مرة أخرى عودة للحساسية في اللقاءات الرياضية العربية، حيث شهدت الآونة الأخيرة حالات الخروج عن النص المتعارف عليه في التناول التي يبدو أنها لن تتوقف، بل تزداد يوماً بعد يوم بسبب الحساسية من الخسارة أو الإفراط في الفرحة بعد الفوز في المباريات الرياضية. فهذا laquo;المرضraquo; الخوف من الخسارة بدأ يسري في ملاعبنا وجمهورنا ورياضيينا كلاعبين وإداريين، مما تسبب في حالة من العنف والشغب ما يتعارض مع مبادئنا وقيمنا التي من أجلها تقام المسابقات.

ونظراً لأهمية دور الرياضة في مفهومها التربوي العام، فهي وسيلة لتربية الروح والجسد عندما نزاول الأنشطة الرياضية المختلفة وفقاً لأهدافها السامية. فالمباريات التي تأخذ صبغة التنافس بشتى أنواعها يجب ألا تخرج عن الاطار المرسوم لها. فإذا خرجنا عن هذا المفهوم بسبب التعصب، فإن الرسالة الرياضية السامية تخرج عن مفهومها!

وأرى ضرورة توعية الأسرة الرياضية من خلال تبني الجهات المعنية كالجامعة العربية لبحث مثل هذه الأزمة الحالية بين مصر والجزائر.. وأن أشدد على أهمية الحساسية وتأثيرها على الرياضة عامة من خلال ندوة أو مؤتمر يشارك فيه أصحاب القرار والمهتمين في هذا المجال، بحيث تكون الندوة مفيدة في هذا الجانب لارتباطه بمفاهيم الأعراف الاجتماعية والإنسانية، فقد ظهرت كوارث وتحتاج إلى وقفة متأنية من أجل الخروج بنتيجة تُزيل فداحة الحساسية المفرطة بين شبابنا العربي الذين نعتبرهم قادة الغد وصناع مجده في المستقبل، فعلينا أن نرعاهم وأن نقف معهم حرصاً على تأمين سلامة المنافسات الرياضية الشريفة التي تقام بين أبناء الوطن الواحد.

القضاء على ظاهرة الحساسيات الجماهيرية في الملاعب العربية بعد ان تحولت الى قاعات البرلمان ووصلت الى اعلى مستوى سياسي. وتلك مصيبة تفجرت بعد لقاء السودان الشهير الذي شهد صراعاً بين الاشقاء، ومن هذا المنطلق نرى ضرورة تفعيل دور الجامعة العربية بعقد ندوة او مؤتمر سنوياً من أجل إيجاد الحلول الكفيلة بعلاج هذه القضية التي اصبحت تؤرقنا جميعاً، لتحقيق الهدف الرئيسي وهو إزالة الحساسيات بين ابناء الوطن الام فاصبحنا في حيرة مما يحدث!! وفي رأيي ان حساسية الإعلام وجدناها تشكل لنا حساسية.

صحيح القضية بعيدة ولكننا نشعر بها ونتحسس منها، فالإعلام أصبح قرية صغيرة تشاهد وتسمع وتقرأ في ثانية.. لكن ماذا نفعل لأننا عرب لا نستطيع ان نعيش بدون حساسية، وهذه هي مشكلتنا!

ونتمنى ان تكون رياضتنا خالية من كل الحساسيات على الأقل بين أهل الإعلام الرياضي وأهل الفكر وصفوة المجتمع، وهم المثقفون والتي تحمل هموم وشجون الرياضة العربية. فحملة الأقلام هم الذين يكشفون الحقائق ويسلطون الضوء على الأخطاء ويحملون على عاتقهم مهمة الارتقاء بالوعي، ولا نقبل ان يعانوا هم قبل غيرهم من الحساسية حتى لا يقال طبيب يداوي الناس وهو عليل. والله من وراء القصد.

[email protected]

جريدة البيان الاماراتية