صنعاء: شهر أغسطس من كل عام موعد مثالي بالنسبة للآلاف من المزارعين اليمنيين، الذين تستقبل الأسواق المحلية ما تنتجه مزارعهم من أنواع من الفواكه الصيفية المعروفة هنا بالخريف.
ويمثل العنب والرمان والخوخ والتين أشهر أنواع الفواكه التي تنتجها الأرض اليمنية ,وتتمتع بسمعة جيدة لدى المستهلكين المحليين والعرب أيضاً, بعد أن بدأت كميات من هذه الفواكه تجد طريقها إلى أسواق الدول المجاورة.

وفي أودية محافظة صعدة الخصبة يتم إنتاج أجود أنواع الرمان اليمني على الإطلاق.. ويؤكد المهندس الزراعي صلاح المنسي أن الرمان الصعدي نسبة إلى صعدة، وطبقاً لدراسة إقليمية يحتل المرتبة الأولى بين الأنواع المنتجة في الوطن العربي.
ويضيف إن وزارة الزراعة عملت خلال الفترة الماضية على انتخاب أفضل أنواع الرمان مستفيدة من المناخ الملائم في صعدة، وعلى التربة الخصبة التي تتمتع بها أودية المحافظة.

وتقع أودية محافظة صعدة المنتجة للرمان على الطرف الجنوبي من الهضبة الشمالية التي يصل ارتفاعها إلى 1800 متراً.

ويهتم أبناء صعدة بزراعة فاكهة الرمان ويولونها اهتماماً كبيراً، إذ لا تخلو أية منطقة في صعدة من شجرة الرمان، حيث حولت فاكهة الرمان منطقة صعدة إلى منطقة مشهورة ، تماماً كما أشهر العنب مناطق بني حشيش ، التي تقع شرقي العاصمة صنعاء.

و شجرة الرمان تحتاج إلى عناية دائمة طوال العام من حيث توفير الماء لها باستمرار، و مكافحة الآفات التي تضربها.
ويقول أحد بائعي الجملة في أكبر أسواق العاصمة اليمنية المخصصة لبيع الخضار والفواكه ، إن الرمان الصعدي يتميز بلونه الأخضر المشرب بالحمرة ، وهذا النوع من الرمان هو الأجود والافضل في السوق.

كما يقول محمد المراصعيquot; ينفرد بحجمه الكبير ومحتوياته شدية الحمرة واللذيذة جداً ، حيث يحرص باعة التجزئة والمستهلكين على شرائها دون غيرها من أنواع الرمان المتاحة في الأسواق هذه الأيام quot;.

وتصل قيمة الكيلو الواحد من الرمان الصعدي نحو 300 ريالاً يمنياً أي ما يعدل دولار ونصف الدولار.
وتنخفض أسعار الرمان في شهر أغسطس نتيجة لزيادة العرض من المنتجات الزراعية , خصوصاً إذا وجد المزارعون مشاكل في تسويق الفائض في الأسواق المجاورة ، ليصل في أدنى مستوياته إلى أقل من دولار.

وبحسب تقرير صادر عن وزارة الزراعة اليمنية فإن إجمالي المساحة المزروعة بفاكهة الرمان إلى 1250 هكتاراً أكثر من ثلاثة أرباع هذه المساحة توجد في صعدة التي تنتج أيضاً تنتج أيضاً سبعة الآلف و700 طناً من عشرة الآلف و 650 طناً هي إجمالي من تنتجه اليمن من هذه الفاكهة سنويا.
ويتميز الرمان الصعدي بطول فترة حصاده حيث تمتد منتصف يوليو حتى منتصف أكتوبر، حيث يحرص الأجانب المقيمون في البلاد اقتناء كميات كبيرة من الرمان الصعدي من البقالات الكبيرة، للاستهلاك الشخصي ولإرساله كهدايا إلى أقاربهم.ومنذ نحو ثلاث سنوات حرص مزارعو صعدة على تصدير أفضل أنواع الرمان ، وهذا التوجه ساهم إلى حد كبير في تراجع حجم الكميات المعروضة في الأسواق المحلية.

ويبدأ الرمان الصعدي في الاختفاء مع نهاية فصل الخريف ، حيث تبدأ أسعاره في الارتفاع ، إلا أنه رغم ذلك يبقى مرغوباً.


وتعيش صعدة اليوم أوج ازدهارها الزراعي إذ تنتشر فيها أجود مزارع الأعناب والرمان والبن وتصدر منتجاتها لمعظم محافظات اليمن وإلى دول الجوار، وكانت صعدة قديما تعد قبلة الصناعات المعدنية الحديدية والحربية ساعدها في ذلك وقوعها فوق أكبر مناجم الحديد في اليمن،وفي وقت متأخر ازدهرت فيها تجارة أحجار الزينة المستخدمة في بناء القصور والمنازل.