كان توقيع اللاعبين الأفارقة يمثل دوماً نوعاً من المغامرة لأرباب العمل في أندية الدوري الممتاز الانكليزي لكرة القدم، وفضلاً عن اختيار اللاعب الأنسب وقدرته على التكيّف في محيطه الجديد، فإنه ينبغي على المدرب أن ينظر في ما إذا كانت خسارتهم بالمشاركة في كأس الأمم الافريقية لحوالي ستة أسابيع، سيخل من توازن فريقه.وفي هذا الموسم، وعلى رغم أن فكرة إقامة هذه البطولة هي مرة كل سنتين التي تقام من 10 إلى 31 كانون الثاني، إلا أن بعض المدربين يعتقد بأنها ستكون حاشية لنهائيات كأس العالم التي تلوح في الافق، خصوصاً أنها ستقام للمرة الأولى في افريقيا.

ولكن مهاجم تشلسي ومنتخب ساحل العاج ديدييه دروغبا يفند ذلك بقوله: quot;نحن نذهب للعب في كأس الأمم لأننا نفعل كل شيء من أجل تعزيز قارتنا ودعمها. وهذه البطولة هي حقاً مهمة بالنسبة إليناquot;.

وإذا ترك اللاعبين المصابين جانباً، فسيتوجه حوالي 31 لاعباً افريقياً في الدوري الممتاز إلى أنغولا في كانون الثاني في محاولة يائسة لانتزاع لقب البطولة الافريقية من مصر.

وبينما رحيل دروغبا وزملاءه في تشلسي مايكل ايسين وجون اوبي ميكيل وسالومون كالو قد تضع طموحات البلوز قليلاً خارج المسار، إلا أن البطولة بالنسبة إلى أندية الدوري الممتاز الأخرى يمكن أن تؤدي إلى خروج القطار عن القضبان.

فحرمان أي فريق من لاعبين أمثال دروغبا وايسين الذي يعاني من الإصابة حالياً، سيترك بالطبع فراغاً في أي فريق ويضعف من قدرته. ولحسن حظ تشلسي فإن غيابهما يأتي في الوقت الذي سيواجه واتفورد في كأس الاتحاد وبعدها سيقابل هال سيتي وسندرلاند وبيرمنغهام وبيرنلي في الدوري الممتاز. وأن هذا التحدي الكبير لتشلسي الذي يعتقد متصدر قائمة هدافي الدوري الممتاز بأنه يمكن التغلب عليه، إذ عقب دروغبا: quot;لست قلقاً بشأن فقدان أربعة لاعبين خلال كأس الأمم الافريقية لأن تشكيلة الفريق كبيرة. ورأينا هذا عندما لعب باولو فيريرا ضد ارسنال عندما قدم أداء جيداً. الفريق قوي جداً ولديه العمق في تشكيلتهquot;.

وعلى رغم أنه ليس لمنافس البلوز، مانشستر يونايتد، لاعبين سيشاركون في هذه البطولة التي يمكن لبلدان القارة من استدعاء لاعبيها اعتباراً من 27 كانون الأول، إلا أن الشياطين الحمر ينظر حالياً إلى أزمة الاصابات التي تلاحق معظم لاعبيه، خصوصاً في خط الدفاع. لذا فإن الناقد الكروي وكابتن ليفربول السابق ألن هانسن قال إنه عندما يصل الأمر إلى سياق المنافسة على اللقب فإن مانشستر يونايتد يأمل بعودة لاعبيه المصابين بدلاً من انتظار انزلاق تشلسي خلال هذه الفترة.

وسيكون غياب دروغبا خسارة كبيرة لتشلسي، ويمكن قول ذلك بالنسبة إلى ايسين أيضاً. وليس هناك أي شك في ذلك، وغيابهما سيظهر على أداء الفريق على رغم القوة في العمق الذي يملكه البلوز. وإذا كان النادي يلعب بغياب دروغبا وايسين في أولد ترافورد، فإن بطل الدوري الممتاز سيكون أكثر ثقة قليلاً. وربما سيكون هذا هو الحال أيضاً إذا كان تشلسي يقابل ليفربول أو ارسنال أو حتى توتنهام خارج أرضه. ولكن مع جدول مبارياته هذا، فإنه لا بد أن يكون هناك نوعاً من الرضا عن الذات. فكل الاحتمالات تشير إلى أنه سيمر بهذه الفترة سالماً.

أما السير اليكس فيرغسون فسيعطى أوامره إلى لاعبين الشياطين الحمر للحفاظ على الفوز. على رغم أنه في نهاية المطاف سيكون تحت ضغط كبير، وإذا فاز مانشستر يونايتد خلال هذه الفترة، فإن كل الضغوط ستكون على المدير الفني لتشلسي كارلو انشيلوتي.

وتشلسي، الذي سيقابل ارسنال في 2 شباط، هو واحداً من الـ15 نادياً الذي سيفقد لاعبين لمشاركتهم في كأس الأمم الافريقية. ولكن بينما البلوز، ومانشستر سيتي ndash; الذي سيتعين عليه اللعب من دون الثلاثي كولو توريه وايمانويل اديبايور وكلفن ايتوهو، يمكنهما من استثمار الموارد التي لديهما والتي تكاد تكون غير محدودة، فإن الأندية التي تتمركز في قاع ترتيب الدوري أقل ثراء.

وايفرتون، الذي يعاني من اصابات معظم لاعبيه هذا الموسم، فقد يفقد مواهب ياكوبو إيغبيني وجوزيف يوبو بالإضافة إلى الضحية على المدى الطويل لاصابته فيكتور أنيتشيبي. كما سيكون من المثير رؤية كيفية تغلب هال سيتي على المصائب من دون كمال فتحي غيلاس ودانيال كوزان وسيي أولوفينجاتا.

أما النادي الذي سيعاني أكثر من غيره فهو بورتسموث الذي يقبع في قاع جدول الدوري الممتاز، فسيشاهد سفر 6 من لاعبيه إلى أنغولا، من ضمنهم كيفن برنس يواتينغ وأرونا دينداني وحسن يبدا الذين هم المسؤولين عن تسجيل 8 من مجموع الـ17 هدفاً سجله بورتسموت في هذا الموسم لحد الآن. وعليه أن ينضم صفوفه حتى من دون النيجيريان جون اوتاكا ونوانكو كانو بالإضافة إلى نذير بلحاج.

حتى أفرام غرانت، الذي أصبح مديراً فنياً لبورتسموث في تشرين الثاني الماضي، فاعترف أنه بحاجة إلى تعزيز الفريق على رغم مشاكله المالية، لأنه في الحقيقة غياب ستة لاعبين مرة واحدة من النادي فإنه حتماً سيؤثر تأثيراً كبيراً على أداءه. وعليه أن يفكر جدياً بحل سريع، إلا أن كأس الأمم الافريقية ستكون نهاية المطاف لبورتسموث لهبوطه إلى دوري الأبطال، خصوصاً أنه ليست لديه قوة هائلة في العمق وسيناضل من أجل استعادة الثقة بنفسه، وحتى في الوقت القريب فنتائجه لم تسير على الدرب الذي يبتغيه. وكل هذه الأسباب مجتمعة، فهي اشارة إلى أنه سيكون في دوري الأبطال في الموسم المقبل.

ومحنة بورتسموث تثير التساؤل: ما إذا كان من الحكمة توقيع عدد كبير من اللاعبين الأفارقة. ولكن الأندية الانكليزية لم تتوقف من القيام بذلك في الماضي، حيث أن ثلاثة أرباع من أندية الدوري الممتاز ارسلت الكشافين لمشاهدة مباريات كأس الأمم الأوروبية لعام 2008 ومراقبة أداء اللاعبين فيها. والمغامرة على شراء لاعبين أفارقة متوقفة على أنه من أي نوع هؤلاء اللاعبين. لأن أهم شيء هنا هو أنهم لم يتم أخذهم من الأندية الانكليزية بصورة مفاجئة، فهي تعرف منذ بداية الموسم أن هذا الموقف سيحدث. والتي لها موارد فإنها ستتعامل مع الوضع، ولكن مثل بورتسموث، الذي جوهر تشكيلته هي من اللاعبين الأفارقة، فمن الواضح أنه قد تحصل مشكلة.

أما توقيت البطولة، خصوصاً في عام نهائيات كأس العالم، فيعيد تسخين النقاش ما إذا كان يجب أن تعقد كل عامين. فالبعض من النقاد يعتقد بأنها يجب أن تقام كل أربع سنوات على غرار كأس الأمم الأوروبية. ويدعي هؤلاء أنه إذا كانت لديك بطولة كل عامين فإنها لا تأخذ شيئاً بعيداً عنك، فبطولتي كأس العالم والأمم الأوروبية مثاليتان لأن المرء يتطلع بالاشتياق إليهما وكأنهما بطولتان جديدتان.

وإذا كان هذا يبدو كأنه فكرة بريطانية منحازة، إلا أن دروغبا يؤيد ذلك بقوله: quot;ربما ينبغي أن نقيم كأس الأمم عندما يكون لديهم بطولة الأمم الأوروبية. أعتقد بأنه سيكون جيداً بالنسبة إلى اللاعبين الأفارقة حيث يمكنهم المشاركة مع منتخبات بلدانهم في كأس الأمم الافريقية في كانون الثاني ومشاركة اللاعبين الأوروبيين مع منتخباتهم في حزيران، وسيكون هذا حلاً جيداًquot;.

في قضية بورتسموث في هذا الموسم هذا الخيار لم يأت في وقت قريب بما فيه الكفاية.

عدد اللاعبين الأفارقة في الدوري الممتاز المسافرين إلى أنغولا

ستة: بورتسموث

أربعة: تشلسي

ثلاثة: مانشستر سيتي وهال سيتي

اثنان: ارسنال وتوتنهام وايفرتون وفولهام

واحد: استون فيلا وسندرلاند وستوك وبولتون وبيرنلي وويغان وولفز
لا يوجد: مانشستر يونايتد وليفربول وويستهام وبرمنغهام وبلاكبيرن