دارن شوتلر من بانكوك: ينطلق يوم الاثنين أسطول من المراكب الملكية التايلاندية يقوم بتسييرها نحو ألفين من جدافي البحرية أمام شخصيات ملكية من 25 دولة احتفالا باليوبيل الماسي لملك تايلاند بوميبون ادولياديج.وسيشاهد الأسطول المكون من 52 مركبا حربيا تتنوع ألوانها بين الأحمر والأزرق والذهبي آلاف التايلانديين الذين سيرتدون الملابس الصفراء ويصطفون على نهر تشو فرايا في بانكوك في استعراض مدهش لتقاليد المملكة الواقعة في جنوب شرق آسيا.

والاستعرض البحري الذي يتسم بالبذخ هو ذروة احتفال وطني لمدة خمسة أيام بمناسبة مضي 60 عاما على جلوس الملك على العرش. وسيرتدي الملايين من رعاياه اللون الأصفر رمزا لارتباطهم بأطول الملوك حكما في العالم.

وسيترأس ملك وملكة تايلاند الحفل الذي سينظم وقت الغسق ويحضره أكبر حشد للشخصيات الملكية خلال السنوات الأخيرة ومن بينهم امبراطور اليابان اكيهيتو وسلطان بروناي حسن البلقية وملك السويد كارل جوستاف.

وآخر مرة جرى تسيير المراكب الخشبية التي تحمل الكثير منها رؤوس كائنات أُسطورية من الطيور والأفعوانات النهرية كان في عام 2003 عندما حضر 21 من قادة دول المحيط الهادي وكذلك الرئيس الامريكي جورج بوش قمة اقليمية في بانكوك.

وقالت صحيفة (نيشن) في ملحق خاص بالحدث ان المراكب quot;تنزلق على المياه في تناغم تواق ويحط عدد كبير من الكائنات الأسطورية على كوكبة من الأحجار الكريمة.

quot;انه موكب المراكب الملكية.. انه طقس قديم قدم مملكة سيام نفسها.quot;

وستكون هناك اجراءات أمنية مشددة على طول النهر حيث سيتحرك الموكب لمدة 40 دقيقة ويمر بالقصر الكبير وهو قاعة بحرية تستضيف الشخصيات البارزة. ويتوقف الموكب في النهاية عند معبد الفجر.

ومع وجود الكثير من الشخصيات الملكية في المدينة أعلنت الحكومة عطلة عامة لثلاثة أيام إضافية لإخلاء الشوارع المزدحمة عادة لسير المواكب الرسمية.

واعتلى الملك بومبيون (78 عاما) العرش في عام 1946 وكان آنذاك في الثامنة عشرة من عمره في وقت كان العالم ينفض عنه غبار الحرب العالمية الثانية.

وهذه هي المرة الخامسة عشرة لاحتفال المراكب خلال حكم الملك الذي ينظر اليه على انه أحد المهتمين الشغوفين بالتقاليد كما قالت صحيفة نيشن.

وقالت الصحيفة quot;المراكب الملكية النادرة والجميلة هي دليل على ذلك. وعندما اكتشف انها أُصيبت بأضرار بالغة في غارة بالحرب العالمية الثانية أمر بتجديدها بالكامل وبعث حياة جديدة في الموكب نفسه.quot;

ويحظى الملك الذي يعد التاسع من عائلة شاكري ويرتدي نظارات طبية ويحب موسيقي الجاز بحب شعبه بسبب حملاته الدائمة لصالح الفقراء ولحسن إدارته لدفة الأمور في الدولة التي يبلغ تعداد سكانها 63 مليون نسمة خلال العديد من الازمات.

والملك بومبيون الذي يتحدث بهدوء ويعني اسمه quot;قوة الارض والقوة التي لا تضاهىquot; هو ملك دستوري ينظر اليه على انه أسمى من الخوض في السياسة. ولكنه استغل نفوذه الذي لا يُستهان به خلال ثلاثة أحداث كبرى بالتدخل لحقن الدماء أو كسر جمود سياسي منذ عام 1970.

وكانت المرة الأخيرة في ابريل نيسان عندما استدعى كبار القضاة الى قصره المطل على البحر وطلب منهم حل أزمة سياسية ناجمة عن انتخابات عامة غير حاسمة.

ويعطي اليوبيل الماسي للملك البلاد فرصة لالتقاط الأنفاس من المشاحنات السياسية ولكن محللين يتوقعون ان تتفاقم الازمةبعد انتهاء الاحتفالات يوم الثلاثاء.

وتتباين التوقعات من إعادة انتخابات الثاني من ابريل نيسان التي قاطعتها أحزاب المعارضة الرئيسية وأعلن بعد ذلك عدم قانونيتها الى التدخل العسكري في الدولة التي شهدت عدة انقلابات.