في اختبار ياسر لم ينجح أحد!!

محمد الشيخ

@@ لأول مرة أشاهد ياسر القحطاني مدافعا ونحن الذين تعودنا عليه مهاجماً يطعن شباك الخصم من نصف فرصة بل من اللافرصة.
@@ أقدر جيداً التبريرات التي ساقها القحطاني في مؤتمره الصحفي حول أسباب عدم نجاح احترافه في مانشستر سيتي، وأقدر أكثر دفاعه المستميت عن وكيل أعماله خصوصا ،وعن كل ذي علاقة بمشروع احترافه.

@@ ياسر الذي خسر فرصة الاحتراف في البريمير ليغ، لم يشأ خسارة رصيده الذي بناه في الهلال حتى بات النجم الأول لمجرد أن فكرة الاحتراف لم يكتب لها النجاح ولذلك سعى لمصالحة الجميع في ذلك المؤتمر.

@@ أعرف تماما حجم الغصة التي داهمت ياسر جراء عدم نجاح مشروع احترافه، وأدرك مقدار الألم الذي يعانيه، ويقيني بذلك لأنني أعرف مساحة الحلم الذي يعيشه في الاحتراف بأحد الدوريات الأوربية.

@@ ياسر الذي كان قاب قوسين من تحقيق حلمه الأكبر دون أن يمر بمحطات (ترانزيت) عابرة فشل مشروعه ليس لأنه لا يستحق ذلك، فأقل منه يهرولون في أكبر الفرق في أوربا، وإذا لم يكن ياسر يستحق وهو بكل تلك الصفات الفنية والانضباطية فضلا عن كونه أفضل لاعب آسيوي لهذا العام فمن يستحق ؟!، ولذلك يبقى السؤال الكبير لماذا لم ينجح المشروع إذن؟!

@@ مشروع القحطاني ببساطة لم ينجح لأن ثمة خلل واضح في المحيط الذي يلفه بدءا بوكيل أعماله ومرورا بناديه من رئيسه، فإدارته، فشرفييه، وليس انتهاء بجماهيره، وببساطة أكثر أقول إن في (اختبار ياسر) الأخير رسب الجميع ولم ينجح أحد.

@@ رسب وكيل أعماله الذي أعلن غير مرة أن في حقيبته أكثر من ملف لأندية أوربية تسعى لكسب اللاعب منذ أكثر من عام في حين لم ينجح في تسويقه حتى وهو يقف على قمة الأفضلية الآسيوية، ورسب أكثر حينما أخذ اللاعب لإنجلترا على حين غرة تاركا خلف ظهره العديد من علامات الاستفهام وأكثر منها من الشائعات دون التزام بأبسط قواعد المهنية الاحترافية، ورسب مع مرتبة الشرف حينما وجدنا ان صوره التي بين أيدينا أكثر من صورة القحطاني نفسه بل أننا لم نر صورة واحدة للاعب وهو يتدرب في ملعب مجمع كارنجتون الشهير.

@@ ورسب الهلال بإدارته وشرفييه وجماهيره، فرئيس النادي وضع الجميع في (خانة اليك) حينما تأبط يد اللاعب وسافر به الى مانشستر، ومسؤول الاحتراف في النادي بدا وكأنه آخر من يعلم، والشرفيون ظلوا طوال الفترة وكأن الأمر لا يعنيهم، أما جماهير النادي فقد أضاعوا البوصلة حتى لم يعودوا يعلمون أيهما أهم الهلال أم اللاعب!!

@@ وحده ياسر الذي نجح إذ أبقى أبواب حلمه مشرعة رغم الإحباط، لكنني أخشى أن يأتي اليوم الذي نقول فيه.. أضاعوك وأي فتى أضاعوا.

نقلا عن جريدة الرياض بتاريخ 1 يناير 2007