البط المشوي واللؤلؤ والحرير تأخذ عقول زوار بكين
الأولمبـيـاد... بعيدًا عن لهب المنافسات

محمد حامد ndash; إيلاف : مع تواصل المسابقات الرياضية وسط أجواء تنافسية لاهبة في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليًا بالعاصمة الصينية بكين، وخاصة الصراع الأكثر شراسة في تاريخ الألعاب الأولمبية بين الصين والولايات المتحدة على حصد أكبر قدر من الذهب الأولمبي، وسط هذه الأجواء قد نحتاج لإلقاء نظرة على الجانب الآخر من الحدث الرياضي الأهم والأكبر في العالم، فقد كشف مصمم شعلة الأولمبياد عن أسرار جديدة تتعلق بالشعلة التي رأيناها في الافتتاح وشعرنا أن نيرانها على وشك الانتهاء ولكن هذا لم يكن صحيحًا، كما أننا بحاجة للكشف عن الجانب الإنساني والإجتماعي لهذا التجمع البشري العالمي، بما يشمله من آلاف اللاعبين واللاعبات والإداريين من مختلف دول العالم، فكيف يتفاعل كل هؤلاء بثقافتهم وميولهم المختلفة مع الأجواء الصينية؟ وكيف هي ردود أفعالهم على الطعام الصيني؟ وإلى أي مدى جذبتهم أسواق الصين بمنتجاتها التقليدية؟

القرية الاولمبية هي المكان الأهم لقياس التفاعل الإنساني لهذا التجمع البشري الضخم والذين أتوا من كافة جنسيات الأرض، قد يختلفون في الميول والثقافة والخلفيات الفكرية والعقائدية ولكن يجمعهم مكان واحد وحلم واحد في عالم يسوده الوئام والتنافس الشريف، وهذا هو جوهر التنافس الرياضي في الأولمبياد على وجه التحديد، حيث لا سطوة للغة الاحتراف والمال بقدر ما هي فرصة لإبراز مواهب الهواة وتنافسهم على منح بلادهم شرف الحصول على ميدالية أولمبية، وداخل القرية الأولمبية هناك أماكن للقيام بالطقوس والشعائر الدينية المختلفة، كما حصل جميع سكان القرية الأولمبية من لاعبين وإداريين على هدايا تذكارية أهمها مجسمات وألعاب لحيوان الباندا وهو رمز صيني هام، فضلا عن إقامة عروض فنية وفلكلورية داخل القرية الأولمبية وبطريقة منظمة لتقديم الفن الصيني للجميع، وذلك وفق ما ذكره تقرير صحيفة الشعب الصينية .

مصمم شعلة اولمبياد بكين يكشف اسرارها


لماذا بدا وكأن الشعلة الاولمبية ستنطفئ في اول ثلاث ثوان عندما رفعها آخر حملة الشعلة لي نينغ عاليا ليوقد المرجل الرئيسي في مراسم افتتاح اولمبياد بكين؟ سؤال ينطوي على سر جديد من اسرار تصميم الشعلة واجابته هي ما كشف عنه كبير المصممين هوانغ تشي جيون في صحفيةquot; بيجينغ نيوزquot; حيث قالquot; اللهب لم ينطفئ-- كان يتلظى في داخل الشعلة ولم يكن ذلك مرئيا للمتفرجينquot;. لقد تم تصميم الشعلة لتسمح للهب أن يكون مرئيا عندما يمسكها الحامل بزاوية 30 درجة.

الجمهور الصيني يتابع إحدى منافسات الاولمبياد
وتابع هوانغ quot; في حفل الافتتاح، استغرق لي بضع ثوان ليتخذ الوضعية الصحيحة، ولهذا السبب بدا وكأن اللهب انطفأquot;. ولضمان بقاء اللهب مشتعلا في رياح قوية خلال quot; رحلة التحليقquot; حول الاستاد الوطني quot; عش الطائرquot; يوم الثامن من اغسطس، جرب المصممون جملةمن الخصائص. كان للشعلة الاخيرة ثقوب تهوية اكثر واكبر من البقية ما يسمح بمرور هواء كاف من خلالهاquot; تبعا لهوانغ. وبلغ قطر كل ثقب تهوية 1.5 ملم مقارنة بـ 1.2 ملم في الشعلة المعيارية، فضلا عن ان الشعلة الاخيرةكان بها 600 ثقب مقارنة بـ430 ثقبا في المعيارية.

وساعد مقبض خاص الحامل على الامساك بالشعلة اثناء ما يشبه رحلة التحليق والسير في الفضاء على ارتفاع 50 مترا.

وعملت صفيحة عازلة من الالمنيوم في داخل الشعلة على حماية يده من الحرارة مقللة الدرجة على سطح الشعلة الى حوالي 40 درجة مئوية لكنها اضافت 2-3جم الى الوزن. واردف هوانغquot; للحفاظ على خطة الاضاءة سرا ابلغت بها يوم 24 يوليو. كان لدينا فقط عشرة ايام لتطوير الشعلة التي اختبرناها في 5 اغسطس ومن ثم صنعنا فقط ثلاثا منهاquot;. واشار الى انه طبقا لقواعد اللجنة الاولمبية الدولية ، فان القالب الذي انتج حوالي 26 الفا من شعلة اولمبياد بكين سيتم تدميره بعد الالعاب. وعلى الرغم من ان الطيران حول الاستاد لم يستغرق سوى ثلاث دقائق، الا انه كان من الصعب على quot;ليquot; الامساك بالشعلة على طول المسار ولهذا ثبت المهندسون سلكا آخر على ذراعه فضلا عن اثنين آخرين على جسده بحسب هوانغ. ونتج عن العرض المذهل رؤية لي يطير مع الشعلة ليرسل تيارا من اللهب صعد بشكل لولبي ليضيء الشعلة الاولمبية في مرجل ضخم مطل على الاستاد بكامله .

مطاعم عالمية .. والبط البكيني في القمة !

وفيما يتعلق بالوجبات الغذائية التي يتم تقديمها في القرية الأولمبية فقد تم تكليف شركة أغذية ومشروبات عالمية لتقديم خدمات الطعام والشراب. ويقدم مطعم اللاعبين الرئيسى خدمات الطعام والشراب مدى 24 ساعة، ويشتمل على مطاعم دولية، ومطاعم أسماك ومطاعم لدول حوض البحر الأبيض المتوسط ومطاعم واسيوية ولاتينية، وقائمة الطعام تدور بالتناوب لكل 8 ايام، لسد حاجة اللاعبين المتفاوتة. يقدم مطعم القرية الاولمبية 460 صنفا من الاطعمة منها بط بكين المشوى هو الاحب لدى اللاعبين. اذ زاد قسم الطعام والشراب التابع لقرية بكين الاولمبية عدد بط بكين المشوي من 300 الى 600 يوميا، بعد الإقبال الهائل

وقد أكد نائب رئيس القرية الأولمبية ببكين أن قسم الطعام والشراب التابع لقرية بكين الاولمبية قد جلب حتى الان 960 طنا من البضائع، وفحص 181 عينة من المواد الغذائية بسرعة فائقة وثبت سلامتها بشكل مؤكد، حيث أن خدمات الطعام والشراب التى يتمتع بها اللاعبون فى قرية بكين الاولمبية آمنة وموثوق بها ومتوفرة بكثرة كذلك .

الحرير واللؤلؤ والأسواق الشعبية

هناك أماكن شهيرة في بكين يقصدها أي زائر أجنبي، وخاصة الأسواق الشعبية التي تزخر بالمنتجات الصينية التقليدية، حيث ان القماش الحريرى متوفر فى سوق شيوشوى، واللؤلؤ فى سوق هونغتشاو، والملابس فى سوق ياشيو، والمتاجر التقليدية الشهيرة فى شارع داشانلان بمنطقة تشيانمن، والتحف القديمة فى سوق بانجيايوان، تتمتع بسمعتها داخل الصين وخارجها منذ قديم الزمان، وبفضل الاولمبياد شهدت هذه المتاجر والاسواق اقبال منقطع النظير.

حيث قال مسؤول فى مصلحة التجارة فى بكين في تصريحات لصحيفة الشعب انه مع افتتاح اولمبياد بكين، ازداد عدد ضيوف الاولمبياد يوما بعد يوم، فلقيت الشوارع واحياء المدينة ذات الخصائص والمتاجر التقليدية الشهيرة ببكين اقبالا كبيرا من ضيوف الاولمبياد. ووفقا للاحصاء غير الكامل الوارد من الهيئات التجارية ببكين، استقبلت الاحياء الستة فى بكين دونغتشنغ، وشيتشنغ، وتشونغون، وشيوانوو، وتشاويانغ وهاديان 337 دفعة من اكثر من 2000 ضيف أولمبي استقبلت القطاعات التجارية ذات الخصائص المميزة 215 دفعة من 1200 ضيف وذلك يمثل 60 بالمائة.

ومنذ اغسطس، استقبل سوق شيوشوى ببكين 40 الف زبون يوميا منهم اكثر من 500 ضيف اولمبياد، و20 دفعة من الزعماء والضيوف الكرام للاولمبياد. ازداد حجم المبيعات بنسبة 50 بالمائة عن الفترة المماثلة من العام الماضى على الاقل، وازداد حجم مبيعات القماش الحريرى بنسبة 80 بالمائة بشكل عام عن الشهر الماضى، وازداد حجم مبيعات صنع الملابس والخدمات الخاصة ضعفا، كما ازداد حجم مبيعات المنتجات الاولمبية اكثر من 6 اضعاف بالمعدل يوميا.

وازداد حجم تدفق الزبائن بصورة واضحة فى سوق هونغتشاو للؤلؤ الشهير، اذ استقبل هذا السوق اكثر من 60 دفعة من اكثر من 1000 ضيف اولمبياد فقط، شهد شهد حجم المبيعات ارتفاعا واضحا. استقبل سوق شيوشوى حتى الان عدة الاف من الضيوف الكرام فى الاولمبياد واصبحت التذكارات والاشغال الفنية والقماش الحريرى والملابس التقليدية الصينية اهدافا رئيسية يهتم بها الضيوف، ووصلت مبيعات قطع القماش الحريرية والقطنية والكتانية الى ذروتها. فى يومى 8 و9 من الشهر الحالى، استقبل سوق السلع المستعملة فى سوق بانجيايوان اكثر من 5000 سائح اجنبى يوميا، وعاد عدد غير قليل من الناس بنتائج مثمرة