"إيلاف" : تنوعت مشاركة المنتخبات العربية في بطولة كأس الأمم الآسيوية الثالثة عشرة لكرة القدم ، التي تدور حالياً في الصين ، بين التألق و الإخفاق ، بعد صعود منتخبات إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخ مشاركتها في إشارة إلى تألقها ، و خروج منتخبات أخرى من الباب الخلفي للبطولة لأول مرة في تاريخها على الرغم من عروضها الجيدة في إشارة إلى إخفاقها .

و تأهلت ثلاثة منتخبات عربية من أصل ثمانية شاركت في البطولة ، إلى الدور ربع النهائي هي البحرين ، والعراق ، و الأردن ، بينما خرجت خمسة منتخبات أخرى من الدور الأول وهي قطر ، و الإمارات ، و السعودية ، و الكويت ، و عُمان . " إيلاف " تسلط الضوء على مشاركة المنتخبات العربية في بطولة كأس آسيا الحالية بين التألق و الإخفاق .. لنتابع جميعاً ...

البحرين .. تأهل للمرة الأولى

صعد منتخب البحرين إلى الدور ربع النهائي لبطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم ، للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته ، بعد حلوله في المركز الثاني في مجموعته الأولى خلف الصين المتصدرة و تأهلا معاً للدور الثاني ، ليكون بذلك أول منتخب عربي يطرق أبواب دور ربع النهائي في هذه البطولة .
فقد لعب المنتخب البحريني ثلاثة مباريات في الدور الأول تألق في جميعها ، محققاً نتائج إيجابية فكانت الأولى أمام الصين مستضيفة البطولة ، و نجح في فرض التعادل عليها و الخروج بنقطة ثمينة (2/2) ، و في المباراة الثانية أمام قطر خطف تعادلاً في الوقت القاتل (1/1) ، قبل أن تحقق فوزها الأول على اندونيسيا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ، ليجمع (5) نقاط و يتأهل للدور الربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه .
و سيقابل منتخب البحرين نظيره منتخب أوزباكستان يوم غدً الجمعة ، ضمن مباريات الدور الربع النهائي .

العراق .. تأهل رغم المعاناة
رغم المعاناة و الظروف المأساوية التي يحياها الشعب العراقي تحت الاحتلال ، إلا أن العراق التي تشارك بمنتخبها الأولمبي نجحت في عبور الدور الأول ، على حساب المنتخب السعودي الذي خرج للمرة الأولى في تاريخه من الدور الأول .
و قدم المنتخب العراقي عروضاً قوياً في مجموعته الثالثة ، التي تصدرها منتخب أوزباكستان برصيد (9) نقاط ، و نجح العراق في العودة من بعيد رغم خسارته في المباراة الأولى أمام أوزباكستان بالذات بهدف يتيم ، و تقدم في المباراة الثانية محرزاً فوزاً مثيراً على تركمانستان (3/2) ، و تأهل بفوزه الثاني على منتخب السعودية القوي (2/1) ، ليجمع (6) نقاط أهلته للدور المقبل .
و تنتظر المنتخب العراقي مواجهة صعبة أمام المنتخب الصيني المضيف يوم غد الجمعة على استاد العمال في بكين ، في افتتاح مباريات الدور ربع النهائي .

الأردن .. فعلوها النشامى

حقق المنتخب الأردني " النتشامى " ، إنجازاً تاريخياً بصعوده إلى الدور ربع النهائي في أول ظهور له في تاريخ بطولات كأس آسيا لكرة القدم ، و تمكن الأردن الذي يقوده المدرب المصري الشهير " محمود الجوهري " من تحقيق نتائج لافتة في هذه البطولة ، بدءاً من مباراته الأولى أمام منتخب كوريا الجنوبية حين أجبره على التعادل السلبي ، و عاد لينتزع فوزاً تاريخياً من الكويت بعد أن أجهز عليها بهدفين نظيفين في الوقت القاتل من المباراة ، و اختتم مبارياته في الدور الأول بتعادل سلبي مع منتخب الامارات في مباراة لم يظهر فيها الأردنيين بمستواهم المعهود على الرغم من أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حضر خصيصاً للصين لمشاهدتها و مواكبة انجاز منتخب بلاده . و جمع " النشامى " خمسة نقاط جعلتهم في المركز الثاني في المجموعة الثانية ، التي ذهبت صدارتها للعملاق الكوري برصيد ( 7) نقاط . و تلتقي الأردن يوم السبت المقبل مع منتخب اليابان بطل المجموعة الرابعة في ختام مباريات الدور ربع النهائي من البطولة .

قطر .. سقوط مدوي

سجلت قطر سقوطها الأول منذ خسارتها للمباراة الافتتاحية أمام اندونيسيا (1/2) في واحدة من مفاجآت البطولة ، مما عجل في إقالة مدربها الفرنسي " فيليب تروسييه " ، الذي عين بدلاً عنه المدرب الوطني سعيد المسند ، ليقود بلاده لتعادل مع البحرين (1/1) بعدما تقدم حتى الدقائق الأخيرة قبل أن تخطف التعادل ، لتودع قطر البطولة عملياً ، و لعبت مباراتها الأخيرة أمام الصين و خسرتها (0/1) . وأثار هذا السقوط المدوي لـ " العنابي " ، حفيظة النقاد و الجماهير الرياضية في قطر التي عبرت عن صدمتها لهذا السقوط .

السعودية .. مفاجأة من العيار الثقيل

لم يكن اشد المتشائمين يتوقع خروج المنتخب السعودي من الدور الأول من البطولة ، للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته في كأس آسيا .
و دفع " الأخضر " السعودي حامل لقب كأس آسيا ( 3) مرات ، ثمن خسارته الأولى من أوزباكستان ( 0/1 ) ، و تعادله أمام تركمانستان (2/2) ، و خسارته الثانية أمام الأولمبي العراقي (2/3 ) ، ليخرج من الدور الأول في واحدة من كبريات المفاجآت في هذه البطولة .
و عقب إخفاقه ، قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم ، إقالة الجهاز الفني للمنتخب السعودي بقيادة المدرب الهولندي جيرارد فاندرليم ، على الرغم من الانجازات التي حققها المدرب مع السعودية بعد فوزه بلقب دورة الخليج الأخيرة ، و كأس العرب أيضاً .

الإمارات .. خرجت رغم عروضها

دفعت الامارات ثمناً غالياً بخروجها من الدور الأول ، على الرغم من عروضها الجيدة في مبارياتها الثلاث في الدور الأول . و قدمت الإمارات مباراة كبيرة قياساً بالنتيجة التي خسرت بها مباراتها الأولى مع الكويت (1/3) ، و عادت لتخسر في الوقت الضائع أمام كوريا الجنوبية (0/2) ، لتودع منافسات البطولة ، بعد خسارتين ، و اقتنصت نقطة وحيدة في هذه البطولة بعد تعادلها في المباراة الأخيرة أمام الأردن الذي لم يظهر في مستواه المعهود في هذه المباراة .و ظهر لاعبوا الامارات الذي ينقصهم عنصر الخبرة ، بمظهر جيد في المباريات التي لعبوها ، لكن الحظ عاندهم في مرات عديدة .

الكويت .. خسارة مذلة
تعرض المنتخب الكويتي لخسارة مذلة في ختام مبارياته أمام كوريا الجنوبية بأربعة أهداف نظيفة ، مما عجل في خروجه من الدور الأول ، و لم تكن البداية الموفقة للكويت عندما فازت على الامارات (3/1 ) كفيلة لها لضمان تأهلها للدور ربع النهائي ، قبل ان تسقط في المباراة التالية أمام الأردن بهدفين نظيفين في الدقيقتين الثانية و الثالثة من الوقت الضائع . و خلفت خسارة الكويت الكبيرة من كوريا و خروجها من الدور الأول ، أصداء واسعة داخل الكويت ، بعد أن شنت وسائل الاعلام الكويتية هجوماًُ لاذعاً على الأزرق الكويتي .

عُمان .. مشاركة أولى و خروج مشرف

أعلن المنتخب العُماني عن نفسه بقوة في أول مشاركة له في نهائيات كأس الأمم الآسيوية ، على الرغم من خروجه من الدور الأول إلا أن كسب احترام و ثقة الجميع بعد نتائجه الرائعة في الدور الأول . أبهر المنتخب العماني الجميع في المباراة الأولى أمام حامل اللقب منتخب اليابان ، و رغم خسارته بهدف للا شيء إلا أنه قدم مباراة كبيرة و فعل كل شيء في عالم الكرة إلا هز الشباك ، و في المباراة الثانية فرطت عُمان بفوز كان في متناولها امام إيران بعد أن أجبرت على التعادل في الوقت الضائع ، في مباراة تحمل فيها لاعبوا عُمان الضرب و الخشونة من الإيرانيين . و اختتم المنتخب العُماني الذي يقوده المدير الفني التشيكي " ميلان ماتشالا " مشوراه في البطولة بفوز على تايلاند بهدفين نظيفين ، ليخرج من البطولة مرفوع الرأس تاركاً بطاقتي التأهل لليابان و إيران .