مهدي منتظر جديد يظهر في بغداد
ملصقات تدعو إلى ثورة للحب الإلهي

سيف الخياط من بغداد:تعودت جدران بغداد أن تحمل بين فترة وأخرى ملصقات إعلانية تدعو إلى التآخي ونبذ روح العنف والمساهمة في حفظ الأمن والإخبار عن الجماعات المسلحة، وإختنقت هذه الجدران أكثر من مرة بصور المرشحين للإنتخابات النيابية، لكنها هذه الأيام رفعت منشورات من نوع جديد أثارت استغراب من إطّلع عليها، وأشعرتهم أن قادمًا جديدًا على أبوابها. وتبشر غالبية الديانات بمخلص يأتي في آخر الزمان يدعو إلى الإصلاح والسلام ويخلص العالم من الظلم والشر الذي لحق به على يد الإنسان نفسه، ويؤمن المسلمون بظهور أمام من نسل النبي محمد، ولكنهم يختلفون على ولادته وظهوره. هذه المنشورات تزامنت بعد قمع ما بات يعرف بالحركة المهدوية جنوب العراق التي راح ضحيتها العشرات في التاسع والعاشر من شهر محرم الجاري.

ويؤكد أتباع المذهب الشيعي في العراق أن الإمام المنتظر قد ولد وغاب منذ أكثر من ألف عام ووضعوا مؤشرات تسبق ظهوره ويتبعون مراجعًا للدين تبين لهم احكام دينهم حتى موعد ساعة الظهور، واستنادًا إلى هذه الفكرة اعلن بعض هؤلاء المراجع انهم نواب للإمام الغائب ولهم حق الافتاء، وعلى اتباعه الطاعة.

واستنادًا إلى هذه الفكرة ظهرت في العام 2006 حركة مسلحة اطلق عليها جند السماء تدعي الانتساب للامام الغائب، وقررت لنفسها ان تقوم بقتل مراجع الدين في النجف الا انها قوبلت برفض شديد من قبل الحكومة العراقية وانتهت الجولة الاولى في معركة الزركة بالقرب من النجف راح فيها ما يقرب على الف شخص بين قتيل وجريح ومعتقل، وعادت في وقت لاحق من هذا الشهر للظهور في جنوب العراق متخذة من مدينة البصرة والناصرية مسرحًا لعملياتها قتل فيها عدد من رجال الامن كان احدهم قائد شرطة الناصرية.

ووسط إهمال غير مبرر من قبل الحكومة ورجال الدين تنتشر بصورة منظمة منشورات على جدران بغداد حملت توقيع quot;معلم الحب والداعي الى ثورة الحب الالهيquot;، تدعو الى اللجوء الى الله وحده ونبذ كل المشاريع التي لا تستند إليه. وينص احد المناشير quot;ان الولي حبيب الله المختار يقول ان ثورة الحب الالهي تريد ان تحدث ثورة وجدانية وفكرية داخل الانسانquot;.

ولم يعلق منتمون للأحزاب الإسلامية شيئًا على هذه المنشورات، على الرغم منانتشارها على جدران مقراتهم وتنتشر ايضًا بشكل اسع في المناطق الشيعية من بغداد، كما لم يبادر مسؤولو الامن والحكومة العراقية الى تطمين الاهالي او الكشف عن المسؤول عنها.

ويقول ابو ستار سائق اجرة quot;انا اعمل كل يوم في ساعات الصباح الاولى في ساحة المتحف قرب مرأب العلاوي وشاهدت هذه المناشير قد ألصقت على الجدران وبأعداد كبيرة، وأكيد أنها وضعت في اوقات متأخرة من الليل لانني لم اشاهد احدًا يضعهاquot;.

وينفي عناصر شرطة بغداد المنتشرين للحراسة وفي نقاط التفتيش علمهم بصاحب هذا المنشور او الجهة التي قامت بنشرة بهذا الشكل الواسع.

ويعبر سكان العاصمة عن قلقهم المتزايد تجاه انتشار الحركات الدينية السرية التي تجلب المزيد من العنف والمزيد من الجماعات المسلحة التي تقوض الامن الذي شهد تحسن نسبي بسيط خلال الاشهر الثلاثة الماضية.

بعض المتابعين من خارج العراق تحدثت معهم ايلافيخشون ان تكون هذه المنشورات الانيقة والكثيفة بداية لحركة قمع جديدة قد تطال مخالفين للسلطة تحت مسمى المهدوية ايضًا، متمهمين اطرافًا في السلطة الحالية لتدبيرها.

يقول احد سكان بغداد لـ quot;ايلافquot; إن انتشار هذه المناشير مؤشر على ان وراءها حركة منظمة تحمل اجندة خاصة ونستطيع قراءة نهجها الثوري من بين السطور ولو بقي الامر على المناشير فحسب فلا اعتراض على ذلك لكننا نخشى ان يتطور الى مليشيات مسلحة ودوامة جديدة من العنفquot;.

وقد شهد التاريخ اكثر من مرة ظهور من يدعي انه المهدي المنتظر او انه مرسل من قبله في اكثر من مكان في العالم الاسلامي، لكنهم لم ينجحوا في كسب التأييد.