صبيحة شبر من الرباط: تنتشر ظاهرة البيع من المنزل، كإحدى مجالات الأعمال أمام اشخاص الذين تعوزهم الوسائل والسبل لإيجاد عمل آخر يدر عليهم ربحا يستعينون به لإعالة عوائلهم والسيدة بتول احدى اولئك البائعات تحكي قصتها لإيلاف فتقول: مات زوجي وترك لي أربع بنات صغيرات، وليس لي عمل او وظيفة استفيد منها، ولقد غادر ابواي هذه الدنيا ولم اجد سندا يعينني، جارتي كانت تبيع بضاعتها من المنزل، حيث تأتي بالبالة من اسبانيا وفرنسا، وطلبت مني ان أعينها لأكسب رزقي، وكانت تضع بعضا من بضاعتها عندي فتأتيني الجارات والصديقات لشراء ملابس مصنوعة في البلاد الاجنبية، يفضلها الناس كثيرا لجودتها، وهي نظيفة اقوم بعملية كيها، فتصبح وكأنها جديدة، وتعرف زبوناتي انها مستعملة،وبعد ان كبرت بناتي و زادت حاجاتهن ضاعفت من أعمالي، فلم اقتصر على بيع الملابس الأجنبية لطالبيها من المغاربة او العرب فأقدمت على بيع الملابس المغربية،التي تركتها صاحباتها بعد استعمال واحد مثل القفطان والتكشيطة ثم توسعت الى بيع كل ما تحتاجه النساء، وبعض الرجال من عطور و مكياج ومراهم للمحافظة على شباب البشرة وفوط وشراشف وبطانيات وكؤوس جميلة بمختلف الألوان والأشكال وملابس داخلية وصناعات جلدية مغربية مثل الحقائب المختلفة والأحذية وأدوات المطبخ من اواني وقدور والة صنع الفريت( شرائح البطاطا المقلية)


وتعقب ليلى على كلام جارتها: لقد وجدت في بيت بتول كل ما احتاج من مواد، سواء ما نتناوله من طعام مثل الأغذية المعلبة وانواع الشوربات،والعسل وزيت الزيتون وزيت الأركانة، ومن علب الأدوية التي يحتاجها كل مريض، لتسكين الألم كذلك ما اريد من ملابس سواء كانت وفق الزي المغربي التقليدي، لي ولزوجي واولادي او الملابس المستوردة التي تتمتع بصناعة متقنة وجمال وأناقة بثمن، أقل مما تباع به الملابس الجديدة،، انقذتني صديقتي بتول من الذهاب اى سوق الأحد حيث تباع الملابس المستعملة، والذي أغلق الآن،اجد نفسي اسارع الى منزل بتول لتمدني بما أريد، احتاج الى نوع من الكؤوس اطلبه من صديقتي، فتبادر الى توفيره لي، وحتى الذهب، ان كنت أمر بضائقة، أبيع ما لدي من مصوغات ذهبية، وان زال عني ذلك الضنك المالي، وتوفرت لدي النقود، أسارع الى السيدة بتول فتعرض علي ما لديها من مصوغات ذهبية او فضية لأبتاع منها ما أحب وأشتهي، منزل بتول أصبح لدى الجيران مثل السويقة فيه كل ما نشتهي من مواد

وتضيف أحلام ابنة بتول والتي عادت توا من فرنسا بعد ان حصلت على الدكتوراه، ان امها قد تعبت كثيرا في توفير حاجات عائلتنا، وآن لها الآن أن تستريح، ولكن يبدو ان تجارتها من المنزل تقدم لها نوعا من المتعة، تعرفها بالصديقات اللاتي يأتين الى منزلنا، لتناول كأس من الشاي ومشاهدة المعروضات،التي تجمعها امي في صناديق كبيرة مخصصة لهذا الغرض، ولولا هذا العمل ماذا كنا سنفعل ؟فأمي لاتتوفر على شهادة تؤهلها لوظيفة محترمة، كما انه ليس بمقدورها ان تجلس على احدى البسطات وتزاحم المارة لتعرض بضاعة قد تجد من يشتريها منها او لاتجده أبدا، كما انها وصلت الى السن التي يجب ان رتاح فيها من عناء العمل، وجلوسها في منزلها يقيها الحاجة وذل السؤال.