حتى لا يموت الحلم!
د. حافظ المدلج
جميلة هي الأحلام التي نعيش على أمل تحقيقها، ومؤلم جداً أن يتحول الحلم إلى سراب، ويزداد الألم حين تقف عاجزاً عن فهم أسباب ضياع الحلم الذي كان في متناول اليد. لا أتحدث هنا عن أحلامي الشخصية التي ضاعت أمام عيني بفعل فاعل أو بتقصير مني، ولكنني أتحدث عن حلم الاحتراف الخارجي للنجم السعودي وكيف تحول الحلم إلى كابوس ما زلت أعاني من العجز عن فك طلاسمه الغامضة.
تحدثت مع quot;ياسرquot;، فأكد بأنه لم يشعر بالارتياح من مسار المفاوضات حيث تلقى عرضاَ في quot;الرياضquot; لم يجده متطابقاً مع العرض النهائي في quot;مانشسترquot;، كما أشاد بموقف رئيس الهلال وعضوي الشرف اللذين التقاهما في quot;لندنquot;، وأكد على مرونة وتعاون وكيل أعماله، ولكن القرار الأخير كان للقناص الذي لم يجد الرغبة في اقتناص هذه الفرصة التي يرى الكثيرون وأنا معهم بأنها فرصة ذهبية.
سأشعر بالمرارة حين أرى لاعباً آسيوياً غير quot;ياسرquot; يرتدي شعار quot;مانشستر سيتيquot; في المباريات المتبقية من الدوري، وسأشعر بمرارة أكبر إذا طال انتظار الفرصة القادمة لاحتراف خارجي مماثل. ولذلك أكتب اليوم رسالة موجهة إلى النجوم الذين يملكون الطموح للاحتراف في أوروبا، حيث ينبغي أن يطالبوا وكلاء أعمالهم بمد جسور التواصل مع وكلاء أعمال أوروبيين يتولون مهمة التسويق والتفاوض في أوروبا، لضمان الحصول على أفضل العروض وإتمامها بطريقة احترافية دون تدخل أطراف لا علاقة لها باللعبة واللاعب، مما يتسبب في ضياع فرصة قد لا تعود.
ولكي لا يموت حلم الاحتراف الخارجي يجب أن نقف جميعاً مع الفكرة بعقلية متفتحة ونظرة بعيدة المدى، فإن غاب النجم المحبوب عن ناديه فهو سينتقل إلى مكان أفضل وسيصبح سفيراً لوطنه وناديه وجماهيره، وهو أمر لا يقدر بمال خصوصاً في الوقت الراهن حيث نحتاج إلى كل شمعة تضيء الجانب المظلم من صورتنا لدى الآخر. تخيلوا معي جماهير أوروبية تلبس قمصاناً تحمل اسم نجم سعودي أصبح محبوباً لتلك الجماهير، بل تصوروا تلك الجماهير وهي تهتف لنجمها السعودي الجديد. يكفي أن أقول أن quot;مانشستر سيتيquot; كان سيقدم quot;ياسرquot; لجماهير تملأ المدرجات في مباراتهم مع quot;ليفربولquot; التي قدر النادي عدد مشاهديها عبر التلفاز بأكثر من مليار ونصف المليار مشاهد. فهل وعيت عزيزي القارئ طعم المرارة التي شعرت بها حين تبخر حلم احتراف quot;ياسرquot; في quot;مانشسترquot;.
لدينا مشكلة تحتاج إلى حل، وربما نحتاج إلى عملية جراحية لإزالة العوائق التي تقف حائلاً دون احتراف نجومنا خارجياً، فقبل سبع سنوات تلقى quot;التمياطquot; عرضاً للاحتراف في الدوري الهولندي، ولكن العوائق حالت دون ذلك، فماذا استفاد المنتخب والنادي واللاعب منذ ذلك التاريخ، ربما لا تسعفني الذاكرة إلا بهدف رائع سجله النجم الرائع في نهائي كأس ولي العهد، ويقيني أن quot;التمياطquot; كان سيسجل أكثر للمنتخب والنادي لو قضى بضعة مواسم في أوروباً، وهو تحديداً يملك من المواصفات ما يجعله خير سفير لوطنه ولجميع الرياضيين فيه. فلنتعاون جميعاً على إزالة معوقات الاحتراف الخارجي حتى لا يموت الحلم.. وعلى دروب الخير نلتقي،،،
نقلا عن جريدة الرياض بتاريخ 12 يناير 2008
التعليقات