الإقتتال والسياسة كانا الأبرز

رسائل المحمول لتهاني العيد.. بحجم المعاناة

نجلاء عبد ربه من غزة: لم يتحمل مروان أنور (33 عاماً) أن يمنع إبتسامته العريضة التي أرتسمت على وجهه عندما فتح هاتفه المحمول وبدأ بقراءة الرسالة quot;المسجquot; الذي وصله من أحد الأرقام.

تلك الرسالة لم تكن الوحيدة، بحسب مروان الذي قال لإيلاف quot;وصلتني عشرات الرسائل المختلفة على هاتفي المحمول التي تتحدث في معظمها حول ما تهنئة العيد ممزوجة بسخرية مما يحصل من إشكالية بين أكبر حركتين على الساحة الفلسطينية، فتح وحماس.

ويبدو أن جلوس عشرات الآلاف من الشباب في غزة عن عملهم بطلب من رام الله أو بإقصائهم من قبل حركة حماس، جعل العديد منهم يتلذذ في كتابة رسائل ساخنة تضحك من يقرأها، لكنها في الأساس تحمل في طياتها هماً وتفسخاً للمجتمع الفلسطيني منذ قرابة الـ 15 شهر، يوم سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بالكامل.

ولم يخلو جوال فادي جواد (23 عاماً) من رسائل مشابهه، ويتحدث الشاب عن أكثر من 40 رسالة وصلته بنفس المضمون تقريبا. ويقول quot;عندما أقرأ رسالة وأشعر بأنها رائعة جدا، أرسلها لأصدقائي الذين يقومون بالشيء ذاته ويرسلونها لأصدقائهم، فتنتشر تلك الرسالة لآلاف الشباب.

وللفتيات نصيب كذلك منها. تقول السيدة علياء موسى (31 عاماً) لإيلاف: وصلتني رسائل على هاتفي المحمول من أخي وأولاد عمي كتهنئة بعيد الفطر المبارك، إلا أن معظمها مضحك جدا عندما يتحدثون بأسلوب سخرية عن النزاع الحاصل بين رام الله وغزة في الوقت الحالي، فمنهم من قال في رسالته كخبر عاجل quot;حماس تحتجز هلال شوال، ولا أنباء عن إطلاق سراحه، وبالتالي لن نزورك يوم العيد ولن تحصلي على الـ 50 شيكل عيديةquot;.

وتقول الطالبة هناء سعيد (21 عاماً) أن صديقتها أرسلت لها رسالة على هاتفها المحمول تقول فيها quot;رمضان هل وراح، والعيد ريحه فاح، وحماس عنكم تنزاح، وغزة ترجع فتحاوية ونرتاحquot;. وتشير إلا أن رسائل أخرى يصعب التحدث عنها في الإعلام، لكنها في كل الأحوال فهي quot;تعني هموم الناس وما يعانوه من تمزق وفقر أصاب الأراضي الفلسطينية نتيجة إقتتال بين محبي الكراسي القلة.

وأدى إنتشار الهاتف المحمول quot;الجوالquot; بين معظم الفلسطينيين إلى إستخدامه بشكل واسع في التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الفطر المبارك، ويرى العديد منهم لإيلاف أن الجوال أصبح وسيلة أساسية لتوفير الوقت المال، بدلا من الذهاب إلى منزل صديقي أو قريبي، بإستثناء صلة الرحم التي يجب أن نزورهم في اليوم الأول للعيد.

وإستغلت بعض المواقع الإلكترونية لزيادة أكبر عدد من الزوار لها، بالإعلان عن إمكانية إرسال رسائل quot;مسجquot; للجوالات مجاناً، ما أتاح الفرصة لرواد المنتديات المختلفة بإستخدام تلك الخدمة، وتوفير سعر الرسائل الرسمية، مع العلم أن شركة جوال، الشركة الوحيدة في فلسطين، خفضت سعر تكلفة الرسائل على الجوالات.

ويعترف الشاب نصر أبو سلطان (25 عاماً) أن كافة رسائله التي أرسلها لأصدقائه جاءت من خلال الخدمة المجانية عبر الشبكة العنكبوتية. وقال quot;لم أخسر ولا حتى شيكل واحد، لقد أرسلت أكثر من 80 رسالة لأصدقائي في الأيام الثلاثة من العيد.

وأضاف نصر quot;في الحقيقة لا شغل لي غير الجلوس على الإنترنت طوال الليل، وأظن أنني كنت رحيماً جدا عندما أرسلت فقط 80 رسالة، مع أنني متأكد أن غيري أرسل مئات الرسائل المجانيةquot;.

إنتهى عيد الفطر المبارك، وإنتهت قصة الرسائل والمسجات، إلا أن الأزمة الفلسطينية لم تنتهي بعد، في إنتظار ما ستتمخض عنه لقاءات القاهرة الحالية