بغداد: جاء مدرب كرة القدم صادق الوهالي (42 عاما) الذي امضى اغلب فترات هذا العقد في تعليم اللاعبين الناشئين في بريطانيا quot;اللعبة الجميلةquot; الى العراق ضمن بعثة لمساعدة المدربين على تحويل اللاعبين الصغار الى نجوم.وبدأ الوهالي الذي يعمل مع عدد قليل من الصبية الموهوبين عددا من التدريبات في الوقت الذي جلس فيه نحو 30 مدربا من احياء بغداد الفقيرة التي تفرز اغلب المواهب الكروية في المعتاد وهم يدونون ملاحظاتهم بشغف.وقال الوهالي الذي قاد التدريبات لمدة اسبوع في ملاعب تدريب ترابية قرب استاد الشعب الوطني انه لا يرى في العنف الذي يجتاح العاصمة العراقية سببا يمنعه عن تطوير اللعبة في البلاد مع هذه المجموعة من المواهب الواعدة.

واضاف المدرب العراقي للصحفيين quot;لكي أكون امينا لم اشعر بالخوف من نظام صدام لذا فانني لست خائفا من العراق اليوم. مستوى الأمن الذي شاهدته هنا كان رائعا. مكثت لمدة ثمانية ايام واتجول بحرية وأمان.quot;

ووقف اثنان من افراد الأمن عند مدخل ملاعب التدريب لتفتيش السيارات القادمة.

واوضح الوهالي الذي ترك العراق عام 1996 انه يركز على تعليم المدربين الذين يعملون مع الناشئين حتى يبدأ هؤلاء الاطفال الذين يمتلك بعضهم مهارات فنية رائعة في التعامل مع الكرة مشوارهم نحو النجومية على اساس سليم.

واثارت المواهب العراقية اعجاب الوهالي.

وقال quot;كنت دائما اقول ان العراق هو برازيل الشرق الاوسط. نمتلك مهارات رائعة في البلاد. نمتلك ثروات تسير على الارض يجب ان نطورها وليس فقط تحت الارض متمثلة في النفط.quot;

واضاف quot;يجب ان نركز بشكل أكبر على هذه الرياضة الا ان الكرة العراقية بحاجة الى التنظيم بدءا من مستوى الناشئين.quot;

وفاجأ المنتخب الوطني العراقي عالم الرياضة في يوليو تموز الماضي عندما فاز لأول مرة بلقب نهائيات كأس الأمم الاسيوية لكرة القدم بعد اداء رائع رغم الافتقار الي الوقت اللازم للتدريب وضعف المنشأت والعنف الذي اثر على افراد الفريق واقاربهم.

وبات هذا الفوز الذي جرى الاحتفال به على نطاق واسع مصدر الهام للبلاد التي تكافح لوقف اراقة الدماء والعنف الطائفي وعامل تحفيز وتشجيع للشباب الطامح في مضاهاة انجاز ابطال منتخب العراق.

ويقوم جاسم حسن بتدريب فريق الناشئين تحت 15 عاما في حي الشعلة الشيعي في شمال غرب بغداد. وقال حسن ان مؤهلات الوهالي تتمثل في خبرته وقدرته الجيدة والعالية على التواصل مع الاطفال.

وقال quot;الدورة التدريبية جيدة للغاية ونقل الوهالي الينا خبرة جيدة من انجلترا. في العراق نولد من أجل ممارسة كرة القدم الا اننا بحاجة الى تعلم المزيد عن الجانب الفني للعبة.quot;

وتشمل الحصص التدريبية اليومية التي تستمر اربع ساعات تدريب الاطفال بالمراوغة بالكرة اضافة الى غيرها من التمرينات البدنية.

وقال الناشيء حمزة حسن الذي يلعب في فريق مدينة الصدر تحت 13 عاما ان طرق التدريب الجديدة أكثر متعة.

واضاف قبل ان ينطلق مسرعا للانضمام الى زملائه في الركض حول الاقماع المخروطية quot;نحن مستمتعون حقا بالتدريب. انه مدرب جيد وهو يجعلنا نفهم اللعبة بشكل أفضل بفضل تشجيعه لنا.quot;

وقال الوهالي الذي يحمل رخصة للتدريب وشهادات من الاتحاد الانجليزي لكرة القدم انه سيسافر الى انجلترا في غضون اسبوعين ويأمل في العودة الى بغداد لاقامة دورة تدريبية مكثفة وعلى نطاق اوسع.

واضاف quot;بضعة ايام ليست كافية لتأهيل مدرب. الامر بحاجة الى الكثير من الدورات لتعلم المزيد. هذه الدورة لا تكفي لكنها مجرد بداية.quot;