تأملات وطنية ... عبدالرحمن الموزان

البنوك والمؤسسات والشركات الكبيرة لهم خصوصياتها واختصاصاتها وتخصصاتها في المجالات التجارية التي هي علم من العلوم الثابتة والمسؤولون في هذه الهيئات لهم تركيباتهم التكوينية (الفيسولوجية) ومن معرفتنا ان الاقتصاد مرتبط وثائقياً بالسياسة والعكس صحيح. وفي اعتقاده ان ما يكتب في عدم مشاركة البعض لا يصل الى نظر العين ولا تسمعه الاذان بل ولا يحرك المؤسسين واصحاب القرار في التوجه الى المشاركة بجزء من الارباح الطائلة في سد حاجة الكثير من الاندية الوطنية التي ترزح تحت نير الفقر القاتل. بل ان البعض يعيش تحت خط الفقر والعوز مما اصاب بعض الاداريين بالقرف والملل والآخر بالسأم وقلة الراحة . هذه الهيئات التي تمارس تجارتها واعمالها على ارض الوطن وتحصد الارباح الخيالية يجب عليها كضريبة وطنية ان تتخلى عن هذا الصمت الدائم الذي شعاره (اذن فيها طينة والاخرى عجينة) وبذلك التجاهل الذي بدأ منذ التأسيس واعتمد في ظاهره على القروض ذات الارباح الخيالية القاتلة التي تجعل المواطن اسيراً لهذا البنك او ذاك.
ان القطاع الخاص بشتى مسمياته تقع عليه مسؤولية المشاركة الوطنية في دعم قطاع الرياضة الذي يعتبر من الاوجه الحضارية والتقدمية ومنها يُعرف كثير من الدول بارتفاع مستوى العطاء في الساحات والميادين الدولية ويوحي ذلك باهتمام القطاع العام والخاص في اي بلد بشؤون الرياضة بكل تخصصاتها وفروعها لكي تحتل درجة في سلم الترتيب الدولي.

انه بدون المشاركة الفاعلة والفعالة من القطاع الخاص فلن تكون الدولة قادرة من وجهة نظري على سد متطلبات الاندية في انحاء المملكة والتي يقارب عددها المائتي نادٍ تمارس اكثر الالعاب الرياضية الجماعية والفردية ناهيك ونحن في ظل الاحتراف عن سداد ارقام العقود الاحترافية من اجهزة فنية وادارية وطبية.

لو ان كل بنك او مؤسسة تبنى اكثر من لعبة في تلك النوادي وهو واجب قومي ووطني بل هو ضريبة مستحقة لابناء البلد وهو انفاق مصحوب بعقلية تجارية تمارس في بعض الدول المحيطة بنا ويدر على تلك البنوك كواجهة استثمارية بعد دراسة الجدوى الاقتصادية من اصحاب التخصص وفي نفس الوقت دعماً لميزانية الاندية الخالية من اي مدخر نقودي بل ان الكثير من الاندية الممتازة لا تقوى على صرف الرواتب المستحقة في وقتها وربما تتأخر اشهراً الى ان يصل التأخير الى نصف سنة.

خلاصة القول هو المسارعة في عقد اجتماع بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبين الفئة الاخرى ووضع آلية عمل معطاء تدفع عجلة الرياضة المتوقفة الى الامام لكي لا تفقد ذلك التوقد الشبابي ثم يصبح الحصان خلف العربة وتتوقف او تقل الانجازات التي تتحقق بين فينة واخرى بهذه الامكانيات الموفرة حسب القدرة في الميزانية العامة للرياضة العامة. واحب ان الكثير يدرك الجهود التي تبذلها الدولة في ابراز العديد من المنشآت الرياضية القليل مثلها في كثير من الدول التي بدأت قبلنا في ممارسة الرياضة بعشرات السنين.

انا شخصياً متفائل بتحرك جماعي يقضي على عجز الاندية في سداد الديون. بل انني اتوقع حراكاً مجدياً يجعل شبابنا واثقاً من التفاعل الوطني العام ادراكاً من ان حب الوطن يعلو على حب الذات وان كسر الحواجز وتخطي المعوقات يأتيان بقرار نابع من حب الوطن ومشاركة مفروضة على كل حامل لقلب طيب ويد معطاء والله يعجل بالخير.

استاذ محاضر في قانون كرة القدم.
جريدة الرياض السعودية