إيهاب الشاوش من تونس: سألتني إحدى الزميلات مستفسرة، عن يوم محو الأمية، الموافق للثامن من يناير الجاري، اذا كان يوما عالميا، او عربيا...أجبت دون تردد، بأنني لا أتصور ان يكون هذا اليوم عالميا... بل ان هذا الشكل من الاحتفالات، لا يمكن الا ان يكون عربيا وبامتياز، سواء بالنسبة لصنف الأميين القدامى الذين لا يعرفون الكتابة او القراءة او الجدد منهم و اغلبهم من الشباب، و الفقراء الذين لم يتمكنوا من ناصية التكنولوجيات الحديثة للاتصال،(0.6 بالمائة فقط من السكان يستعملون الإنترنت)، كان ذلك خلال احتضان العاصمة التونسية من الخامس الى السابع من يناير الجاري، المؤتمر الإقليمي التحضيري للدول العربية حول تعليم الكبار في الدول العربية،الذي يأتي تحضيرا للمؤتمر الدولي السادس المقرر عقده في ماى 2009 بالبرازيل.

ما بين 58 و 70 مليون امي:

المشاركون في المؤتمر قدموا أرقاما مفزعة، عن عدد الأميين في العالم العربي.فالرقم يتراوح ما بين 58 و 70 مليون امي، لكن الصورة الأكثر قتامة تبقى في مستقبل هذه الشريحة الواسعة من المواطنين العرب، حيث كشفت اليونسكو في تقريرها لسنة2007، ان عدد الأميين في العالم العربي سيظل مستقرا في حدود 55 مليون امي بحلول 2015. في حين تفيد تقديرات البنك الدولي ان اعداد الأطفال و الشبان، الذين لم يلتحقوا بالتعليم النظامي او الذين تسربوا منه ستواصل ارتفاعها الى حدود 2015، مع وجود تفاوت في النسب، بين الإناث و الذكور من جهة، و بين المناطق الريفية و الحضرية من جهة ثانية.

قصور التدريب والفقر و الأزمات إضافة الى غياب التشريعات الملائمة، كانت من بين أهم أسباب ارتفاع نسب الأمية، بحسب ما كشف عنه المشاركون.
عبد الفتاح العبيد من وزارة الثقافة السورية يقول انquot; نسبة الأمية مرتبطة بالأزمات التي تحدث في العالم العربي من جهة، و مرتبطة بالتخلف الاقتصادي و الفقر من جهة أخرىquot;
اما غدير فنون من وزارة التربية و التعليم بفلسطين، فأرجعت ارتفاع نسبة الأمية في العالم العربي، الى قلة الإهتمام بتدريب المدرسين الخاصين بتعليم الكبار و الى غياب التشريع في هذا المجال.
عبد المنعم عثمان، مدير مكتب اليونسكو ببيروت، يعزو ارتفاع نسب الأمية في العالم العربي الى ضعف الإمكانيات.

اما وثيقة اليونسكو فتشير الى ان الدول ذات الكثافة السكانية العالية، تملك نسبة الأمية الأرفع. فمصر تحتل المرتبة الأولى ب 17 مليون أمي ثم السودان و الجزائر و المغرب و اليمن.

20 مليون في المغرب العربي:

مغاربيا، quot;غنمquot; مواطنو المغرب العربي 20 مليون أمي،مع تفاوت من بلد الى آخر. فليبيا و تونس استطاعا تحقيق نتائج ايجابية، بحسب محمد عبد اللطيف القيام، من مكتب اليونسكو بالرباط، الذي يضيفquot; الوضع يختلف من بلد لآخر. فتونس و ليبيا حققا نتائج ايجابية بفضل جهود التمدرس. الجزائر و المغرب و موريتانيا ما زالت تعاني من الظاهرة لعدة أسباب أولها عدم الالتحاق بالدراسة من جهة و جودة المضامين من جهة أخرى. و يوجد في الجزائر 7 ملايين اميquot;.
و في تونس انطلق سنة 2000 برنامج لتعليم الكبار قصد القضاء نهائيا على الأمية.
و تشير الأرقام الرسمية الى ان هذا البرنامج توصل خلال الثماني سنوات الماضية الى تحرير أكثر من 461 الف تونسي من الأمية ثلثهم من الشبان دون 30 سنة و من ضمنهم 360 الف فتاة و امرأة.
و تسعى الحكومة التونسية الى التقليص نسبة الأمية في صفوف الشباب دون 30 سنة الى ما دون 1 بالمائة مع نهاية السنة الدراسية 2009/2010.
و تشير أرقام إدارة التعليم الأساسي، بليبيا الى ان نسبة الأمية سنة 2006، بلغت 11.5 بالمائة، بينهم 6.3 بالمائة من الذكور و 16.9 بالمائة ايناث، في حين كانت تقدر هذه النسبة الى حدود سنة 1967 ب73.4 بالمائة.

الى ذلك، دعت المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم، الكسو في بيان لها تلقت إيلاف نسخة منه، بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية،دعت الى البدء بتنفيذ خطة تطوير التعليم في الوطن العربي و بخاصة في مجال محو الأمية و تعليم الكبار من خلال تحقيق الأهداف المرسومة للخطة و آليات و مصفوفات تنفيذها.
كما دعت الألكسو، المؤسسات الرسمية المعنية بتعليم الكبار و منظمات المجتمع المدني و القطاع الخاص في الدول العربي الى وضع آليات مشتركة لتنفيذ الخطة.

وفي ختام المؤتمر الإقليمي، دعا المشاركون الى ان تتخذ الدول العربية كل التدابير السياسية والإستراتيجية والتقنية لضمان حصول الأطفال خارج المدرسة والنساء ومجموعات المهمشين في المجتمع على التعلم بشكل عادل.
وقال على الشاوش وزير الشوءون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج ان هذا الموءتمر ساهم فى رصد افاق تطوير واقع التجربة العربية فى ميدان تعليم وتعلم الكبار وتعميق النقاش حول القضايا المحورية التى تمثل قاسما مشتركا بين كافة الدول العربية.
كما أوصى المشاركون فى أعمال مؤتمر تونس بضرورة التعامل مع تعليم الكبار كجزء من الخطط الوطنية للتعليم والتنمية.
وتم التاكيد على اهمية تسريع نسق اصلاح اساليب العمل فى مجال محو الامية وتعليم الكبار ودعوة الحكومات الى وضع اليات اكثر فاعلية لضمان شراكة بين مختلف الجهات المختصة ببرامج تعليم الكبار فضلا عن تفعيل دور الصندوق العربي الخاص بتمويل مشاريع تعليم الكبار بالدول العربية وحث القطاع الخاص على المشاركة فى تمويل برامج محو الامية.