فرحة كويتية غير مبررة

عائض الحربي

بعد أن كان منتخب الكويت فارس دورات الخليج، والمسيطر على الألقاب، أصبح تعادله مع أي فريق خليجي بمثابة الانتصار لعشاقه، تغيرت لغة ونظرة الكويتيين نحو فريقهم، بعد أن ظل فترة طويلة لا يرضى بغير اللقب أيام المرعب جاسم والدخيل وفتحي... انقلبت الآية وبات quot;الأزيرقquot; يتطلع للنقطة والخروج بالتعادل. هذه المقدمة أسوقها بعد أن شاهدت فرح الكويتيين بعد تعادلهم مع عمان في المباراة الافتتاحية من دون أهداف.
عندما دخل مدرب الكويت محمد إبراهيم قاعة المؤتمرات المخصصة للمدربين ضجت الصالة بتصفيق مدو من الزملاء الإعلاميين الكويتيين، توقعت عندها أنهم شاهدوا مباراة لم نشاهدها وأنهم فازوا بأول ثلاث نقاط، لكنني تأكدت منهم أن فريقه الذي عده الكثيرون الحلقة الأضعف في المجموعة كسر كل التوقعات وقدم عرضاً مفاجئاً لهم وخرج بنقطة واحدة.

التوقعات كانت تقف إلى جانب صاحب الأرض والضيافة فريق عمان، الذي خذل جماهيره، بتقديمه عرضاً لا يتوازى واستعداده المكثف، لكنني لا أجد مبرراً لفرحة الزملاء الكويتيين.

الرأي المحايد في وصفه للمباراة الافتتاحية نسب ما قدمه اللاعبون إلى جهد إداري رهيب بذله الشيخ أحمد الفهد خارج الملعب، فهو الخبير بشؤون الكرة الخليجية ومنتخباتها، ما حدث للكرة الكويتية هو نتاج فعلي لتضارب المصالح بين قمم رياضية معروفة، كل يعمل لنفسه بعيداً عن النظر إلى المصلحة الوطنية، أتمنى كما غيري أن يعي رياضيو الكويت الدرس وأن يتناسوا خلافاتهم، ويبدأوا بالعودة باعتبارهم أحد علامات الكرة الخليجية.

وعلى نقيض الفريق الكويتي قدم المنتخب العراقي واحدة من أسوأ مبارياته ربما في تاريخه، فظهر اللاعبون داخل الملعب وكأنهم لم يلعبوا كرة قدم من قبل، فطغت العصبية ووضح الخلاف بين اللاعبين، إلى جانب سوء الإعداد البدني والطبي لأعضاء الفريق الذين فضلوا السقوط على الأرض على لعب كرة قدم حقيقية، على رغم هذه الخسارة غير المنتظرة إلا أن العراق سيكون صاحب كلمة في المجموعة الأولى في حال أحدث مدربه تغيرات واعتمد على لاعبين يلعبون للشعار وليس لاعبين يفكرون بالاحتراف الخارجي ويخشون الاحتكاك مع الخصوم.

عن الرياض بتاريخ 7 يناير 2009