نزار جاف من بون: مدينة فوبرتال التابعة لولاية نورد راين ويستفالن الواقعة في غرب المانيا و تتبع منطقة دوسلدورف إداريا، لم تکن حتى بدايات

دار انجلز
القرن العشرين لها أي وجود يذکر وإنما کانت هنالك ستة مدن منفصلة عن غيرها. هذه المدن الستة کانت تقع في وادي نهر(فوبر) والوادي باللغة الالمانية هو(Tal) ومنها کان اسم مدينة فوبرتال يعني(وادي فوبر) وفوبر هو النهر الذي يمر بالمدينة. وفي عام 1929، تجمعت هذه المدن الستة لتشکل مدينة فوبرتال التي مازال مواطنوها يسکنون بحالة من الاغتراب عن الانتماء إليها إذ قلما تجد هنالك من يقولquot;أنا فوبرتاليquot; غير ان تقاطر الاجانب سيما الشرقيين على المانيا بشکل عام وهذه المدينة بشکل خاص، جعل من ساکنيها الاصليين من الالمان يشعرون اليوم بقوة الانتماء أمام مايعتقدون انه يشکل خطر مستقبلي على ديموغرافية المدينة. والذي يميز هذه المدينة هو ان کل حي منها يکاد يکون قائم بذاته و مستقل عن الاحياء الاخرى وقد يعود هذا الامر اساسا الى التأريخ الحديث لنشوء المدينة.

فوبرتال و الفکر الشيوعي
إشتهرت مدينة فوبرتال بصناعة الانسجة و تميزت بها بشکل لم تکن تجاريها سوى ثلة قليلة من المدن الالمانية الاخرى في ذلك، و في القرن التاسع عشر وبسبب من ترکز الاموال بيد حفنة من الناس فيما کان يعاني الاکثرية من شظف العيش بسبب سوء الاوضاع الاقتصادية في هذه المدينة حتى ان العائلات القاطنة في هذه المنطقة کانت لاتحصل على ماکان يکفي قوتها اليومي، وهذا ماکان له أبلغ الاثر في المفکر الشيوعي البارز فريدريك انجلز(1820 ـ 1895) الذي أصبح فيما بعد رفيق کارل مارکس، وقد ترکت معاناة الناس في أعماق نفس انجلز أبلغ الاثر مما إنعکس بوضوح في الفکر المارکسي فيما بعد. واليوم، هنالك في فوبرتالquot;متحف لفجر الصناعةquot; والذي يحمل اسم انجلز(دار انجلز)quot;Engles ndash; Hausquot; حيث يعد من معالم المدينة المشهورة.

تنين فوبرتال الفولاذي
من أبرز معالم مدينة فوبرتال، هو قطارها المعلق الذي يخترق أحياء المدينة و يتهادى فوق نهر فوبر ليعبره کل يوم عشرات المرات. هذا القطار الذي بدلا من أن يمشي على سکة حديدية معلق بکلابات حديدية على خط حديدي، دشنه لأول مرة قيصر المانيا ولهلم الثاني عام 1900. وقد وصفت الشاعرة الالمانيةquot;إلزهzwnj; لاسکر شولرquot; هذا القطار بأنه(تنين فولاذي يلتف و يلتوي فوق النهر الاسود) ومحطاته هي رؤوسه العديدة التي يتوقف عندها أما کشافاته فهي عيون التنين التي تقدح شررا. وهذا القطار يستخدم في نقل الناس و کافة الاشياء الاخرى ماعدا الفيلة! و سبب ذلك يعود الى ان صاحب هذا الفيل قد حاول الترويج لسيرك عبر نقل فيل يدعى توفي بواسطة القطار المعلق هذا، غير ان الفيل ماأن بدأ القطار بالسير معلقا بين الارض و السماء أصابته حالة من الخوف والذعر دفعته لتحطيم جدار العربة الخارجي ليهوي الى داخل نهر فوبر ومع انه لم يقض نحبه فإنه ترك وراءه حادثة طريفة مازال أهالي المدينة يتحدثون بها الى أطفالهم و ضيوفهم. وصار اسم توفي مارکة تجارية تحملها العديد من المنتجات الزراعية و الصناعية في فوبرتال.