عندما تنمَّر العنكبوت
جعفر الفردان

درس بالمجان لمن أراد الاستزادة في تفاصيل نهائي البطولة الخليجية للأندية، درس يضاف إلى جنون المجنونة كرة القدم التي ترفض إلا أن يصاحبها الصخب والجنون والتلاعب بالأعصاب، درس من دروس الرمق الأخير الذي يثبت أن الرياضة لعبة اللا يأس، درس لمن أراد أن يتعلم أصول التحدي مع الذات والرغبة في قهر المستحيل والمشي في طريق الشوك لجني المجد والعسل، درس بالمجان لمن يحاول أن يجيب عن السؤال المهم كيف أبدع الإماراتيون في تطويع عام 2007 لمصلحتهم؟

وكيف وقف المجد على أعتاب الجزيرة؟ وكيف خط الزمن بيديه بكثير من الزهو والكبرياء أن للمجد رجالا يلبسون الأبيض والأسود لينثروا الألوان الزاهية في عيون عشاقهم ويضعون الفخر والمجد في قلوبهم ويقلدون جبين الوطن بأحلى لقب.

في ليلة تنمر فيها العنكبوت مجبرا قلم التاريخ أن يكتب باللون الأبيض والأسود وداعيا المجد أن يدخل من بوابته الواسعة مودعا أعوام النحس الطويلة وفاتحا يديه وأحضانه بكل ترحاب لاستقبال مواسم الحصاد.

ما أصعب الصبر وما أقساه ولكن في نفس اللحظة ما أحلاه إذا كانت نتيجته أنك ستعانق المجد ولكن ليس أي عناق، إنه عناق الوالهين والعاشقين للقب لا يستحق منا إلا السجود شكرا للواهب المعطي، لقب لا يدعوك إلا لإطلاق خيالك وأمانيك في ليلة تحقيق الأماني رأس السنة الجديدة التي جاءت لتقدم بطولة بطعم الشهد وبطل بملامح خليجية وبطعم الهيل والزعفران وبإيقاع (النهمة واليامال).

بطل يمكنه أن يقف منتصبا لفترة طويلة في درب البطولات، بطل يمكنه أن يجبر الآخرين أن يتقزموا أمامه، بطل سيبدو ماردا صعب المراس في القادم القريب وسيكون الخبير جدا في دروب الإمارات بطل يمكنه أن يرسم خارطة طريق أخرى في الشأن الداخلي.

الجزراوية الذين غنوا لسوء الحظ طويلا أغنية، للصبر آخر خلاص عافك الخاطر، عادوا وضحكوا لدرجة القهقهة، غريب أن يتعملق العنكبوت ويقف في طابور كبار النخبة الخليجية بلا مقدمات إماراتية والأغرب كيف بدل العنكبوت أخلاقه ليأخذ من النمر شراسته وافتراسه.

لا يسعنا إلا أن نبارك للجزراوية الذين وضعوا قبلة غالية على جبين الوطن وقلدوا جيده بأرفع وسام معلنين صراحة أنهم الامتداد الطبيعي لإنجاز خليجي 18.

ـ استغرب كثيرا من حجم الهجمة الشرسة التي تعرض لها إنجاز الجزيرة المستحق، فنحن لا ناقة لنا ولا جمل في لائحة البطولة إذا كان الاتفاقيون لم يقرأوها فهذا شأنهم ولكن أن تتعرض أخلاقيات أهل الضيافة والكرم أهل الإمارات للمساس فهذا غير مقبول ومن غير المعقول أن يعتدي الفائز على المهزوم، فهذا لا يجوز في عرف العقلاء أيها الإعلام السعودي.

ـ المتتبع والمتأمل لفترة السركال في رئاسته لاتحاد كرة القدم قبل تقديمه ورقة طلاقه كالناظر إلى كوب الماء المملوء حتى منتصفه فالبعض يراه خاليا والبعض يراه مملوءاً لكني أميل لرؤية (بو يعقوب) الذي أعاد الأبيض الإماراتي إلى الواجهة كبطل خليجي جديد ولو لم يفعل غيرها لكفى أن ننظر إليه من الجانب المملوء ولكن عودتنا الأيام أنه إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه. مسك الختام: كنت أتمنى أن أمتلك الاف القبعات لأرفعها احتراما وتقديرا لجهود يوسف السركال

حكمة اليوم: أهديها لهواة جلد ظهر المستقيل (يوسف السركال)

سيذكرني قومي إذا جدَّ جدهمُ

وفي الليلة الظلماء يُفتقدُ البدر

نقلا عن جريدة البيان بتاريخ 7 يناير 2008