أكد المدرب العراقي عدنان حمد، أن الكرة العربية بشكل عام لم تفهم خلال السنوات الأخيرة المبادئ الأساسية للعبة كرة القدم بشكلها الجديد، في حين بدأت كرة القدم العالمية بالاعتماد على مبادئ التسويق والتجارة والمال.

وقال عدنان حمد، الذي يشرف على تدريب المنتخب الأردني، وصاحب التجربة الغنية مع نادي الفيصلي، إن المدرب العربي عادة ما يفهم اللاعب العربي أكثر من المدرب الأجنبي.

وأضاف أن الأندية العربية تخلصت حديثا من عقدة الأجنبي، وبدأت باستقدام مدربين عرب أكفاء قادرين على فهم طبيعة اللاعب العربي في الملعب، والظروف التي قد يواجهها في مجتمعه.

وفيما يلي نص اللقاء:

- شهد المنتخب الأردني في نهاية العقد الماضي صعودا قويا، فماذا حدث فيما بعد برأيك؟ وما هي الظروف التي أدت إلى هبوطه بهذه الشكل؟

أعتقد أن وضع كرة القدم في العالم تغير كثيرا، خصوصا في السنوات العشرة الأخيرة، حيث دخل الاحتراف، ودخلت معه كرة القدم عالم المال والأعمال، وأصبحت علما كاملا يحتاج إلى كفاءات في عالم التسويق والتجارة. بالإضافة إلى الجزء المهم، وهو الجزء الفني، والكفاءات، والمواهب.

أعتقد أن الدول العربية بشكل عام لم تتماشى مع التطور الجديد، إلا متأخرا، حيث بدأت تظهر هنا وهناك بعض محاولات الدول العربية للوصول إلى ما وصلت إليه الدول المتطورة وخاصة في أوروبا. وبالطبع، الكرة الأردنية أصابها ما أصاب الكرة العربية، من تأخر في دخول عالم الاحتراف، وفي بناء مؤسسات مهتمة بتطوير كرة القدم، وبناء الأندية.

الكرة الأردنية دخلت عالم الاحتراف العام الماضي، وواجهت صعوبات كثيرة بسبب عدم وجود بنية تحتية متكاملة، وعدم وجود أندية محترفة، وعدم وجود المؤسسات القادرة على التعامل مع التسويق والرعاية.


- كيف يختلف المدرب العربي عن المدرب الأجنبي في المنطقة العربية؟

بشكل عام المدرب العربي يختلف في البلدان العربية، والتجارب كثيرة، فقد كانت هناك في السابق عقدة الأجنبي، واليوم بدأت تفك هذه العقدة، فهناك إمكانيات عربية كبيرة وهائلة على مستوى التدريب، وهناك مدربون عرب حققوا نتائج لم يحققها مدربون أجانب على مدى سنوات طويلة، مثلا في العراق، ومصر، وحتى في الأردن، فأفضل النتائج كانت على يد المدرب الأردني محمد عوض، حيث حصل على الدورة العربية مرتين، وهي بطولات لم يحصل عليها أي مدرب أجنبي آخر.

فالمدرب العربي إذا مشهود له بالكفاءة والإمكانية، ولكن ضعف الإمكانيات والبنية التحتية في النهاية هي السبب في عدم تطور كرة القدم. لذا أعتقد أن المدرب المحلي والعربي يبقى الرقم الصعب في تطور كرة القدم العربية.

- ما رأيك بمقولة quot;الدوري الجيد يفرز منتخبا جيداquot;؟ وهل تنطبق هنا في الأردن؟

هذه مقولة صحيحة، وهي تنطبق هنا في الأردن، ونحن قلنا سابقا: حتى تصل إلى دوري ممتاز ومستوى عال يجب أن تتوفر الإمكانيات. ويجب أن يكون هناك احتراف حقيقي على مستوى الأندية، ووجود الكفاءات في التسويق والرعاية، فهذه الأمور هي التي تخلق منتتخبا جيدا.

- ما أسباب تعثر الفيصلي مؤخرا، وعدم ظهوره بالمستوى المعهود رغم فوزه بدرع الاتحاد الأردني؟

لعل هذا الأمر في النهاية يعود إلى عدم وجود منظومة متكاملة مستقرة ذات إمكانيات مادية كبيرة، وهذه هي الأسباب التي تجعل الأندية في مستوى جيد، وتطور من مستواها. والأندية دخلت الاحتراف العام الماضي، وكانت مرحلة صعبة، واجهت فيها العديد من المعوقات المادية، وهذا قد يكون السبب الرئيسي أمام تعثر الفيصلي.

- كيف ترى الكرة الأردنية خلال السنوات القادمة؟

طبعا الكرة الأردنية تواجه حاليا مشكلات بسبب دخولها الحديث لعالم الاحتراف وضعف الإمكانيات المادية، ولكن بالطبع شيئا فشيئا سيتحسن الأداء، مع تحسن الإمكانيات.


- كيف ترى أداء المنتخبات العربية في كأس القارات الأخيرة؟

أعتقد أن منتخبي العراق ومصر قدما أداء لا بأس به، لكن توقيت البطولة بأكملها كان خاطئا نوعا ما، حيث أن معظم اللاعبين في معظم المنتخبات المشاركة كانت عائدة لتوها من دوريات كرة القدم، وبالتالي دخل اللاعبون هذه البطولة وهم متعبون ومرهقون، ولم يقدموا أفضل ما عندهم.