لم يقنع المنتخب السعودي الأول لكرة القدم بمستواه ونتائجه متابعيه وهو يقف اليوم على بعد 71 يوماً فقط من انطلاقة النهائيات العالمية لكرة القدم بقدرته على

إقرأ المزيد:

منح باكيتا الضوء الأخضر رغم المعارضة

السعودية تخسر أمام بولندا

مدرب المنتخب السعودي: أتمنى تجنيس تفاريس

تذبذب باكيتا يقلق الجماهير السعودية

السعودية تلتقي بولندا وديًا

منتخب بولندا يصل الرياض إستعدادا للأخضر

الفيفا تتمسك بمواعيد تسليم قوائم اللاعبين في كأس العالم

تحقيق الحضور المرجو منه في رابع مشاركة له على التوالي في النهائيات العالمية، وبدا حتى اليوم عاجزاً عن تحقيق انتصار وحيد في مواجهاته الودية الثماني التي قاده خلالها مدربه البرازيلي ماركوس باكيتا.

وكشفت آخر مباريات الأخضر أمام بولندا أول من أمس أن التصريحات المتفائلة التي أطلقها باكيتا بعبور الدور الأول والمرور إلى ثاني أدوار المونديال ما زالت بحاجة لعمل كثير على أرضية الميدان ربما ضاق الخناق عليها كثيراً وبات مطلوباً أن يتضاعف العمل بشكل يؤدي إلى اختصار الزمن وتجاوز الأخطاء التي ظهرت حتى يمكن تحويلها إلى نتائج ملموسة.

وأعلنت مباراة بولندا أن هناك لاعبين فقط في الأخضر قدما نفسيهما كلاعبين قادرين على تحمل ضغوط المواجهات الدولية والارتقاء بسوية الأداء إلى حد تقليص الفوارق الفنية والبدنية مع المنافسين وهما أحمد الدوخي الذي قدم عرضاَ قوياً وكان أحد أهم مفاتيح اللعب ضد بولندا، إضافة للحارس محمد الدعيع الذي استمر في تألقه اللافت والمثير بخبرته الدولية العريضة التي جعلت منه عميداً للاعبي العالم.

وأمام نجاح الدوخي والدعيع كانت هناك محاولات جدية من نواف التمياط وحمد المنتشري نجحت في إعطاء كليهما شخصية واضحة في الميدان فيما اجتهد البقية لكن دون الوصول إلى التألق المطلوب، خصوصاً وأن التجربة أمام بولندا كانت مفيدة على صعيد قياس قدرة الأخضر على التعامل مع فرق تفوقه بدنياً وتمارس ضغطاً كبيراً على الخصم حتى في ملعبه، وهو ما يمكن أن نتوقعه في مواجهتينا الموندياليتين أمام إسبانيا وأوكرانيا.

وفي وقت أعلن فيه باكيتا أنه سيعمل بكثير من التركيز على معالجة أخطاء الدفاع عند بداية تسلمه لمهمته، فوجئنا بأن الأخضر مني بهدف على الأقل في كل من المباريات الودية التي لعبها على الرغم من اختلاف الخصم في كل منها.

وكشفت مباراة أول من أمس أن ثمة مشكلة حقيقية في التعامل مع الكرات العرضية في دفاع الأخضر، ولعل المرور السهل لتوماس من رضا تكر في أقصى حدود منطقة جزاء الأخضر من الجهة اليمنى وتحويله الكرة نحو توكاز سوسين الذي ارتقى لها وحيداً دون رقابة وسجل منها هدفاً سهلاً في مرمى الدعيع في الدقيقة 7 يؤكد أن المعالجة الدفاعية ما زالت قاصرة على الرغم من أن باكيتا تسلم مهمته في قيادة الأخضر في 19 ديسمبر الفائت أي منذ نحو الـ100 يوم.

وجاء الهدف الثاني لبولندا والذي سجل بطريقة مماثلة للأول ليؤكد عمق التواضع الدفاعي للأخضر في الكرات العرضية، والذي يتجسد أولاً في السماح للاعبي الأطراف بالمرور وتحويل الكرات بدل قتلها في مهدها، وثانياً في صعود اللاعب المنافس وحيداً دون رقابة في منطقة الجزاء، وأحياناً منطقة الـ6 أمتار دون رقابة أو مضايقة، وهذا عيب قد يكون مكلفاً للغاية أمام منتخبات تعتمد تقنية اللعب على الأطراف كمنهج هجومي يجعل الكفة متوازنة إلى حد بعيد بينها وهي في حالة الهجوم وبين خصمها المتمركز دفاعياً.

وعاد باكيتا ليؤكد في آخر مؤتمراته الصحافية أنه سيركز على الهجوم وكأنه اطمأن إلى الدفاع، لكن مراجعة نتائج الأخضر تؤكد أنه سجل 8 أهداف في مبارياته الودية الـ8 وهي حصيلة جيدة، لكن المشكلة أن نصفها فقط جاء عن طريق المهاجمين، وهو أمر مقلق إذا ما وجدنا أن أحد أصحاب النصف الذي نتحدث عنه (عيسى المحياني) خارج تشكيل المنتخب حالياً، وأن من بين مسجليها لاعبين في مقاعد الاحتياط (محمد أمين حيدر وسامي الجابر)، بما يعني أن المهاجم الأساسي الوحيد وهو ياسر القحطاني لم يسجل سوى هدف وحيد.

وقد يكون من المزايا أن يكون لاعبو كل خطوط المنتخب قادرين على التسجيل وهو ما فعلته فرنسا في المونديال الذي نظمته في أرضها عام 1998 وتوّجت بكأسه حيث كانت حصيلة خطي دفاعها ووسطها التهديفية أعلى من حصيلة الهجوم، إلا أن هذه الميزة تحتاج العمل في الجانب التكتيكي من قبل باكيتا على تحركات المهاجمين بحيث يركزون على سحب المنافسين بعيداً عن المرمى، ويفسحون مجالاً أوسع لزملائهم القادرين على التسجيل أمثال التمياط ومحمد الشلهوب وخالد عزيز، وهو تكتيك قد يكون مفيداً للأخضر إذا ما تم اختباره في المباريات التحضيرية الخمس المقبلة، وربما يحقق عنصر المباغتة المهم للأخضر أمام منتخبات أكثر تمرساً منه في تقنياتها الدفاعية المحكمة.