انتحار الذكور في الأردن أربعة أضعاف عن الفتيات
العيار الناري والشنق والسموم ابرز وسائل الانتحار

رانيا تادرسمن عمان: في لحظة يأس وهروب من واقع شائك ملبد بمشاكل تعصف بحياتهم تطرق فكرة الانتحار عقول ونفوس الكثير من الشباب الأردنيين،ويقررون إنهاء حياتهم بوسائل تنقلهم إلى العالم الأخر بسلام ولحظة عذاب قصيرة تكون أما رصاصة قاتلة في الرأس أو تناول السموم ولكن بعضهم يفضلون العنف في أخر لحظة حياة فيكون الشنق سبيلهم.
وكثر في الآونة الأخيرة الحديث عن حالات انتحار للشباب أو الشروع بالانتحار في صفوف الفتيات وهذا سببه بحسب أهل الاختصاص إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف في الأردن من فقر وبطالة وغلاء وارتفاع معدل العنوسة، الى جانب عوامل أخري كالفشل في الدراسة،وأمراض نفسية. الزواج العرفي، الفقر والبطالة.
وبما أن الانتحار محرّم في الشرائع السماوية، ومرفوضا مجتمعيا إذ يصبح فضحية تلازم العائلة لكنه بات سوقا رائجا يقبل عليه الشباب والفتيات في الأردن بفئات عمرية تبدأ من سن 18 ولغاية 48. لكنه الأكثر شيوعا هي من سن 18 لغاية 17،حيث سجلت حوالي 40 حالة انتحار في النصف الأول من عام 2008 بحسب إحصائية المركز الوطني للطب الشرعي مقابل 32 حالة في العام الماضي بحسب السجلات الأمنية،وكذلك 170 حالة الشروع بالانتحار.

إلى ذلك، يقول رئيس المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور مؤمن الحديدي لquot;إيلاف quot; أن القواسم المشتركة عند المنتحرين تكون في كثير من الحالات فشل في حياتهم سواء كانت العاطفية أو الدراسية أو مشاكل نفسية quot;.
ويعزو الدكتور الحديدي إلى أن quot; فكرة الانتحار بحد ذاته مرتبطة بعوامل أبرزها quot;الثقافة والبيئة والتربية الأسرية، والظروف الاقتصادية quot;.
وبات مألوف أن الذكور أكثر جدية نحو الانتحار بأربعة مرات عن الإناث لكن في حين أربعة أضعاف شروع في الانتحار عند الفتيات وفق الدكتور الحديدي quot;
وحسب الكشف الشرعي على اعتبار أن quot;يحدد سبب الوفاة يشير الدكتور الحديدي عند الفتيات فقدان العذرية بحكم الزواج العرفي،في حين الشباب فشل دراسي عاطفي quot;.
وأشكال الانتحار الأكثر شيوعا في الأردن يقول الدكتور الحديدي عند للشباب تكون عبر اسحلة نارية وبات أسلوب الشنق متداول وهذا أسلوب دخيل من الدول المجاورة، بينما العقاقير والسموم عند الفتيات.
أما لإحصاءات الأمنية تعترف بصراحة بوجود حالات انتحار وصلت العام الماضي نحو 32 على لسان الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن الرائد محمد الخطيب ويقول لquot;إيلاف quot; أن quot; فعليا تركزت على الذكور 25 حالة مقابل 7 حالات من الفتيات وكانت الفئة العمرية من 18 ولغاية 27 الاعلي في الانتحار quot;.
وحول الدوافع الأساسية وراء الانتحار لهولاء بحسب التحقيقات الأمنية يشير الخطيب أن quot;حوالي 12 حالة كانت الأسباب مجهولة،في حين الحالات الاخري تمثلت دوافع الانتحار بجملة أسباب quot; أهمها أمراض نفسية، وظروف اقتصادية مالية صعبة، وخلافات عائلية quot;.

بيد أن الانتحار يرجع إلى عوامل نفسية ويجد قبولا عند الذكور أكثر من الإناث يعود من وجهة نظر اختصاصي الطب النفسي الدكتور محمد الحباشنة quot;بحكم جراءة الذكور في اتخاذ قرار الموت لاسيما بأدوات حادة كالشفرات،والرصاص، والشنق quot;. وتبعا لهذه الوسائل القاتلة التي يستخدمه الذكور للتخلص من حياتهم يكون خيار الفتيات اخف غالبا يتم بالسموم أو الحبوب وفق الدكتور الحباشنة quot;.
وقبل الانتحار كيف تكون الحالة النفسية للمنتحر يقول الدكتور حباشنة أن quot; خيار الانتحار وإنهاء الحياة يكون عندما يفقد الإنسان معاني الحياة، ويصبح اليأس والاكتئاب مسيطر بسبب فشل وإخفاق في بارتباط عاطفي وفشل دراسي وكذلك quot; يأس من ظروف عائلية وحياتيه ويسهب الحباشبة أذن الانتحار مسبوق بمرض نفسي يتأزم إلى حالة الانتحار بحكم عدم العلاج لاعتبارات تكون في الغالب الخوف من فضحية خصوصا أن المجتمع الأردني ما يزال يربط المرض النفسي بالجنون والعار quot;.
ويؤكد انه quot;كلما زاد الخلل في الأسرة كلما زادت حالات الانتحار في المجتمع أو الشروع بالانتحار quot; ولكن نصائح الدكتور حباشنة إلى العائلات انه quot;على الأسرة اخذ دوره الرقابي برصد سلوكيات وتصرفات أبنائهم خصوصا إذ كان فيه غرابة واللجوء إلى الطبيب النفسي للمساعدة لمنع وقوع الانتحارquot;.

وبما أن الدور الحيوي يقع على كاهل الأسرة والبيئة المنزلية بهذا السياق تلخص اختصاصية توظيف الدراما والفنون في التربية سمر دودين لquot;إيلاف quot; مسؤوليات الأسرة لمنع حدوث الانتحار داخل العائلة بضرورة اعتماد تربية أسرية ودور أبوي ثنائي يقوم على الحب الغير مشروط، وكذلك تكوين علاقة سوّية بين الوالدين والأبناء خالية من أي إساءات وتقبل الأخطاء الصادرة عنهم لمنع عواقب أخري قد تصدر عنهم وكذلك زرع لغة الحوار الصريح الخالي من الخوف والقلق ليشكل الركيزة الأساسية في حديث الأبناء مع الإباء إلى جانب تعزيز الفكر الناقد عليهم للتعامل مع متغيرات المجتمع والعصر الحالي quot;.
وتدعو الإباء والأمهات quot;الاهتمام أكثر بجيل المستقبل عبر التخلص من رواسب المجتمع وعاداته بمعالجة أطفالهم إذ كانوا بحاجة إلى طبيب نفسي، والتركيز على الإرشاد النفسي.


وباتت ظاهرة الانتحار تخترق الفئات الشبابية الذكورية في الأردن بحسب السجلات الرسمية تحتاج إلى وقفة وإعادة النظر من قبل الحكومة لمنع تفشيه بصورة اكبر لذا يعتقد الدكتور الحديدي انه يجب دق ناقوس الخطر في الأردن جراء ارتفاع نسب العنوسة وظروف اقتصادية صعبة من فقر وبطالة مطالبا quot; بتشكيل مجلس اجتماعي وعلمي لمعرفة الدوافع الحقيقة وراء الانتحار لتأسيس قاعدة بيانات دقيقة لمعالجة المشكلة والوقاية منها quot;