نيقوسيا: يعتبر مدرب المنتخب التركي فاتح تيريم اشهر المدربين الاتراك وحالة شعبية قائمة لدى الجماهير المهووسة بكرة القدم رغم طبعه المتفجر وشراسته التي يتقبلها منه الاتراك.لقد شاهد ملايين الناس على شاشات التلفزة كيف شجع تيريم لاعبيه بربطة عنق متفلتة وعرق يتصبب من رأسه في الاعتداء جسديا على لاعبي منتخب سويسرا في تشرين الثاني/نوفمبر 2005 خلال تصفيات كأس العالم 2006.

خرج تيريم باقل اضرار ممكنة اثر هذه الفضيحة وأضحى مرة جديدة بطلا قوميا بايصاله تركيا الى نهائيات كأس اوروبا 2008.

هذه المرة دخل الخوف قلوب لاعبيه بعد ان هددهم بادخال quot;تعديلات جذريةquot; على تشكيلته والا يضمنن احدهم مركزا له في رحلة اليورو.

ولد تيريم في 4 ايلول/سبتمبر 1953 في مدينة اضنة جنوب تركيا في كنف عائلة فقيرة واستهل مشواره الكروي كلاعب في فريق اضنة دميرسبور المحلي حيث لعب بين 1969 و1974 وكان اللاعب الوحيد الذي يتقاضى اجرا سريا نظرا لفقره قبل ان يرصده كشافو نادي غلطة سراي الشهير.

بقي فاتح 11 عاما في صفوف الفريق الاسطمبولي حيث حمل لاحقا شارة القيادة ومثل المنتخب التركي في 51 مباريات دولية بين 1974 و1985 وحمل ايضا شارته 31 مرة رغم طبعه الحاد اثناء المباريات.

يتذكر تيريم حماسه عندما حمل شارة القائد لاول مرة مع اضنة: quot;قبل المباراة شجعت زملائي بما اني قائد الفريق وانطلقت راكضا الى داخل الملعب لكن عندما نظرت خلفي لم ار احدا منهم! كنت مندفعا وسريعا لدرجة انهم لم يتمكنوا من اللحاق بيquot;.

تنقل تيريم بين اندية عدة في الدرجة الاولى التركية حيث تفاوتت نجاحاته الى ان اشرف على المنتخب الوطني عام 1993 فأوصله الى كأس اوروبا 1996 في انكلترا حيث خسر مبارياته الثلاث في الدور الاول.

عاد تيريم الى قلعة غلطة سراي فقاد الفريق الاحمر والاصفر الى اربع بطولات متتالية في الدوري (من 1997 الى 2000) ومرتين الكأس (1999 و2000).

عرف تيريم لحظات من المجد عندما قاد غلطة سراي الى لقب اوروبي ثمين عام 2000 عندما تغلب على ارسنال الانكليزي في نهائي كأس الاتحاد ليهدي اللقب الاوروبي الاول الى فريق تركي.

هذا النجاح الهائل اهله بجدارة كي يكتسب لقب quot;الامبراطورquot; لقدرته الهائلة على تحفيز لاعبيه فانتقل الى الدوري الايطالي ليقود نادي فيورنتينا ثم الى ميلان احد ابرز اندية ايطاليا العالم لكنه لم يستمر سوى خمسة اشهر مع النادي اللومباردي.

لم يتأخر تيريم في ايطاليا نظرا للنتائج العادية التي سجلها فعاد عام 2002 الى غلطة سراي بدون نجاحات تذكر الى ان فتحت له ابواب المنتخب مجددا عام 2005 فكرر ما فعله في منتصف تسعينات القرن الماضي وأوصل بلاده الى نهائيات العرس القاري.

في كانون الاول/ديسمبر 2007 اعترض النائب الكردي في البرلمان سيري ساكيك على راتب تيريم مع المنتخب الذي بلغ وقتها نحو 100 الف دولار اميركي شهريا وهو ما يعادل 130 مرة الحد الادنى للرواتب في تركيا غير ان وزير الدولة مورات باشيسجوغلو قال ان quot;راتب تيريم يمكن ان يناقش ولكن ليس في البرلمان كي لا نؤذي المنتخب الوطنيquot;.