أسامة العيسة من القدس : اشتهرت مدينة طبريا، بأهميتها الدينية لدى المسيحيين، حيث شهدت ما يعتقد انه جزء من حياة وأعاجيب السيد المسيح، على البحيرة التي تحمل اسمها، واطلق عليها في الكتاب المقدس (بحر الجليل).وبعد سقوط المدينة بأيدي العصابات الصهيونية في عام 1948، وتأسيس دولة إسرائيل، وتشريد سكانها العرب، بقيت محط اهتمام الطوائف والإرساليات المسيحية في الأراضي المقدسة من خلال الكنائس التي بقيت صامدة فيها، دون رعيتها وحتى كهنتها، الذين هجروا مع أبناء شعبهم، ومعظمهم استقر به الحال في لبنان.وخلال السنوات الماضية، نشطت سلطة الآثار الإسرائيلية في إجراء الحفريات الأثرية في المدينة، وأعلنت هذه السلطة، هذا الأسبوع، بأنها كشفت عما يرجح انه اقدم كنيسة شيدت في المدينة، في العصر البيزنطي.

من بقايا الآثـار التي عثر عليها
وتم العثور على أرضيات فسيفسائية، نقش عليها آيات إنجيلية، وقالت السلطة في بيان لها، بان العثور على بقايا هذه الكنيسة تم في ما أسمته قلب المدينة اليهودية القديمة في طبريا، وان ذلك يدحض ما قالت السلطة انه النظرية القائلة بأن اليهود في طبرية منعوا المسيحيين من إنشاء كنيسة في وسطهم.

ويعتبر السياق الذي تم وضع الاكتشاف الأثرى الجديد في إطاره، منسجما مع الأهداف التي لا تكف سلطة الآثار الإسرائيلية عن نشرها، لأهداف سياسية وأيديولوجية، حيث لا يغيب ما يطلق عليه قسم من الاثاريين الإسرائيليين التاريخ اليهودي لفلسطين، عن أي كشف اثري، وهو ما يثير عادة انتقادات لهذا التوظيف حتى من قسم كبير من الأكاديميين والاثاريين الإسرائيليين.

وقالت سلطة الآثار الإسرائيلية، بان الحفريات التي تجريها، كشفت عن آثار رائعة وفريدة، ستلقي المزيد من الضوء على تاريخ طبريا العريق.

وأفادت بان الحفريات الأخيرة، جرت على مدار ثلاثة اشهر، بناء على طلب من شركة ميكوروت للمياه، كجزء من المشروع الذي يتضمن إقامة خط أنابيب للمجاري ونقل النفايات ومعالجة المياه من مرفق طبرية إلى الجزء الجنوبي من بحيرة طبريا.

وتظهر الأرضيات الفسيفسائية التي تم الكشف عنها، فنون ذلك العصر البيزنطية، مثل الأنماط الهندسية والصلبان، بالإضافة إلى النقوش المكتوبة باليونانية القديمة.

وحسب الدكتور ليا دي سيغنى من الجامعة العبرية في القدس، فان كتابة أحد النقوش هي quot;ربنا يسوع احم روح خادم رسالتكمquot;.

وقال الدكتور موشي هارتال وادنا اموس، الذين اشرفا على التنقيب باسم سلطة الآثار الإسرائيلية، بان هذه هي اقدم كنيسة كشفت في طبرية وأنها الوحيدة التي كانت موجودة في وسط المدينة.

وكانت سلطة الآثار كشفت سابقا وبالقرب من المكان عن آثار إسلامية تعود للقرن الثامن الميلادي، مثل منشات لتصنيع الزجاج والفخار والسفن، وكذلك عن ما قالت انه الحي اليهودي القديم في المدينة، وهذه الاكتشافات مع الاكتشاف الجديد يمكن أن تعطي فكرة ممتازة عن تخطيط المدينة في العصور الماضية.

وتدل الاكتشافات السابقة في المدينة والتي تعود إلى أوائل العصر البرونزي، أي قبل اكثر من خمسة الاف عام، بان طبريا كانت مأهولة في فترات سابقة من تلك المذكورة في المصادر التاريخية.