خيبة علي الهواء

محمد جاب الله

في ستوديوهات تحليل مباريات كرة القدم بالتليفزيون تجد نفسك أمام ضيوف من أصحاب الياقات المنشاة.. يجيد المنظرة واختيار ألوان الكرافتات الشيك لكن ألسنتهم لا تستطيع أن تعبر عن مجري ما يدور أو التوقعات التي غالبا ما يحاول مقدم الاستوديو الايقاع بهم ومنها توقع نتيجة الشوط الأول أو نتيجة المباراة.. ورغم أن معظم هؤلاء كانوا حتي وقت قريب جدا نجوما في الملاعب إلا أن هذا لا يعطيهم الحق في التحليل لأن ذلك يحتاج إلي خبراء فعندما تجلس لتسمع واحدا مثل الدكتور طه اسماعيل أو الكابتن عصام عبد المنعم أو فاروق جعفر أو حلمي طولان أو عادل طعيمة فإنك تجلس وكأنك في درس أما الصغار الذين يجيئون إلي هذه الاستوديوهات بحكم نجوميتهم فانهم يضحكون الناس عليهم لأن العجز يظهر عليهم.. حتي الذين يعملون في مجال التحكيم فمنظرهم مضحك وأسلوبهم ركيك جدا ولم لا إذا كان مقدمو البرامج أنفسهم يحتاجون إلي دورة في التقديم وكيفية التعامل مع الضيوف ولأن معظمهم أيضا يحتاج إلي تعليم اللغة العربية.. إنظروا إلي مقدمي برامج تليفزيونات الجزيرة والعربية وبقية القنوات الفضائية العربية فنادرا ما تصطاد من ورائهم غلطة..

مع أن أحدا منهم لم يكن نجما في كرة القدم أو أية لعبة أخري وانما مقدم برامج عادي.. أما عندنا فحدث ولا حرج أشخاص لم يكن أحد يحلم بأن يستضيفه التليفزيون صار مقدما مشهورا منهم من يحمل دبلوم زراعة وآخر معهد تعاون وثالث دبلوم صنايع وربما يكون متسربا من التعليم أما رجال الاعلام الحقيقيون فصاروا متفرجين درجة ثالثة.

أتمني أن تقوم احدي الفضائيات فعلا بالاستعانة بأهل الخبرة وتقارن ما تقدمه مع القنوات quot;الهلسquot; الأخري وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
الحدق يفهم : سيب العيش لخبازه..

نقلا عن جريدة الجمهورية بتاريخ 14 يناير 2008