علاء صبحي من كراتشي: تشير الاحصائيات الى ازدياد ظاهرة ادمان المخدرات بشكل كبير فى السنوات الاخيرة الماضية فى جميع المدن الباكستانية، حيث إن موقع باكستان وجوارها لافغانستان فى ظل الاوضاع الامنية المتوترة فى منطقة التماس بين البلدين، يجعل تدفق المخدرات من افغانستان امراً سهلاً.


فالمخدرات تدخل البلاد لتعبر الى مناطق اخرى فى العالم، كما ان القرب الجغرافى بين البلدين يُمكنُ الناس فى باكستان من الحصول على الهيروين باسعار رخيصة.

تعد الظاهرة اكثر وضوحاً فى مدينة كراتشي، القلب الاقتصادي لباكستان. يفترش المدمنون العراء او تجدهم يتسولون الناس فى شوارع المدينة.

وفى المدينة يوجد مركز ايدهى الخيرى الذى يسعى الى تقديم خدمة انسانية للمشردين من الكبار و الاطفال، ويوفر لهم المركز السكن والخدمات الصحية بالمجان. كما للمركز عدة فروع فى مختلف المدن الباكستانية ويعتمد فى تمويله على تبرعات الخيرين.

ومن بين المستفيدين من خدمات هذا المركز، مدمنوا المخدرات الذين يتلقون العلاج فى المركز برغبتهم.

يقول فيصل ايدهي و هو احد المسؤولين فى المركز وابنُ مؤسسه، عبدالستار ايدهي، إن المدمنين ياتون اليهم عندما تسوء حالتهم الصحية، ولكن ما ان يخرجوا بعد تلقى العلاج وتتحسن حالتهم حتى يعودوا الى هذه العادة من جديد.

يضيف فيصل بان المخدرات انتشرت فى فترة الغزو السوفيتى لافغانستان وتدفق اللاجئين من هناك، الذين اتوا الى باكستان وتبعتهم المحاصيل التى يزرعونها ومنتجاتها، ومن بينها الهيروين.

يقول الطبيب فى مركز ايدهي إن جميع حالات الادمان يمكن علاجها سريريا.ً و يشير الى ان هناك العديد من الحالات الناجحة حيث تمكن المدمنون من التخلي من تعاطى المخدرات تماماً.

تحدثت الى quot;أترquot; و هو احد المدمنين الذين يتلقون العلاج فى المركز، و يبلغ من العمر اربعين عاماً. قال إنه بداء رحلته مع تعاطي المخدرات قبل ثمانية عشر عاماً.

و على الرغم من علم السلطات الباكستانية بازمة انتشار المخدرات على اراضيها الا ان انشغال البلاد بالاوضاع السياسية و تزايد العنف المسلح على اراضيها بالاضافة الى وجودها فى احدى المناطق الساخنة امنياً فى العالم، ينسيها قضية انتشار المخدرات فى مجتمعها.

وإن كانت هذه الازمة غير ملحة فى الوقت الحالي الا انها ستصبح من بين احدى آفات المجتمع فى السنوات القادمة اذا لم يتم حسمها بشكل سريع، كما ان انعكاساتها ستطال دولاً مجاورة لا محالة.