جيمس جروبل من كانبيرا: سامحت استراليا أخيرا لورانس العرب لانه حذفها من تاريخ حملة الشرق الاوسط خلال الحرب العالمية الاولى حيث كرمت الرجل الانجليزي الغامض باقامة معرض له في متحف الحرب الوطني. غير أن متحف الحرب الاسترالي يستخدم المعرض للتركيز على الدور المنسي للقوات الاسترالية وقائدها هنري شوفيل الذي لعب دورا حاسما في هزيمة القوات العثمانية التركية في فلسطين وسوريا.

وفي مذكراته الشهيرة المسماة أعمدة الحكمة السبعة يتجاهل توماس ادوارد لورانس المعروف باسم تي إي لورانس دور القوة الاسترالية (المسماة الحصان الخفيف) في الاستيلاء على دمشق ناسبا النصر الى قواته العربية بدلا من ذلك.

وقال أمين المتحف مال بوث لرويترز quot;لقد كان شوفيل بشكل جوهري الذي استولى على المدينة كقائد عام.quot;

وأضاف quot;ما كان يسعى لورانس لفعله هو عمل أقصى ما يمكنه من اجل تقرير المصير العربي. أعتقد أنه ضخم المزاعم العربية في دمشق.quot;

وتعزز سوء الفهم في فيلم ديفيد لين الملحمي للعام 1962 عن لورانس والثورة العربية ضد الاتراك الذي صور الجيش العربي وهو يدخل دخول المنتصرين الى دمشق في أكتوبر تشرين الاول 1918.

وكتب لورانس الذي غير اسمه الى شو فيما بعد ومات في حادث دراجة نارية في العام 1953 أعمدة الحكمة السبعة بوجهة نظر واضحة مدافعا عن انتصارات الحرب العربية للترويج للاستقلال العربي.

وكتب لورانس في المقدمة quot;الكتاب مجرد استعراض مخطط للحرية العربية من مكة الى دمشق. كانت حربا عربية شنها وقادها عرب لهدف عربي في الجزيرة العربية.quot;

وقال نائب رئيس الوزراء السابق تيم فيشر من مخضرمي الحرب الفيتنامية ان استبعادات لورانس تحاكي الكثير من المؤرخين البريطانيين الذين تجاهلوا الدور العسكري الاسترالي.

وقال فيشر لرويترز quot;تجاهل استراليا ظاهرة متكررة من بريطانيين مختلفين.quot;

وقال انه كان غاضبا من أن متحف الحرب الامبراطوري في لندن تجاهل أيضا 47 ألف استرالي قتلوا وهم يقاتلون على الجبهة الغربية في الحرب العالمية الاولى.

وقال quot;لا شيء جديد. أملي أن يحقق متحف الحرب الاسترالي بعض التوازن في معرضه الجديد.quot;

وكتب تشارلز بين المؤرخ الرسمي الاسترالي للحرب العالمية الاولى يقول ان الاستراليين تحت قيادة شوفيل اكتسحوا دمشق في الخامسة صباحا يوم الاول من أكتوبر تشرين الاول 1918 وتم استقبالهم كمحررين.

لكنهم غادروا المدينة خلال ساعتين لمطاردة وحدات تركية على طول طريق حلب فاتحين الطريق أمام الجيش العربي لدخول دمشق في وقت لاحق في اليوم نفسه. وفي وقت لاحق دخل لورانس المدينة دخولا مهيبا في سيارة رولز رويس.

وكتب لورانس عن أهمية الانتصار العربي في أعمدة الحكمة السبعة.

وقال quot;كنت غيورا جدا على الشرف العربي الذي من أجله يمكن أن أمضي قدما مهما كان الثمن. اشتركوا في الحرب لنيل الحرية وكانت استعادة عاصمتهم القديمة بقوة أسلحتهم الذاتية هي الاشارة الوحيدة التي يمكن أن يفهموها.quot;

وقال بوث انه رغم شعور الكثير من أعضاء القوة الاسترالية التي شاركت في الحرب بالاهانة من رواية لورانس فان النقاش بشأن من سبق الى دمشق كان ثانويا بالنظر الى هزيمة القوات التركية في الاسبوع السابق.

وقال بوث ان لورانس اعترف في العام 1927 لكاتب سيرة ذاتية بأن الفصل الخاص عن دمشق في أعمدة الحكمة السبعة مليء بأنصاف حقائق.

وحاربت القوات الاسترالية الوطنية او الاستعمارية مع قوات بريطانية أو أمريكية في كل المعارك الكبرى منذ حرب السودان في العام 1885 بما في ذلك حرب البوير وتمرد الملاكمين.

ويعرض معرض متحف الحرب الاسترالي الخاص بلورانس العرب والقوات الاسترالية مفردات من مؤسسات استرالية وبريطانية عدة. وتشمل بندقيته من طراز لي انفيلد المستعارة من الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا التي هي أيضا ملكة استراليا.