مهمـــة في الأفـــق!
علي رياح
خرج الفيصلي الأردني متعادلا مع وفاق سطيف الجزائري في الفصل الماضي من ظهوره المتواصل في دوري أبطال العرب .. وإذا كانت النتيجة قد حملت مفاجأة غير سارة للفريق الأردني الذي كان يلعب على أرضه ، فان رهان هذا الجمهور نفسه يبقى قائماً على المتبقي من الاستحقاقات التي تنتظر هذا الفريق الذي رسخ أقدامه خلال اقل من سنتين في فضاء التحديات الخارجية المهمة وكانت له صولات وجولات تكمن وراءها قدرات اللاعبين يقف عدنان حمد كعقل مدبر لهم ، وهو الذي يقدم في كل مرة عقلية تدريبية عراقية أثبتت المناسبات قدرتها على العطاء الثري الذي تغلفه ثقة عالية طالما اقترنت بهدوء قد تحسبه ابتعادا عن أجواء المباراة ، لكنه في الواقع شعور ينبثق من صميمها .. علي رياح
وليست النتائج الكبرى التي خرج بها الفيصلي آسيويا وعربيا منبتا وحيدا لفكرة الحديث عن عدنان حمد ، فلقد أظهر استفتاء أجراه أحد المواقع العراقية على شبكة الانترنت ، حجم الثقة التي ينالها المدرب الذي اقترنت به الكثير من نجاحات العراق شبابيا واولمبيا ووطنيا ، لا بل أن البعض اعتبره المَخرج العملي الوحيد المتاح أمام اتحاد الكرة للخروج من حالة الالتباس أو الغموض التي أحاطت باستمرار إيغل أولسن أو إحجامه عن الاستمرار مع المنتخب .. وقد رست سفينة المنتخب أخيرا عند شاطئ المدرب النرويجي ، لكن عدنان حمد كسب جولة ثقة جماهيرية بصرف النظر عمّا إذا كان بالفعل سيقبل تسلم مسؤولية المنتخب في ظل تمسك الفيصلي به ..
وأعتقد أن ما جاء في الاستفتاء إشارة واحدة تضاف إلى الكثير من تلك الإشارات اللامعة التي أرسلتها إلينا مسيرة هذا المدرب على مدى عشر سنوات .. ونحن نعترف ، بان هذه الإشارة قد أنصفت عدنان حمد ، وبالتالي فان عودتنا إلى الموضوع ذاته لا تضيف جديدا إلى الرأي الجماهيري الذي يرتبط بمشارب وانتماءات رياضية واجتماعية مختلفة ..
ومهما يكن من أمر ، فان عدنان حمد الذي نجح قبل ذلك مع الأنصار اللبناني ، يستحق تقييما أكبر مما هو فيه أو عليه الآن .. وهذه ليست دعاية للرجل الذي إتفقنا معه كثيرا ، واختلفنا معه في مناسبات عدة ، وقد وصل الاختلاف حد الاحتدام ، ولم نكن فيها نسعى إلا لإجلاء الحقيقة ، ولم يكن هو فيها سوى المعبر عن وجهة نظره وفكره وطريقة عمله .. لكننا في النتيجة ، كنا نلتقي على محبة الرياضة ، وكنا نعود إلى هذا الحوار عبر الصفحات والذي تعلو وتيرته مرة ، وتنخفض هذه الوتيرة مرات .. فبقي الرجل ثابتا ، يحترم رأي غيره مهما كان حادا أو حتى قاسيا ، لأنه يدرك بذكائه المعهود أن للإعلام بصمات مؤثرة في مشواره الكروي ، فقد أخذ بيده من موقعه كمهاجم في فريق سامراء ، وحتى صار في أثينا صاحب الانجاز العربي الأروع على الصعيد الاولمبي ..
أتصور أن مرور عدنان حمد على فرق ومنتخبات عراقية بتلاوين عديدة ، يجعله قريبا على الدوام من فكرة العمل مجددا مع فريق عراقي تنتظره مهام كبرى .. والسر في ذك ـ حسب ما أتصور ـ يكمن في شخصيته الثرية التي ازدادت التصاقا بالوطن برغم الغياب عن الساحة العراقية ..
ولهذا أتصور دوما أن وجود عدنان حمد مع فريق لبناني أو أردني ، أو حتى مع فرق خليجية كثيرة أبدت رغباتها العارمة في استقطابه ، يضعه في مصاف رجل التحديات المتلاحقة ، ولا يجعل مسافة ارتباطه بأية مهمة مع أي فريق عراقي طويلة أو بعيدة .. فمثل هذا البعد يمتن الصلة ويزيد مبررات اللقاء !
التعليقات