بهية مارديني من دمشق: في حين ينظر إلى المرأة السورية إنها حازت على حقوقها وأنها أفضل حالا من مثيلاتها في اغلب بلدان الوطن العربي من حيث مشاركة المرأة السورية في مختلف مناحي الحياة ومن خلال تعيين نائبا للرئيس السوري بشار الأسد للشؤون الثقافية وهي الدكتورة نجاح العطار، و الذي اُعتبر القرار تكريما للمرأة ومكانتها، إلا أن هناك اراء بان مستوى تمثيل المرأة في مراكز صنع القرار مازال محدودا و أدنى بكثير من المستوى المطلوب حيث أن نسبة مشاركتها في مجلس الشعب 12%وفي الإدارة المحلية 3% هذا بالنسبة للسلطة التشريعية أما السلطة التنفيذية كانت أول وزيرة عينت عام 1976 وحتى الآن ليس هناك سوى وزيرتين هما وزيرة المغتربين الدكتورة بثينة شعبان ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ديالا الحاج عارف وهناك 57 سفير مقابل 4 سفيرات فقط بعد انتهاء مهام السيدة صبا ناصر سفيرة دمشق في باريس، ورغم وجود نساء كثيرات يتمتعن بالكفاءة والمؤهل لتسلم مواقع مهمة إلا أن هذه المراكز التي تسند إليها مازالت نمطية وبعيدة نوعا ما عن النفوذ والسلطة برأي مراقبين.


برأي الاعلاميين الشباب الذي جسده الإعلامي ادهم الطويل في حديث مع ايلاف ان المرأة السورية حققت على الصعيد المهني مكانا جيدا نسبيا قياسا الى بعض المجتمعات العربية الاخرى وهي مكانة لم تات من فراغ او على نحو مفاجىء فالقوانين المدنية السورية باستثناء بعض الفقرات التي لاتزال بحاجة الى تعديل تعد متطورة في مجال حقوق المراة وكذلك الامر بالنسبة لمكانتها في البرلمان السوري حيث تحتل نسبة جيدة قياسا الى بعض البرلمانات وكانت سباقة في الدخول الى القبة.


ووسط ذلك أعفى المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء في سوريا في قرار له هذا الأسبوع المهندس نشأت نمير مدير عام مؤسسة الطيران السورية بعد ان استمر في منصبه 4 سنوات وكلف بدلا عنه السيدة غيداء عبد اللطيف، ولكن هذا لايكفي بعض النساء السوريات ويتساءلون هل مازال هناك استهانة بقدرات المرأة ومؤهلاتها ام أنها مراحل تطور طبيعية للوصول إلى المشاركة الحقيقية وما سبب عدم الثقة بإمكانيات المرأة وعطائها وما مدى فاعلية دورها الذي مازال خجولا بمساهمته في إيصالها إلى الاندماج والانصهار الحقيقي في التنمية وفي اتخاذ القرار على اعتبارها نصف المجتمع ام ان المرأة هي التي فشلت في تسويق نفسها وفرضها ومازالت المرأة أيضا عدوة للمرأة وتسعى الى الغائها وتغييبها.


ورأت ميسون وهي مغتربة سورية التقيناها في زيارة لها دمشق انه لايجب ان نعمم فبعض النساء استطعن فرض انفسهن في مكان الصدارة ورغم ذلك هن غائبات اعلاميا، وتساءلت من قال ان المراة حتى تفرض نفسها عليها ان تكون في اماكن القرار، انظروا الى القطاع الاقتصادي والاستثماري لتعرفوا ماذا تفعل المراة.


وبعض الناشطات يرون انه مازال من المبكر القول بان كل شيء مثالي، بل ان القوانين السورية لاتنصف المراة وتثور ضجة باستمرار حول القوانين المتعلقة بجرائم الشرف والاحوال المدنية.


السيدة ( ماجدة) قالت هناك معوقات ومشاكل كثيرة تقف في وجه وصول المرأة ليس فقط إلى مراكز القرار بل تعيق أيضا نيل حقها في تقرير مصيرها ودورها في المجتمع كامرأة لها كيان ولها رأي ولها حقوق وواجبات وبرأيي أن أهم المعوقات هي النظرة الدونية للمرأة في مجتمعاتنا على اعتبار أننا مجتمع شرقي والسلطة ألذ كورية هي السائدة والمرأة عبارة عن تابع لمؤسسة الرجل تجري عليها قوانينه وسلطاته، صحيح أن المرأة في سوريا قطعت شوط لا باس به من الدفاع عن حقوقها والوصول إلى مراحل جيدة مقارنة بوضع النساء في البلدان العربية الأخرى إلا أن هذه المراحل مازالت في المستويات المتدنية وبالنسبة لفعالية دورها هناك مجالات برز دورها فيها جيدا لأثمرت فاعلية هذا الدور كفاعليتها في السلك القضائي وفي السلك التربوي وهذا جيد لكن في المجال الدبلوماسي والسلطة التنفيذية مازالت الفاعلية غير كافية أو حتى لا تذكر ربما لضعف الثقة بالمرأة وإمكانياتها وربما لضعف ثقة المرأة بنفسها أي التي تكون في مراكز القرار تعتبر أن هذا المكان ليس لها وان الرجل اجدر منها ولا تساهم في تنمية النساء في بلدها أبدا


همام (محامي) اعتبرت ان:مشاركة المرأة في سوريا في التنمية والمجتمع مشاركة كبيرة ومسند لها الدور بالحجم المطلوب واكثر وليس دورها محجم كما يقول البعض وليس هناك وزارة أو مؤسسة أو دائرة إلا وفيها نسبة معقولة من النساء حتى أنها طغت على دور الرجل وماذا تريد اكثر من ذلك ففي القضاء تشارك المرأة في سوريا في عمل المحاماة منذ الخمسينات وسلمت مناصب في مختلف درجات التقاضي ووصلت في النفوذ إلى مركز نائب رئيس الجمهورية ومستشار للرئاسة فماذا تريد اكثر من ذلك، في الحقيقة مازال هناك رواسب خفيفة لنظرة مريبة ومشككة في فاعلية دور المرأة لكن ليست بالخطيرة والمعيقة وهي حكر على مجتمعات ضيقة أو مناطقية


هناء(مدرسة ) قالت: مازلنا عندما نسمع بتعيين امرأة في منصب قيادي نستغرب وننظر نحن النساء بنظرة رضا بينما الرجال ينظرون بنظرة ريبة وخوف ويشعرون أن المرأة انتهكت حرمانهم كلها ولم يعد أي باب موصد في وجهها، هذا شيء طبيعي كون نضال المرأة في مجتمعاتنا العربية مازال في بداياته ولا يمكن التخلص من النظرة الدونية لها بسهولة ومن كسر تقاليد ومعتقدات وأفكار المجتمع الشرقي بسهولة حتى المرأة نفسها يلزمها فترة من الزمن لتتخلص من الاعتقاد أو الإيمان بدور الرجل المحوري في حياتها وفي تفوقه عليها وتبعيتها له وبرأيي أيضا أن الناحية الاقتصادية تلعب دور كبير في شد المرأة إلى الوراء لأنها غالبا ما تكون تابعة اقتصاديا للأب أو للزوج وهذا ما يجعلها تستكين وتقبل بدورها المتواضع.