طالب بضرورة تغيير نظرة المسؤولين على الرياضة النسوية في العراق
المؤمن لـ quot;إيلافquot;: لا يوجد شيء اسمه منتخب نسوي!!!
حاوره عبد الجبار العتابي من بغداد :فجأة... تجمد المنتخب النسوي العراقي لخماسي كرة القدم، وطالت مدة جموده لأكثر من سنتين، وهو الذي ليس هنالك غيره في العراق، وتفرقت لاعباته بين الرياضات الأخرى، وظل مدربه الكابتن حسام المؤمن، في الساحة وحيدًا، يبحث عن أسباب التجميد وهو الذي يعرف ان المنتخب طالما عانى الإهمال والنسيان، على الرغم من انه عاد من آخر مشاركة له بالوسام البرونزي ضمن دورة الألعاب الإسلامية في أيلول/سبتمبر من عام 2005 ، وبين هذا العام وعامنا الحالي 2008 لم يعد هنالك أي وجود لكائن رياضي اسمه كرة القدم النسوية في العراق، لكنه ما زال يأمل بأن يعود هذا المنتخب ويعاود مشاركاته وتأسيس قاعدة جيدة له، هنا إلتقينا المؤمن لنعرف منه واقع المنتخب والكرة النسوية وأشياء أخرى.
quot;إيلاف quot;... لنبدأ بالسؤال التقليدي.. من أنت؟
ـ انا حسام سعيد المؤمن، من مواليد بغداد 1974، طالب دكتوراه في كلية التربية الرياضية (مرحلة البحث) واستاذ جامعي حاليًا في المعهد التقني بالكوفة بعد أن كنت قد انتقلت إليه من كلية التربية الرياضية في ديالى بسبب الظروف الامنية، وكذلك انا عضو في لجنة خماسي كرة القدم منذ عام (2000) والمدير الفني لمنتخب الرجال للخماسي عام (2003) والمدير الفني للمنتخب النسوي عام (2005) وخبير كرة القدم في الاتحاد العراقي للرياضة النسوية عام (2002) وعضو الاتحاد العراقي للرياضة الجامعية (2003) مارست لعبة كرة القدم للاشبال والناشئين في نادي الرشيد، ولم استمرّ بسبب ظروف اجتماعية خاصة، ولكن حبي لكرة القدم بشكل خاص ودخولي الى كلية التربية الرياضية جعلني ازداد تعلقًا بالعمل الفني والتدريبي لكرة القدم، ونتيجة لتأثري ببعض الاساتذة ذوي الاختصاص وبعض نجوم التدريب الرياضي، ممّا ولد لدي رغبة كبيرة في ولوج علم التدريب، حيث شاركت في عدة دورات تدريبية محلية بكرة القدم منذ عام 1997 وحتى عام 2003، وعندما تخصصت في لعبة الخماسي من خلال دراستي للماجستير شاركت في دورة تدريبية دولية مع اثنين من زملائي ممثلين للاتحاد العراقي عام 2002.
quot;إيلاف quot; .. لماذا اخترت الخماسي؟الكابتن حسام المؤمن مدرب المنتخب النسوي العراقي
ـ من ايام ما كنت طالبًا في كلية التربية الرياضية بداية التسعينات، كنا نمارس الكرة داخل القاعات وكانت تستهويني بشكل كبير لما تمتاز به من قوة فائقة على ابراز امكانية وموهبة اللاعبين الفنية، وكانت مشوقة لجميع الرياضيين لكثرة الاهداف التي تسجل فيها مما يضفي حلاوة لدى اللاعبين، وهو ما تفعله فعلاً كرة القدم عندما يسجل لاعبوها اهدافًا كثيرة، وكنا حينها لم نكن نعرف انه يوجد قانون خاص بعبة الخماسي داخل القاعات وانها احدى اهتمامات الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى تم اعتمادها عام 1999 في الاتحاد العراقي، وكنت حينها احضر لدراسة الماجستير، فكنت سباقًا قبل غيري للبحث واجراء الدراسة فيها حتى وصفني بعض اساتذتي بالمجنون او المغامر، لأنني اخوض غمار البحث في لعبة لا يوجد فيها مصدر علمي مكتوب سواء كان كتابًا ام بحثًا، مما ولد الانطباع السابق لدى الاساتذة ومنهم الدكتور شامل كامل الذي كان فرحًا جدًا بانني اتناول هذه اللعبة في بحثي وفي داخله هاجس بالخوف من فشلي، واوضح ذلك بعد انتهاء مناقشة الرسالة التي كان هو رئيسًا للجنتها، وهذا البحث هو الاول في العراق والمنطقة عن هذه اللعبة.
quot;إيلافquot;... متى تأسس المنتخب الخماسي النسوي ولماذا؟
ـ تم تشكيل اول منتخب نسوي عام 1999 وتمت تسمية السيد عماد زبير مدربا له لكنه لم يستمر طويلاً معه وقد ترك المهمة للسيد محمد عبدالصاحب الذي شارك بالمنتخب في احدى البطولات في عمان وبعدها استلم المهمة شدراك يوسف، ومن ثم رياض نوري حتى استقرت الحال للفترة الاطول بإشراف المدرب عادل جرجيس الذي شارك المنتخب بإشرافه بالعديد من البطولات الخارجية، كانت أهمها المشاركة في الدورة الرياضية الاسلامية النسوية الثالثة في طهران عام 2001 وحصل معه على المركز الثالث (الميدالية البرونزية) ، بعد ذلك لم يوفق المنتخب في الحصول على نتائج ايجابية في البطولات التي شارك فيها المنتخب لغاية عام 2003، وبعد تغيير النظام في العراق واعادة تشكيل اتحاد كرة القدم من جديد وحل الاتحاد العراقي للرياضة النسوية الي كان يشرف بصورة مباشرة على المنتخب النسوي تم ضم المنتخب الى اتحاد كرة القدم وبالتحديد الى لجنة خماسي الكرة وتم بعد ذلك تسمية الملاك التدريبي الحالي الذي انا مديره الفني على اثر الدعوة التي تلقاها الاتحاد من الاتحاد الدولي في نيسان (2005) والتي لم يحقق فيها المنتخب نتيجة ايجابية لضيق الوقت وقلة فترة الاستعداد مما تولد الحافز والرغبة لدى الملاك التدريبي واللاعبات للاستمرار والمواظبة في التدريب لتحقيق اول واكبر نتيجة في تاريخ المنتخب النسوي وهي الحصول على المركز الثاني (الميدالية الفضية) في بطولة حلب الدولية التي اقيمت في سورية (ايلول 2005) والتي كانت خير محطة استعدادية للمنتخب الذي شارك في الشهر نفسه في الدورة الاسلامية النسوية الرابعة في طهران وحصل على المركز الثالث (الميدالية البرونزية) من بين منتخبات قوية كان منتخبنا ندا لها.
quot;إيلاف quot; .. الى اي الاندية او المؤسسات تنتمي لاعباتكم؟
ـ معظم اللاعبات كن يمارسن اللعبة منذ تأسيس المنتخب والى غاية تجميده، وهن خريجات كلية التربية الرياضية وبعضهن الاخر من طالبات الاعدادية والمتوسطة
quot;إيلاف quot; .. كم كان عدد اللاعبات لديكم؟
ـ (14) لاعبة فقط .
quot;إيلاف quot; .. هل اجريت مسحًا على عدد اللاعبات لكرة القدم؟جانب من تدريبات المنتخب النسوي
ـ على مستوى الخماسي وكرة القدم كلاعبات متخصصات لا يوجد غير العدد الذي ذكرته ، لغاية التجميد ، اما كلاعبات يمارسن العابًا اخرى كالطائرة والسلة، فكن يشاركن في السباقات التي يقيمها اتحاد الرياضة النسوي ليمثلن الاندية او المؤسسات او اندية الفتاة في بغداد والمحافظات، ولكن بعد التغيير لم يقم اي دوري للكرة النسوية ، وبعد التجميد لا اعتقد ان هناك اية لاعبة !!!.
quot;إيلاف quot; .. ألم تحاول البحث وايجاد لاعبات اخريات؟
ـ اللاعبات اللواتي اخذتهن للمشاركة في الدورة الاسلامية كان عددهن (12) لاعبة، وبعد انتهاء البطولة كان لابد لنا من وقفة لإعادة الحسابات والمنهج التدريبي بشكل يعطي ديمومة وانعاش دائم ومستمر للمنتخب النسوي، فكان لنا قرار انا والملاك التدريبي بإعادة النظر في عدد من اللاعبات، ونحاول تطعيم الفريق بوجوه شابة جديدة تكون قادرة على الاستمرار والعطاء، لأن معظم اللاعبات تجاوزت اعمارهن الثامنة والعشرين ومهاراتهن الاساسية التي تعلمنها عن كبر كانت ضعيفة مما شكل عبئًا كبيرًا علينا في تعليمهن الاتقان الجيد للمهارة ومن ثم تطويرهن، لان المهارة كما تعلمون تعطى وتعلم للاشبال والناشئين من هم في اعمار ما بين 12 و16 سنة، وبعد ان يتم ترسيخها يكون من الصعوبة تغيير ما تعلمه اللاعب سواء كان خطأ او صوابًا، فما بالكم بلاعبات بدأن ممارسة وتعلم كرة القدم باعمار فوق العشرين.
quot;إيلاف quot; .. لماذا لم تحاول ذلك مع اتحاد كرة القدم؟
ـ بعد عودتنا من طهران قدمت للاتحاد العراقي لكرة القدم خطة عمل لستة اشهر كان فيها العديد من المقترحات للنهوض وانتشال واقع اللعبة وبالتالي تعطينا دافعًا قويًا لبناء منتخب يليق باسم العراق والانجازين الاخيرين الذين تحققا ومن اجل المشاركة في الاستحقاقات الاتية، والتي كان من بينها المشاركة في بطولات الاتحاد العربي والتصفيات الاسيوية فضلاً عن المشاركة في مهرجانات وبطولات رياضية، كنا قد علمنا بمواعيد اقامتها في بعض الدول العربية التي ابدت رغبة كبيرة لمشاركة منتخبنا بعد المستوى الفني الجيد الذي ظهر عليه، وكان من ضمن المقترحات اقامة دوري الاندية والمؤسسات في محافظة بغداد وبطولة ثانية للمحافظات الهدف منهما تنشيط ونشر اللعبة فضلا عن اقامة دوري المدارس والتربيات بالتنسيق مع مديرية الانشطة الرياضية في وزارة التربية والتي كانت متعاونة جدًا في مثل هذا النشاط والتي اخذت على عاتقها اقامة هذه البطولة بعد ان تخلى الاتحاد عن المساهمة فيها، وكل هذا سيمنحنا فسحة كبيرة لإنتقاء خيرة اللاعبات وضمهن الى المنتخب، ولكن جميع طلباتنا وخطة عملنا ذهبت ادراج الرياح، إلا أن الاتحاد لم يوافق!!
quot;إيلاف quot; .. لماذا لم يوافق الاتحاد على ذلك؟
ـ هناك حقيقة لا بد ان تقال ان رياضتنا العراقية تتأثر تأثرًا مباشرًا بمزاجية واهواء القائمين عليها من الاداريين والمشرفين فنجد الكثير من الالعاب تأخذ حيزًا كبيرًا واهتمامًا واسعًا من قبل الاداريين لأنهم يحبونها ويهتمون بها بشكل كبير، والعكس تمامًا مع بعض الالعاب عندما نجد بعضهم يعتبرها اسقاط فرض خاصة عندما تكون مفروضة عليهم، وهذا واقع حال لعبة خماسي كرة القدم في العراق، فمنذ تأسيسها وحتى الان لم تلق الصدر الحنون الذي يرعاها ويحبها بشكل كبير، لأنها ومع كل الاسف كانت ضحية اهتمام اعضاء الاتحاد بلعبة كرة القدم في الملاعب المكشوفة والتي اخذت المساحة الاكبر من الاهتمام، فضلاً عن عدم معرفتهم بأهمية لعبة خماسي كرة القدم ووفائدتها مردوداتها الايجابية تجاه تطوير كرة القدم الاعتيادية لما يتمتع به لاعبوها من مهارات فنية عالية وسرعة ورشاقة فائقة وقدرة كبيرة على التحكم بالكرة واللعب بكلتي القدمين وبالاسلوبين الدفاعي والهجومي، وهذا ما يتمناه مدربو كرة القدم في لاعبيهم ، هذا من جانب، ومن جانب اخر انها لعبة بطولات على المستوى الدولي والاقليمي والمحلي، فهذا الاجحاف والاهمال لخماسي كرة القدم يضاف اليه اكثر من ذلك اجحافهم للخماسي النسوي لأن مناصريه ومحبيه داخل الاتحاد اقل بكثير من لعبة الرجال، والسبب في ذلك يعود الى ضعف الرياضة النسوية في العراق والاستهانة بقدرات اللاعبات من مختلف الالعاب بصورة عامة وخماسي كرة القدم النسوية بشكل خاص، علمًا ان ما تحقق من انجازات بسيطة للمنتخب النسوي منذ تأسيسه الى الان هو الافضل حيث لم يحقق منتخب الخماسي الرجالي اي انجاز.
quot;إيلاف quot; .. كيف تقول ان الاتحاد لا يهتم بكرة القدم النسوية ورئيس اتحاد كرة القدم العراقي هو رئيس اللجنة النسوية في الاتحاد العربي؟!
- عندما وصلنا نبأ تسلم السيد حسين سعيد منصب رئاسة اللجنة النسوية في الاتحاد العربي غمرت قلوبنا الفرحة والسرور لأننا تصورنا بأن ذلك سوف يعود بمنفعة كبيرة على منتخبنا ، لأنه (حسين سعيد) سيكون امام مسؤولية كبيرة بإعتباره الراعي او المسؤول عن كرة القدم النسوية وعن نشرها وتطويرها في الوطن العربي، ومن المؤكد ان هذا سوف يجعله يبدأ بأعادة النظر والتخطيط بامور واحوال منتخبنا، ولكن للاسف لم يحدث اي تغيير مع انني شخصيًا التقيت به لعدة مرات ووضعت بين يديه منهاجنا وطلباتنا واحتياجاتنا بالحدود الدنيا، مراعيًا بذلك ميزانية الاتحاد المحدودة والاوضاع الراهنة التي تحيط بالاتحاد وبالبلد عامة، وقد اوعز بشكل شفهي لمرات عديدة بتلبية احتياجاتنا بكلام له مع بعض من اعضاء لجنة الخماسي او مكتبه ولمرات بشكل جوابي على طلباتنا من خلال تكليف المستشار في الاتحاد (انور جسام) آنذاك بالمداولة معي وكتابة تقرير وتقديم خلاصته للاتحاد عن احتياجات المنتخب النسوي وتم ذلك فعلاً، وتباحثنا مع الكابتن انور جسام وخرجنا بالعديد من التوصيات التي تم رفعها من قبله الى الاتحاد والتي بقيت معلقة الى حد هذا اليوم!!.
quot;إيلاف quot; .. الاتحاد سبق له ان اعلن عن تشكيل لجنة لكرة القدم النسوية ما موقفكم منها؟
- ان تشكيل هذه اللجنة خطوة ممتازة حيث كانت احدى فقرات توصيات التقرير الذي قدمناه بعد عودتنا من المشاركة في الندوة التي اقامها الاتحاد الدولي في الدوحة بخصوص نشر وتطوير كرة القدم النسوية في منطقة غربي اسيا، الا ان هذه اللجنة لم تستطع ان تحصل على موافقة الاتحاد بضم المنتخب النسوي لخماسي الكرة لتمسك لجنة خماسي كرة القدم به وبقيت لجنة تعد العدة وتخطط لكيفية النهوض بواقع كرة القدم النسوية في العراق الا ان جميع اعمالها بقيت معلقة واصطدمت بتأزم الظرف الامني.
quot;إيلاف quot; .. كيف ترى واقع المنتخب النسوي واين هو الان؟المؤمن يتوسط تدريبات المنتخب النسوي
- منذ عودتنا من ايران في ايلول عام 2005 وحتى الان لم ينتظم المنتخب في وحدات تدريبية بسبب قرار تجميده، فقد بدأت اللعبة بالاندثار والنسيان حتى أن غالبية اللاعبات السابقات والجدد اللواتي تم اختيارهن من خلال البطولتين اللتين اقامتهما مديرية التربية الرياضية في وزارة التربية، قد تركن اللعبة وذهبن لممارسة العاب اخرى توفرت لهن فيها المناخات الافضل والمشاركات المحلية والخارجية كالكرة الطائرة والسلة والدراجات وغيرها، وحاليًا المنتخب النسوي مجمد تمامًا واللاعبات المتبقيات نحن على اتصال دائم بهن وهن يشتكين ويطالبن الاتحاد بالاهتمام باللعبة وباحتياجاتهن لمعاودة التدريب والمشاركة في الاستحقاقات المقبلة.
quot;إيلاف quot; .. هل يمكن فعلاً تشكيل منتخب نسوي حاليًا؟
- من الممكن جدًا حاليًا بعد التحسن الملحوظ الذي طرأ على الوضع الامني ، وهناك استعداد عند العديد من الفتيات للعب كرة القدم ولا سيما من طالبات كلية التربية الرياضية ، وبالامكان اعادة المنتخب بصورة جيدة اذا ما توفرت الظروف المناسبة وهي الدعم الاتحادي ، ويمكن لنا خلال عامنا الحالي 2008 ان نهيأ لذلك ارضية جيدة ومنها ننطلق .
quot;إيلاف quot; .. اذن.. كيف يمكن ان ننهض بواقع هذا المنتخب؟
- اولاً.. يجب ان تتغير نظرة المسؤولين على الرياضة النسوية في العراق بشكل عام وعن كرة القدم النسوية بشكل خاص نحو الافضل ومنح العاملين عليها كامل الثقة والدعم الكبير وتيسير الصعاب التي تحيط بعملهم والبدء بالتخطيط الصحيح المبني على اسس وثوابت علمية مع مراعاة الامور المتعلقة بالتطوير والانفتاح على المحافظات.
التعليقات