ذكريات خليجية
فتحي سند


ساعات وتنطلق كأس الخليج الـ 19 في مسقط، وتنطلق معها أحلام الفوز باللقب. ذكرياتي مع هذه البطولة كثيرة، وغزيرة ، تبدأ مع النسخة السادسة في أبوظبي. وقتها كنت محرراً بجريدة عمان العمانية، وتم تكليفي بتغطية الدورة، وأذكر أنني سافرت براً.

كانت مدينة الشيخ زايد العملاقة جديدة. وجرى باستادها الأنيق منافسات البطولة لأول مرة. وكم كان المستوى الفني للمباريات طيباً للغاية، لما تضمه المنتخبات من نجوم على أعلى مستوى. وبخاصة الكويت والعراق والسعودية، والإمارات وقطر.. ثم البحرين، وكانت الكرة العمانية في مستوى لا يسمح لها أن تظهر بالصورة المناسبة.

أسماء النجوم في تلك البطولة كثيرة، والدافع لإحراز اللقب كان عظيماً. وأذكر أنه كانت هناك بطولة إعلامية.. صحفية للفوز بالصدارة، لاسيما أنه لم تكن للفضائيات التلفزيونية أي وجود في تلك الفترة.

نوادر وقصص وحكايات بالجملة تختزنها ذاكرة الزملاء الصحافيين الذين كانوا يلتقون في البطولة فصارت بينهم علاقة حميمة، ورغم أن كل واحد منهم يحاول التفوق على الآخر، إلا أن ذلك لم يدفع معظمهم لاستخدام سلاح laquo;الخباثةraquo; الذي عادة ما يعتمد عليه البعض في أداء عمله.

بعد عامين من بطولة أبوظبي انتقلت إلى مسقط حيث أعمل. وبطبيعة الحال، كان من الضروري أن تزيد الصحافة العمانية من اهتمامها، حتى تقف إلى جوار التقدم الرهيب الذي كانت تشهده الإمارات والكويت بصفة خاصة، فطلب مني المسؤولون في الجريدة أن نصدر ملحقاً يومياً من ثماني صفحات على أن استعين بمن أراهم من محررين.. غير رياضيين.

كان القسم الرياضي في جريدة عمان يضم الزملاء الأعزاء جداً خالد المعمري وسالم الجهوري وناصر درويش.. والمرحوم فاروق إمبابي.. والعبد لله.. ولكي يتم تنفيذ العمل بصورة أفضل وأسرع. انضم لفريق القسم كل من ممتاز القط وعبدالله حسن ومحمد الهواري.. وبالفعل صدر الملحق.

مرت الأيام والشهور والسنين.. وعدنا.. واليوم أصبح القط رئيساً لتحرير أخبار اليوم وعبدالله حسن رئيساً لمجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، والهواري مديراً لتحرير الأخبار.. ومازلت أذكرهم جميعاً بأنهم كانوا محررين رياضيين. وكتبوا شهادة ميلاد نجاحهم في هذا النوع من الصحافة من خلال بطولة لكأس الخليج.

والواقع أن بطولات كأس الخليج لم تقدم نجوم اللعبة فقط.. وإنما كان المسؤولون أكثر نجومية، ومنهم أسماء شهيرة للغاية كانوا يلتقون ويلتف حولهم الإعلاميون. وكان هؤلاء المشاهير من المسؤولين يعرفون كيف يتعاملون مع الصحافة بذكاء شديد.. الشيخ حمدان والشيخ عبدالله بن زايد، وعيسى بن راشد، وسلطان السويدي.. والأمير فيصل بن فهد والشيخ فهد الأحمد رحمهما الله.. وغيرهم.

أما مقالب الصحافيين الكوميدية فحدث عنها ولا حرج.. أذكر منها ما كان يفعله الزميلان العزيزان محمد الجوكر ومحمد جاسم في كأس الخليج بالكويت في وجود صديقي الرفقة الأولى لكلية الإعلام عصام سالم ومحمود الربيعي.. ومحمد حمص.. والقريبين إلى قلبي أيمن بدرة وعز الكلادي.

مقالب الجوكر!.. التي لا داعي للدخول في تفاصيلها، ولكنها خفيفة الظل.

هذه هي كأس الخليج التي يخرج منها الكل كسبان!

عن البيان بتاريخ 3 يناير 2009