ماجد عبدالله.. هات من الآخر!

محمد الشيخ

@@ لم تخرج التصريحات التي أطلقها ماجد عبدالله في أعقاب خسارة النصر من الهلال الأخيرة عن هدف واحد وهو المطالبة برأس الكرواتي رادان، فالنجم النصراوي الكبير لم يجد ليلة الهزيمة من الغريم الهلالي من يصوب عليه نيران انتقاداته سوى المدرب المغلوب على أمره.
أقول بأن رادان مغلوب على أمره، وأعني ما أقول، فماجد الذي مازال يحمل صفة (عضو اللجنة الرباعية) المسؤولة عن التعاقدات بنادي النصر لم يجد شماعة ليعلق عليها أسباب الخسارة سوى رادان، وحتى يصبغ رأيه بحجة يمكن أن تنطلي على جمهور النادي المغرم به، استند على جدار التشكيلة والعناصر المغيبة، ونسي الكابتن الكبير أن هذا الجدار هش وضعيف ولا يمكن الاستناد عليه، فالنصر الذي لا يكاد يستطيع إيجاد توليفة من 11لاعبا أساسيا،لا يمكن الغمز في قناة تشكيلته ولو كان غير ذلك لما رأينا الخوجلي بكل علله الفنية وهفواته القاتلة مازال قادرا على احتكار مركز الحراسة، ولما عرف مدخلي الطريق لبوابة النصر، ولما بقي الصقور كصمام أمان في الفريق الأصفر.

مشكلة النصر الذي لا يريد ماجد الاعتراف بها أكبر من مشاركة لاعب مكان آخر، وأبعد من رؤية فنية صحيحة أو خاطئة ينتهجها رادان، وأعمق من مجرد إقالة مدرب والإتيان بآخر، إذ أن المشكلة النصراوية لا تقف عند الجانب الفني وإن ابتدأت به، فهي تنسحب من ذلك لتطال الجوانب الإدارية والنفسية، ففي كل جانب من هذه الجوانب مشكلة بل أزمة، وهو ما يعلمه ماجد تماما وإن حاول الالتفاف على ذلك.

ولست مبالغا حين أقول إن النصر قد دخل مواجهة الهلال وهو مهزوم إداريا ونفسيا قبل أن يكون مهزوما فنيا، فحين يتصور كل النصراويين بدءا من اللاعبين وليس انتهاء بآخر مشجع في مدرجات الشمس بأنهم مستهدفون، وأن الكل من حولهم يتحينون الفرصة للانقضاض عليهم وإلحاق الهزيمة بهم، فإن ذلك من شأنه أن يجعل الفريق النصراوي لقمة سائغة يسهل ابتلاعها، وهو ما حدث في مواجهة الهلال الأخيرة، فبعيدا عن الأداء الفني الضعيف للنصر فقد كان اللاعبون تائهين في المباراة إذ ظهروا وكأنهم قد أضاعوا الطريق لاستاد الملك فهد، أو أنهم أدخلوا لأرض الملعب عنوة، فلم يكن حاضرا فيهم سوى البرازيلي إلتون الذي أجزم أنه لا يفهم مثل هذه اللغة النصراوية، ولو فهمها لكان وضعه غير مختلف عن بقية أفراد الكتيبة المهترئة.

هذا الواقع النصراوي المأزوم ليس وليد اليوم إنما هو يجتر ماضيه القريب منذ أن دخلت الانهزامية البيت النصراوي، وزاد على ذلك العجز في إعادة تأهيل الفريق الذي أفاق من غيبوبته الطويلة في الموسم الماضي، بيد أنه لازال يبحث عن نفسه، ولو أحسن المسيرون للفريق تعاقداتهم هذا الموسم سواء المحلية أو الأجنبية لكانه حاله أفضل، بيد أن الخزانة الصفراء استنزفت على لاعبين لم يضيفوا شيئا حتى اللحظة للفريق من عبد الله حماد الذي كلف النادي أربعة ملايين لموسم واحد، وحتى البينيني رزاق والبرازيلي إيدير اللذين شكلا علتين جديدتين على العلل النصراوية الكثيرة، وهو الأمر الذي يسأل عنه ماجد عبد الله بصفته عضوا في لجنة التعاقدات إلا أن يكون آخر من يعلم في هذا الأمر، وعندها ليس لنا إلا أن نقول له.. هات من الآخر ياماجد!.

عن الرياض بتاريخ 21 أكتوبر 2008