حرية الكلمة
محمد الجوكر


* التوجهات التي أعلنت عنها قطر بإنشاء مركز الحرية للإعلام خلال الاتفاقية البروتوكولية التي تمت قبل أيام نعتبرها عيدا للإعلاميين، حيث تأتي في إطار الاهتمام والمتابعة الدائمة لهذا القطاع المهم، وتأتي بعد نجاحات قطر في العديد من المجالات وبالأخص المجال الرياضي.

ومن أهمها، والذي نتوقف عليه اليوم هو (الإعلام) النزيه والحر الذي يخدم المجتمع من منطلق أهمية دور الصحافة كسلطة رابعة في حياة الشعوب والأمم، فقد جاءت التوجيهات صادقة ونابعة من القلب للرؤية السياسية والحرص المستمر لتطوير دور الصحافة التي تلعب دورا رئيسا في توجيه المسار الصحيح لركن من أركان المجتمع،

والتي نعتبرها المصب الحقيقي لمسيرة الوطن للوصول إلى أعلى المستويات والتغلب على أية عراقيل أو عقبات والسير قدما نحو الأمام والازدهار والتألق لتحقيق ما يصبو إليه قادتنا.. فالصحافة الشريفة والإعلام الواعي والناضج شريك أساسي في بناء الوطن وخدمة المواطن والمقيم فقد لفت انتباهي لقاء الزملاء رؤساء التحرير بصحفنا المحلية لتوقيع اتفاقية ميثاق الشرف المهني بين صحفنا مما يدل على رغبتنا في التوجه الصحيح.

* نظرتنا للصحافة تؤكد بعد النظر والحكمة التي يجب أن نؤمن بها في ظل توفر كل المقومات الأساسية لنجاح المهمة في هذه المرحلة المهمة من مسيرة صحافتنا المقبلة على تحديات جديدة باعتبارها القاعدة الحقيقية، وقد أردنا أن نوضح أهمية الأمانة والصدق والموضوعية لكل قضايانا وبصفة خاصة الجانب الإعلامي،

حيث أسعدني كثيرا اللقاء الذي جمع رؤساء صحافة اليوم الذين يعتبرون من أصغر رؤساء التحرير تقريباً بالدول العربية، حيث ناقشوا أوضاعنا بكل حرية فقد تعودنا بأن تكون مبادئنا عامرة بالآراء والأفكار التي تخدم واقعنا وتطوره عبر هذه المبادرات الطيبة التي تزيل همومنا الصحفية وهي كثيرة بصدر رحب وبدون أية تعقيدات،

والوقوف خلفها من أجل تسيير أمورها بشكل صحيح والاستفادة من التوجهات الجديدة في صحافة اليوم، والبعد عن النظرة الضيقة لكي تواكب المتغيرات التي طرأت على إعلام عالم اليوم الذي لم يعد فيه العالم قرية صغيرة فقط بل أصبح جهازاً صغيراً.

* المبادئ التي تنشدها جمعية الصحفيين واضحة لكل منتسبي أجهزة الإعلام بضرورة توجيه النقد البناء للوصول إلى الأهداف والغايات التي نصبو إليها جميعا عبر الصراحة والشفافية، والهدف منها تطوير أوضاع المهنة والارتقاء بها إلى الأهداف المرجوة والمطلوبة،

فقد وضعت الصحافة الرياضية على سبيل المثال يدها على النقاط الأساسية التي تناولتها الساحة وتناولت الأمور بكل شفافية فنجحت بوعيها وخبرتها، وهذا ما نريده من بقية الفعاليات لتتماشى مع فكرنا الجديد في بناء صحافة حقيقية.. من واقع دور السلطة الرابعة في تطوير المهنة لخلق نقلة نوعية تهدف الى تحديث أدائها لممارسة دورها طالما لدينا هذا التوجه.. والله من وراء القصد.

نقلا عن جريدة البيان بتاريخ 10 يناير 2008