رياضة

يوسف القبلان

الأندية الرياضية في أوروبا وغيرها من الدول المتقدمة في ميدان الرياضة تتحول إلى معالم سياحية ومشاريع استثمارية تخدم مسألة الاحتراف الكروي وتفسر لنا عقود اللاعبين الخيالية، كما تفسر الأداء الكروي الممتع.
وعندما تزور أحد تلك الأندية العريقة في ميدان كرة القدم مثل نادي برشلونة الاسباني فلن تستطيع اخفاء اعجابك بهذا النادي وبغيره من الأندية المماثلة من حيث التنظيم، واستثمار اسم النادي وتاريخه وانجازاته لتكون مفتوحة للزوار حيث يدفع الزائر ما يعادل مائة ريال مقابل جولة في النادي والملعب وسوف يدفع الزائر أكثر من ذلك مقابل المشتريات من الملابس والأحذية الرياضية التي تحمل شعار النادي اضافة إلى مبالغ اضافية مقابل التقاط الصور التذكارية.

وفي الجولة ستجد تاريخ النادي وانجازاته موثقة في متحف النادي المفتوح للزوار.

عدد كبير من الزوار بشكل يومي رغم ان الفريق في جولة خارج اسبانيا فلا يوجد مباريات ولا تمارين ومع ذلك يستقبل النادي الزوار من كافة أنحاء العالم فالنادي كما أشرنا اسم متميز له تاريخ وانجازات وطنية فأصبح إحدى المحطات السياحية والمعالم البارزة بالنسبة للمدينة وكذلك بالنسبة لاسبانيا ككل.

متحف النادي ذكّرني بقصة أحد الرياضيين في المملكة حين أراد إعداد كتاب وثائقي عن أحد الأندية الكبيرة فبحث عن الصور القديمة فوجد معاناة استغرقت وقتاً طويلاً ولم يحصل إلا على النزر اليسير من الصور.

أما علاقة النادي بالجمهور فهي لدينا في المملكة محصورة في المدرج أو من خلال شاشة التلفزيون، ولا يذهب إلى النادي إلا عدد قليل جداً من المشجعين يتحول بعضهم إلى خبراء في التدريب فيتدخلون في عمل المدرب ويطالبون بأن يلعب اللاعب الفلاني ويستبعد اللاعب الآخر، وإذا تعرض الفريق لخسارتين متتاليتين كان الطلب الجاهز وهو إلغاء عقد المدرب!!

ان الأندية الرياضية وان استفادت من التبرعات والإعانات لفترة من الزمن فإنها لكي تنتقل إلى مرحلة quot;العالميةquot; لابد ان تتحول إلى مؤسسات تعمل وفق نظام مؤسسات، وتدار كما تدار الشركات، فالرياضة قد تكون هواية على مستوى الأفراد ولكنها على مستوى الفرق عملية احترافية، والاحتراف ليس فيه مجال للاجتهادات والفزعات فهناك تنظيم دولي تخضع له كافة الأندية الرياضية، وهناك معايير وضوابط لابد من التقيد بها.

وإذا كانت الأندية الرياضية في المملكة قد بدأت في السنوات الأخيرة تدخل عالم الاستثمار في ظل لوائح وأنظمة رعاية الشباب فهي بحاجة إلى تنظيم اداري حديث وكوادر ادارية متمكنة لديها القدرة على التفاعل السريع الفعال مع الثقافة الرياضية الحديثة ليتحول النادي إلى مؤسسة اجتماعية استثمارية من خلال أنشطته المختلفة وليس كرة القدم فقط.

نقلا عن جريدة الرياض بتاريخ 14 أكتوبر 2007