قصة هروب دينيلسون من الألف إلى الياء من النصر!

تركي فهد من الرياض: من منا لا يعرف ذلك اللاعب البرازيلي الشهير ( دي نيلسون ) أحد أقوى اللاعبين البرازيليين والذي كان أغلى لاعب بالعالم في يوم ما ، فهذا اللاعب شارك مع منتخب بلاده في ثلاث نهائيات لكؤوس العالم 94 و 98 و 2002 م وقدّم خلال مشاركته مع منتخب بلاده مستويات رائعة أبهرت الجميع وتوجّ أدائه الرائع بالحصول على كأس العالم أعوام 94 و 2002 م ، وقدمّ اللاعب البرازيلي العديد من الفواصل المهارية التي أبهرت من تابع المنتخب البرازيلي في تلك المنافسات وغيرها حتى أنه لـُقب بـ ( ملك المهارات ) ، جاء اللاعب إلى الرياض للالتحاق بنادي كبير لا يقل عنه سمعة وهو نادي النصر السعودي الذي أبهر هو الأخر الجميع من خلال مشاركته بكأس العالم للأندية عام 2000 م ونال استحسان الجميع من المتابعين لتلك المنافسات وقارع النصر فيها أندية كبيرة مثل ريال مدريد وساو باولو و مانشستر يونايتد وغيرهم ...

دينيلسون غادر في إجازة ... ولم يعد!

جاء دي نيلسون للنصر وسط استقبال تاريخي فاق الـ 4000 محب من مشجعي نادي النصر وذلك كبادرة لم يسبقهم أحد إليها ، جاء دي نيلسون للرياض مصطحبا معه مدير أعماله والجميع ينتظر منه استعراض مهاراته التي أكدت في يوم من الأيام أنها فريدة لا يجيدها لاعب في العالم أجمع إلا دي نيلسون ، جاء دي نيلسون الذي شكل نقلة فنية ونوعية في جلب اللاعبين الأجانب ، لكن الجميع لم يشاهد دي نيلسون الذي تم تخصيص كاميرا خاصة له فقط لمتابعة مهاراته عن قرب وذلك ليستفيد منها جميع اللاعبين الصغير قبل الكبير منهم في المباريات الأولى لناديه التي جمعته بناديي الاتحاد والأهلي وكان السبب في ذلك سوء الإعداد من قبل مدرب اللياقة بنادي النصر ولذلك تمت إقالته من منصبه والذي كان دي نيلسون سببا مباشرا في استغناء النصراويين عنه بعد قناعتهم بأنه فشل بتجهيز دي نيلسون كما يجب ، وكان اللاعب وقتها يعاني من زيادة واضحة في الوزن وكان يحتاج لتخفيف وزنه بأسرع وقت كي يتسنى له مشاركة زملائه اللاعبين لكنه فشل في ذلك أيضا مع المدرب الجديد لويس الذي تم جلبه خصيصا لهذا الغرض ، لعب دي نيلسون مباراته الأولى أمام الطائي والتي انتهت وقتها بفوز النصر بهدف قاتل وقد شهدت المباراة إضاعة اللاعب لضربة جزاء وقدم فيها مستوى متوسطا لم يكن متوقعا منه لتأتي المباريات تباعا ً لكن اللاعب لم ينجح في إثبات وجوده مع النصر خصوصا أنه لا يزال صغيرا بالسن وليس كبيرا كما يظن البعض فهو يعيش الآن عامه التاسع والعشرون بل أنه لم يحجز لنفسه مكانا في الخارطة الأساسية للفريق الأصفر وأصبح مكانه شاغرا لأحمد الخير وضياء هارون وبلانكو ، جاء دي نيلسون وسط ضجة إعلامية لم يحظى بها لاعبا قبله لكن الأيام أثبتت أن هذه الضجة الإعلامية لم يكن لها داع بأمر اللاعب نفسه الذي أثبت أنه مقلب كبير شربه النصر خصوصا أنه يعاني من زيادة في الوزن ونقص واضح في المخزون اللياقي لديه حتى أنه لم يسجل لفريقه سوى هدفين أحدهم من ضربة جزاء .!

ليأتي الوقت الذي يطير فيه دي نيلسون للبرازيل بإجازة تمتد لـ 10 أيام من إدارة النادي وذلك لأسباب زواجه ولكنه ضرب بالأيام المحددة له من ناديه عرض الحائط ليزيد غيابه عن الأيام التي حددت له مسبقا مثيرا بذلك الشكوك والتساؤلات حول غيابه عن فريقه وعدم عودته للرياض للانخراط بالتمارين مع زملائه اللاعبين ، حتى أن الأمير فيصل بن عبد الرحمن رئيس النادي أكدّ أن اللاعب في طريقه للعودة لفريقه لكنه لم يعد وتجاوز غيابه حاجز الـ 10 أيام بمثلها ، ومع تأكيد المسئولين بنادي النصر بأن دي نيلسون عائدا لفريقه إلا أنه لم يطرأ جديد على هذا الموضوع حتى أكدّ الجميع أن اللاعب لن يعود لناديه كما تم الاتفاق عليه وينتظر أن يتجه دي نيلسون لإلغاء عقده مع نادي النصر ، وقد أسّر مصدر مقرّب من إدارة نادي النصر لـ quot; إيلاف quot; أن دي نيلسون لن يعود للفريق وستكون رواتبه المتأخرة لشهرين بمثابة الشرط الجزائي لإلغاء العقد .!! ومالا يعرفه اللاعب أن نادي النصر كبير برجاله وبلاعبيه قبل مجيء دي نيلسون وسيبقى كذلك بعد رحيله ولن يتأثر الفريق برحيل لاعب أثبت أنه أقل من عادي من خلال مشاركاته مع النصر .

ويبقى السؤال هنا هل سيعود اللاعب لنادي النصر بعد أن تأخرت عودته لفترة زادت عن المعقول وغير المعقول أم تصدق أقوال المقربيّن لإدارة النصر .؟

معلومات عن دينيلسون:

الاسم: دي أوليفيرا دينلسون
* مواليد: 24/8/1977م
* الطول : 178 سم
* الوزن : 72 كجم
* المركز: جناح أيسر
* الحالة الاجتماعية: أعزب
هذا اللاعب من النجوم القلائل في عالم كرة القدم الذين يتميزون بالمراوغة والسرعة والتسديد المحكم بالقدم اليسرى والذين يعهد إليهم بتنفيذ بعض المهام التكتيكية داخل المستطيل الأخضر مثل تهدئة الملعب والاحتفاظ بالكرة وإضاعة الوقت لتفويت الفرصة على الفريق المنافس في إدراك التعادل أو الفوز، غير ان دينلسون الذي يعشق اللعب في الجناح الأيسر كلاعب حر دون تقييده بالمهام الدفاعية من اللاعبين غير المحظوظين الذين لم ينالوا شهرة مثل المهارات الفنية التي يتميز بها.

وقد وصفه نقاد البرازيل بمارادونا الجديد وقالوا لا أحد يستطيع أن يفعل بالكرة كما يفعل فهو قادر على المرور من أي مدافع بشكل سهل وسريع ومفاجئ ولا يمكن إيقافه إلا بارتكاب الأخطاء ضده.

حقق حلمه باللعب في أوروبا والفوز بكأس العالم مع منتخب البرازيل ولا يزال يطمح بالمزيد.

بطاقة اللاعب الشخصية

ولد دي أوليفيرا دينلسون في مدينة ساوباولو وبها بدأ حياته الرياضية وهو طفل صغير، حيث بدأ بمداعبة كرة القدم وسط عائلته الفقيرة التي تعيش في أحد الأحياء المتواضعة هناك، ومثل كل الأطفال في البرازيل لعب الكرة في الأحياء والحواري، وعشق الذهاب مع والده إلى الشاطئ للعب كرة القدم وتميز بمهارته ومراوغاته بشكل لافت للأنظار وبشكل يثير الإعجاب، فبجسمه النحيل وقدمه اليسرى يستطيع أن يتجاوز كل من يقف في طريقه على طريقة النجم العالمي الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا فما كان من والده إلا أن يستمع لرغباته ويعمل على دعم موهبته وذلك بتسجيله في نادي ساوباولو العريق الذي طالما حلم باللعب في صفوفه. واستطاع دينلسون أن يقنع الجميع بقدوم لاعب كبير من طراز نجوم المنتخب البرازيلي آنذاك وأصبح اللاعب الأول في فئة الناشئين ولعب في صفوف الفريق الأول وهو في سن السابعة عشرة حيث تم استدعاؤه للمشاركة في بعض المباريات بهدف إكسابه الخبرة.
ومع اشتراك دينلسون وبدايته في ممارسة هوايته بمراوغة الخصوم أخذ الجمهور يطرب لأدائه ويصفق لكل حركاته ومهارته داخل الملعب وفي الجناح الأيسر على وجه الخصوص ولعل أكثر ما يميزه عن غيره من نجوم الكرة البرازيلية هو سرعته في التمويه والتحرك بالكرة أو بدونها فحتى متابع كرة القدم أو المشاهد لا يستطيع أن يتنبأ بما سيفعله هذا النجم أو إلى أي اتجاه سيكون مما يسبب الإرباك في دفعات أي فريق يلعب ضده.

لاعب أساسي

بدأ كلاعب أساسي في موسم 1995 مع نادي ساوباولو عندما شارك في37 مباراة سجل خلالها هدفين وصنع العديد من الأهداف وأصبح اسمه معروفاً على مستوى الإعلام البرازيلي وبعد نجاحه في أول موسم له ومساهمته مع ناديه في تحقيق بطولة الأندية العالمية القارية والمقامة في اليابان بعد الفوز على ميلان الإيطالي بنتيجة 32 صرح بأنه متعطش للعب كرة القدم وتحقيق البطولات والانتصارات والى الانضمام لصفوف المنتخب البرازيلي .. وفي الموسم التالي واصل دينلسون مسيرته مع نادي ساوباولو ولعب 41 مباراة وسجل خلالها 3 أهداف وتميز بشكل أكثر عما مضى وأصبح من الأسماء المرشحة للعب في بطولة كوبا أمريكا.

في موسم 1997 كان لدينلسون بصمة قوية في مسيرته الرياضية حيث شارك مع فريقه بالدوري البرازيلي في 18 مباراة وسجل خلالها 3 أهداف وتحقق حلمه باللعب في صفوف المنتخب كما شارك في كوبا أميركا 97 واستطاع الفوز بلقبها مع منتخب بلاده كأول بطولة دولية في تاريخه كلاعب دولي، وساهم في تحقيق بطولة القارات الدولية وحصل على العديد من العروض للانتقال للعب في أوروبا إلا أن مبالغة ناديه في سعره أوقفت كل العروض وعلق على ذلك بأنه يتمنى الانتقال واللعب في أوروبا مثل كل نجوم كرة القدم في البرازيل ليتطور مستواه أكثر وأكثر ولكنه يحترم رغبة ناديه وسيلعب في ساوباولو حتى يجد العرض الذي يليق بإمكاناته ومهاراته كنجم وواصل العطاء مع ناديه حتى مونديال فرنسا 98.

مقاعد الاحتياط

شاركت البرازيل في كأس العالم 1998 في فرنسا بصفتها حاملة اللقب وبطلة كأس العالم94 في الولايات المتحدة الأمريكية وكان مدرب المنتخب البرازيلي آنذاك العجوز زجالو. ولعب المنتخب البرازيلي العديد من المباريات الودية وكان الجميع يخشى تعرضه للإصابة أو غيابه عن التشكيل المشارك في كأس العالم .. ويبدو أن الأكثر تخوفاً عن غيره من اللاعبين هو النجم الذي يعتمد على مهارته ويحتفظ بالكرة ويواجه تدخلات مدافعي الخصوم على قدميه ودينلسون من أكثر اللاعبين مهارة واحتفاظاً بالكرة وعرضة للإصابة بسبب سرعته وضعف بنيته الجسمانية ولتعرضه للضرب أثناء مراوغته للمدافعين..
وفي مونديال 98 شارك في مقاعد الاحتياط وكان زجالو يدفع به كورقة رابحة متى ما احتاج إليه .. لعب دينلسون أفضل مبارياته أمام منتخب هولندا في الدور نصف النهائي عندما شارك في الجهة اليسرى وسبب الكثير من الإزعاج لدفاع المنتخب الهولندي وصنع هدفاً جميلا لزميله رونالدو بعد مراوغة سريعة قام بها على طريقته الخاصة .. ولم يتمكن دينلسون ورفاقه من تحقيق الحلم الذي طالما راوده حيث تبعثرت أمنياته وأحلامه بالفوز بكأس العالم عندما سحق المنتخب الفرنسي البرازيل بثلاثة أهداف نظيفة في النهائي..

ريال بتيس

يعد تميزه في كأس العالم وتقديمه لمستويات راقية تقدم نادي ريال بتيس الاسباني لخطب ود النجم البرازيلي وقدم عرضاً مغرياً بلغ ما يقارب من 40 مليون دولار وانتقل دينلسون وسط هالة إعلامية كبيرة شبه الجميع وضعه بالنجم الأرجنتيني مارادونا عندما ذهب لنابولي في إيطاليا وحمله على عاتقه وحقق معه بطولة الدوري الإيطالي وبطولة أوروبا أبطال كأس الاتحاد.

إلا أن الوضع اختلف مع دينلسون وانعكس بالسلب على أداء اللاعب .. فلم يقدم المطلوب منه وهبط الفريق لمصاف الدرجة الثانية وسط خيبة أمل كبيرة من هذا النجم وجماهير ومسؤولي النادي الأسباني وكان موسم 19981999 هو أسوأ مواسمه على الإطلاق حسب رأيه وشارك في 34 مباراة كاملة مع فريقه بتيس وسجل له هدفين فقط .. وبعد هبوط الفريق تم إعارة دينلسون لفريق فلامنجو البرازيلي العريق ليلعب معه موسماً كاملاً، وكان قرار إعارته قراراً حكيماً حتى يحافظ دينلسون على لياقته ويكسب المزيد من الخبرة والتألق بدلا من اللعب في دوري الدرجة الثانية الأسباني .. في موسم 2000 2001 صعد ريال بتيس لمصاف الليجا الاسبانية من جديد وسط تشجيع وحماس كبير من أنصار النادي ومحبيه وكان أول خطوه قاموا بها هي استرداد نجمهم البرازيلي دينلسون من نادي فلامنجو وقاموا بتقوية دفاع الفريق وتجديد دمائه بلاعبين صغار وعلى مستوى عالٍ .. وقدم بتيس موسماً رائعاً أعاد به الابتسامة لجماهيره ومحبيه ولعب دينلسون بشكل أفضل من الماضي حيث شارك في جميع مباريات الموسم وسجل وصنع العديد من الأهداف والانتصارات.

كما شارك مع منتخب بلاده في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بكوريا واليابان2002 ونجح في المساهمة بتأهل البرازيل مع زملائه.

وفي موسم 20012002 لعب دينلسون أفضل موسم له مع فريقه وشارك مع منتخب بلاده في كأس العالم 2002 واستطاع أن يحقق الحلم الذي طالما راوده وهو صغير .. ففي المباراة النهائية فاز المنتخب البرازيلي على المنتخب الألماني بهدفين دون مقابل وانهالت دموع الفرح هذه المرة من عيني دينلسون وصرح بأن سعادته لا توصف فقد حقق حلمه بالفوز ببطولة كأس العالم .. وبعد عودته لأسبانيا واصل التألق والإبداع وإمتاع جماهيره ومحبيه وتلقى العديد من العروض للانتقال للعب في صفوف الأندية الكبيرة في أوروبا .. وحاليا يرغب انتر ميلان حسب تصريح رئيسه موراتي بضم دينلسون لصفوفه ليلعب في الكالتشو الموسم المقبل ولم يعلق ريال بتيس على العرض، فلا أحد يستطيع أن يتعاقد مع دينلسون الا بموافقة ناديه الأسباني أو دفع قيمة الشرط الجزائي لإلغاء عقده وتبلغ 360 مليون يورو تستمر حتى نهاية العام 2008م ولا يزال الانتر يجري محاولاته لإقناع المسؤولين في ريال بتيس للموافقة على الانتقال فهل نشاهد دينلسون في الكالتشو في الموسم المقبل ؟
أبرز عيوبه
يفتقد دينلسون للقوة البدنية في الالتحامات ولا يجيد القيام بدوره الدفاعي بالشكل المطلوب مما يجعله أسيراً لدكة الاحتياط في مباريات منتخب البرازيل الدولية ويحتفظ به كورقة رابحة يزج بها المدرب عند الحاجة للهجوم وإرباك دفاع الفريق الخصم، كما انه يتأثر دائماً بما يكتب عنه في الصحافة والإعلام مما ينعكس على أدائه داخل الملعب .. فهو لاعب مزاجي يمتع جماهيره ومحبيه متى ما وجد المناخ الملائم ليقدم ما لديه لخدمة فريقه.
البطولات التي حققها في مسيرته الرياضية :
كوبا أمريكا laquo;97raquo;
كأس الفيفا الفيدرالية laquo;97raquo;
كأس العالم laquo;1998raquo;
كأس العالم laquo;2002raquo;.

إقرأ المزيد:

النصــراويون سعداء بعودة الروح للاعبين

كأس الامير فيصل: الاتحاد ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة

ز السعودية على سوريا استعداداً لخليجي 18