الکلاب الالمانية من عصرها الذهبي الى فترتها المظلمة

نزار جاف من بون:يحملعدد من الناسصورة في منتهى الرومانسية عن الکلاب في المانيا، لکن ذلك لم يکن بالمعنى الذي نحمل من خلاله کل الکلاب علىquot;محمل حسنquot;إذ أن القصص و الاحداث العديدة تروى هنا و هناك عن کلاب هاجمت أناس و فتکت بالبعض منهم أو إنها نالت منهم و ترکت في أجسادهم جروحا بليغة. و روى لي صديق الماني کيف أن کلبا إنتفض و تمکن من الافلات من سلسلة صاحبه و هاجم مجموعة من الناس کان من بينهم طفلا لم يترکه إلا وقد أودى بحياته فيما ترك آثار جروح بليغة على الناس الاخرين حتى تمت السيطرة عليه. فيما روت لي السيدةquot;أنغلينا باورزquot;التي تملك کلبا صغيرا تحبه کثيرا کيف أنها تعرضت لهجمة کلب شرس أيام کانت مراهقة و ترك ذلك الکلب أثرا بليغا في ساقها حيث تريه هذه السيدة لکل من تروي له تلك الحادثة.

لماذا الکلاب؟
القصة بدأت من حاجة الانسان للکلاب لغرض حراسة قطعان مواشيه أو داره، لکنها و بحکمquot;وفاءquot;الکلب و تعلقه بالانسان، تطورت الى سياقات أخرى إنتقل الکلب خلالها من الحظيرة الى ذات المکان الذي يقيم فيه صاحبه. وجاءت الثورة الصناعية و عصر التقدم التقني و مارافقته من تغييرات في البنى الاجتماعية و الاواصر الاسرية لتمنح الکلاب بشکل خاص الى جانب حيوانات أخرى ولاسيما القطط مزيدا من الحضور و التألق و حتى الحاجة الى وجوده.
السيدquot;فولفغانغ هيسهzwnj;quot;(69 سنة) أکد من أن کلبه هو أفضل صديق له وأنه أکثر الکائنات صدقا و وفاءا في التعامل معه، السيد هيسهzwnj; أشار الى أن الکلب ليس مجرد صديق عادي يملك في بعض الاحيان، وإنما هو دائم الاحساس بك، دائم الحب لك، دائم التعلق بك، على حد تعبيره.

اما السيدة quot;بريغيت فيرنهzwnj;quot; والتي تبلغ الاربعين عاما، فقد قالت:quot;کلبي هو جزء من حياتي، وهو يضفي طعما و لونا مميزا على الايام التي تمر بحياتي، هو وإن يشاکسني في بعض الاحيان، لکنه بات مهما جدا بالنسبة لي حتى إنني أجد الحياة من دونه صعبةquot;.

أطعمة و حلاقة و أشياء أخرى خاصة بالکلاب
في المانيا، تتفنن الشرکات الخاصة بإنتاج الاطعمة الغذائية الخاصة بالکلاب، وحتى إنها تقوم بالدعاية لمنتجاتها عن طرق إعلانات مميزة في الصحافة و التلفزة و حتى السينما. کما أن هناك صالونات حلاقة خاصة بالکلاب ناهيك عن إطباء الکلاب، ويکاد المرء في کثير من الاحيان من فرط الاهتمام الاستثنائي الذي يمنحه المجتمع الالماني للکلب، أن يحسد ذلك الحيوان على رفاهة عيشه سيما و أن العديد من الکلاب تصفف اوبارهم و تقص بطريقة مميزة بحيث تضفي شکلا غريبا الى حد ما على الکلب. هذا وتوجد أيضا شرکات خاصة تنتج مواد خاصة للإستخدام للکلاب نظير السلاسل و الاطواق وحتىquot;العظامquot; بالاضافة الى وسائل أخرى تستخدم لحماية الکلاب من درجات الحرارة المنخفضة.

الاوضاع الاقتصادية إنعکست على الکلاب أيضا
الحديث عن تزايد أعداد العاطلين عن العمل في المانيا و التي تکاد تتجاوز حاجزquot;الخمسةquot;مليون عاطل، يقود بالضرورة للحديث عن سحب البساطquot;الذهبيquot;من تحت أقدام الکلاب الالمانية تدريجيا سيما وأن فقرات الاخبار و مانشيتات الصحف باتت تشير بشکل يکاد يکون دوريا الى ظاهرة الکلاب السائبة التي يترکها أصحابها لإرتفاع تکاليف المعيشة بالنسبة لها خصوصا و أن أصحابها يکونون من أولئك الذين فقدوا عملهم أو يعيشون ظروفا صعبة لا تمکنهم من توفير حياةquot;مرفهةquot;لکلابهم، وهذا الامر أدى الى إنشاء منظمات مختصة بالدفاع عن تلك الکلاب السائبة و حمايتها و توفير الملاذ الآمن و الطعام و الخدمات الاخرى لها. مثل هذه المنظمات تقوم بحملات لجمع التبرعات من الناس لتلك الکلاب الى جانب سعيها الدؤوب لإيجاد أناس يتکفلون بإعالة البعض منها.


إستخدامات أخرى للکلاب في ظل سوء الاوضاع الاقتصادية

بإمکان المرء أن يبصر في بعض من المدن الالمانية أناس وقد إفترشوا الارض مع کلابهم و وضعوا قطعة قماش أو ورق تشرح سوء وضعهم الاقتصادي و عدم تمکنهم منquot;إعالةquot;کلابهم و يطلبون تبعا لذلك تبرعات من الناس لمساعدتهم في ذلك.

کما أن هناك أيضا أناس يقومون بتقديم خدمات فنية مختلفة برفقة کلابهم و يفترشون أيضا قطعة قماش لجمع التبرعات منquot;الراغبينquot;بذلك.