان عمدة لندن كنفستون قال مرة تعليقا على نشاط الجمعية ( تصرفات بعض الأباء في هذه الجمعية تجعل الابناء يكرهون فكرة الاب نفسها!!!!) لكن لا يمكن الغاء الجانب الانساني الحساس بالمسالة وتأثير هذا الجانب في حالة المساس به على الاطفال وتربيتهم وطرق تعاملهم مع العالم والاشياء التي سيفقدوها في حالة اصاب علاقتهم مع أبائهم التصدع والخلل.