جوناثان ألان من نيودلهي: في سوق خان في نيودلهي يمكن للمتسوقين الحصول على حلاقة سريعة مقابل 30 روبية (68 سنتا أمريكا) وتفقد مجموعة من الاوعية البلاستيكية المملوءة بسلع رخيصة أو انفاق ستة الاف دولار لشراء بجعة من الكريستال من انتاج شركة زفاروفسكي النمساوية.

بائع ينظم مجلات في متجره بسوق خان في نيودلهي في السابع من ديسمبر
كانون الأول 2006
تصوير: عدنان عبيدي - رويترز

هذه الساحة الرثة المكدسة بأكشاك البيع التي تضم أرقى العلامات التجارية العالمية الى جانب المنتجات الرخيصة هي أغلى منطقة عقارية في الهند.

وارتفع سوق خان 17 درجة الي المرتبه 24 في مسح عالمي أجرته شركة كاشمان اند ويكفيلد للخدمات العقارية والذي يضم في المراتب الثلاث الاولى شارع فيفث افنيو في نيويورك وكوزواي باي في هونج كونج وشارع شانزيليزيه في باريس.

وتفيد بيانات كاشمان اند ويكفيلد أن تكلفه الايجار في المناطق الرئيسية في سوق خان ارتفعت بنسبة 75 بالمئة الى 180 دولارا للقدم المربعة سنويا بالمقارنة مع 1350 دولارا في فيفث افنيو.

والتهافت على أماكن في هذه السوق يعد مثالا قويا على النمو الاقتصادي المتسارع بشدة في الهند والذي يصطدم ببنية أساسية سيئة وبيروقراطية معطلة.

ويختلف سوق خان بشدة عن الاماكن الراقية بالاسلاك المتشابكة فوقه والممرات غير الممهدة بشكل مستوى والجدران التي تحمل أجهزة تهوية ضخمة ورائحة اللحم المتصاعدة من شوايات الكباب.

وقالت ايزابيل لوفان وهي فرنسية من باريس تقيم حاليا في نيودلهي quot;سوق خان ليس الشانزيليزيه بالتأكيد.quot; ويبدو أنها انزعجت من ذكر المكانين في جملة واحدة.

وأضافت وهي تتفقد بعض لعب الاطفال quot;انه فقط السوق الاقرب لمدرسة الاولاد.quot;

وقرب السوق من بعض أغلى الشوارع السكنية في نيودلهي كان هو بالتحديد ما دفع الايجارات فيه للارتفاع بهذا الشكل على الرغم من استمرار نحو 30 شركة صغيرة في الازدهار بفضل تجميد الايجارات على أسعار الخمسينات من القرن الماضي بسبب قوانين الايجار.

وبعد عقود من التخطيط السيء للمدينة ومع اغلاق السلطات المحلية للمناطق التجارية غير المشروعة تزايدت بدرجة كبيرة قيمة الاسواق ذات الاوضاع القانونية السليمة وهي قليلة نسبيا في دلهي ومنها سوق خان.

وقال سانجاي دوت من كاشمان اند ويكفيلد quot;نقص الاماكن في دلهي أدى الى ضغوط كبيرة ترفع الايجارات.quot;

ويقيم العديد من الدبلوماسيين الاجانب والصحفيين وغيرهم من المغتربين الذين يتقاضون رواتب كبيرة بالقرب من سوق خان في أحياء محاطة بالاسوار الى جانب ساسة هنود ورجال أعمال أثرياء.

ويتوجه الاجانب والهنود من الطبقاء الراقية الى متاجر الاغذية بالسوق ويسير عامل من المتجر خلفهم يحمل المشتريات.

ويأتي شبان هنود من الطبقة المتوسطة يرتدون الازياء الاوروبية من مناطق ابعد يشقون طريقهم بين السيارات المصطفة والكلاب الضالة الى العديد من المقاهي الراقية.

ويقول سانجيف ميهرا الرئيس الحالي لاتحاد التجار في سوق خان الذي يجلس أغلب أوقات النهار الى مكتبه في متجره الصغير للعب الاطفال quot;الهنود اعتادوا على مثل هذه الاوضاع المتردية.quot;

وعلى الجدار تعلق صورة لوالده الراحل ديلباغ ميهرا. وكان من المستأجرين الاوائل في السوق عندما اقامتها الحكومة عام 1950 كمشروع لاعادة التأهيل يضم أعمال اللاجئين الهندوس الذين فروا مما يعرف الان باسم باكستان عندما قسمت شبه الجزيرة الهندية.

وقال ميهرا عن والده quot;جاء الى هنا في عام 1947 ولم يكن معه سوى 643 روبية.quot;

وتدير اسرة ميهرا الان ثمانية متاجر في السوق. ويقول انه يمكنه جني أموال أكثر بكثير بالتخلي عن أعماله الصغيرة وتأجير الاماكن لعلامات تجارية أجنبية شهيرة.

ولكنه يتساءل quot;وماذا سأفعل في يومي.quot;

يقول التجار ان شركة لي كوبر للجينز كانت أول علامة تجارية أجنبية تفتح متجرا في السوق في أوائل التسعينات عندما بدأت الهند فتح اقتصادها أمام الاستثمار الاجنبي.

وغادرت لي كوبر السوق الان لكن فتحت شركات أخرى مثل ليفي شتراوس ونايكي وبنيتيون الى جانب مطاعم صابواي وماكدونالدز من بين عشرات الاعمال الاجنبية الاخرى.

وكانت شركة زفاروفسكي النمساوية للكريستال تجاهد للحصول على مكان في السوق منذ ثلاث سنوات ونجحت في ذلك أخيرا في ابريل نيسان الماضي.

وقال فيشنو شارما احد الشركاء الهنود لشركة زفاروفسكي ان الشركة تدفع 350 الف روبية (7830 دولارا) شهريا في ايجار متجر مساحته 40 مترا مربعا. وكان يتمنى لو أن المكان تحيط به متاجر أرقى.

وأضاف quot;انهم يشكون من سوء المنظر العام للسوق أو على الاقل الاجانب يشكون... الهنود اعتادوا على ذلك... أحب أن أراه مثل فيفث افنيو.quot;

لكن شيلا ديكشيت رئيس وزراء ولاية دلهي لا تتعجل تجميل السوق.

وتقول quot;قد لا يكون انيقا... لكنه يمنح دفئا لم تعد تجده في أماكن أخرى.quot;