أرجوك .. اسحب ترشيحك!

عـلي ريـاح
[email protected]


مهما تكن النوايا التي تقف وراء ترشيح الدكتور علي الدباغ الناطق باسم الحكومة ليكون رئيسا للجنة الاولمبية العراقية للعهد المقبل ، فان الحرص على شكل quot;الرياضةquot; وعلى طبيعة الأداء الحكومي العام ، وعلى مستقبل الديمقراطية في بلادنا ، يدفعنا إلى مواجهة الدكتور الدباغ برجاء يتمنى الكثيرون أن يستجيب له ..

نقول له بصريح العبارة وبمنتهى الحرص على حاضر الرياضة وغدها : دكتور الرجاء أن تسحب ترشيحك ، فمثلك جدير بالمهمات الصعبة أو ربما الشائكة وربما المحفوفة بالمخاطر ، ولكن ليس بينها الرياضة التي ينبغي أن تـُترك لأبنائها مهما اختلفوا ، ومهما تباعدت المسافات بينهم ، ومهما أوحوا للآخرين ـ أو اثبتوا لهم ـ أن اختلافهم ضارب في الصميم!

وإذا جاز لنا أن نصف الوضع الرياضي العراقي بالمعقد ، فان quot;حلحلةquot; أية تعقيدات لا تتم بهذا التدخل السافر في شأنها ، فالرياضة ليست مثل أية وظيفة تؤدى والسلام ، فلم نعرف ـ على سبيل المثال ـ أن الدكتور الدباغ له صلة من قريب أو من بعيد بالعملية الرياضية لعبا أو تدريبا أو اداراة أو تحكيما .. وكل ما نعرفه أن الرجل اصطحب منتخبنا إلى مباراته الودية الخيرية في ايطاليا والتي انتهت بفشل ذريع لأسباب يتحملها اتحادنا الكروي quot;المسافرquot; ، كما نعرف له تحركاته في الداخل والخارج لدعم أي جهد يصب في مصلحة توحيد الصفوف وإطلاق كل الآفاق المتاحة أمام العملية الانتخابية كي تتم مهما تهرب الآخرون من استحقاقها .. لكن أن يكون هذا الجهد المشكور كممثل للحكومة التي ترعى الرياضة ولا تتنصل منها شيء ، والاندفاع نحو سدة الحكم الرياضي شيء آخر مختلف قد يوقعنا ويوقع الدباغ ويوقع مستقبل الرياضة في ما لا تحمد عقباه!

هل تريد الحكومة أن تذهب إلى مكان أبعد من النظر والمراقبة وضبط الإيقاع في الوسط الرياضي الحافل بالمحاور ، كلما كان ذلك ممكنا أو متاحا؟!

هذا أمر لا نعترض عليه ، لا بل أننا نرى أن الحكومة يجب أن تبقى قريبة من نبض الرياضة وتمارس quot;تأثيراquot; منضبطا وواقعيا ومنصفا ، كي لا تتشبث عناصر محددة مهما تكن قيمتها بالكراسي من دون أن ترضخ لمبدأ الانتخاب الذي سيمنح أي فائز شرعيته ليكون على قمة هرم الرياضة العراقية ..

لكن هذا الاقتراب لا يعني الاندماج بالرياضة على حساب أهلها من الكفاءات الرياضية الكبرى القادرة على تولي الزمام الاولمبي ويكون لديها القبول لدى عامة الناس ومنهم بالذات شريحة الرياضيين الواسعة .. ما رأيكم بمؤيد البدري أو عمو بابا أو طالب فيصل أو رعد حمودي أو فلاح حسن أو ضرغام الحيدري أو آخرين كثيرين غيرهم ؟!

هل ثمة موانع تحول دون تسلم أحد من هؤلاء أو غيرهم موقع رئاسة اللجنة الاولمبية العراقية على أن تقف الحكومة ومنها الدكتور الدباغ كي تؤازره وتسهل له خطواته وتمد ه بكل أسباب الدعم المادي والمعنوي ، ولا نقول الدعم الفني لأن الحكومة لا يمكن أن تنطق بلسان الرياضة كما يريد الدباغ أن يثبت لنا!

نحن في مفصل تاريخي لن يرحم .. ولعلنا نقول كلمتنا دون أن نجامل الحكومة في الرياضة وهي التي أثبتت حضورها في مجالات شتى بينها الأمن حين كان البلد على شفير الهاوية والتشظي.. أما الرياضة ، فحريّ بنا أن نحميها من الدوافع أو الأهداف أو النوايا الشخصية المغـّلفة بحسن النية ، لكنها quot;نواياquot; لا تتوافر على أبسط فهم للرياضة وما يجري فيها !