أكره الوداع ولا أحبذ هذه الكلمة.. وبالأمس عشت حدثين محزنين مع اثنين من الزملاء الأعزاء في الصحافة من المهنيين اللذين عاشا معنا في إبراز تطوير العمل الإعلامي الصحفي الرياضي، سواء من جانب الرأي أو الصف الالكتروني، وهي عملية توثيقية مهمة، الزميل كمال طه، الكاتب الكبير.

وهو ما تعودت شخصياً على قراءة زاويته نقاط فوق الحروف منذ معرفتي به أول مرة في أواخر السبعينات، والذي انتهت فترة تعاقده مع الجريدة.. أقول برغم اختلافنا أحيانا في الرأي ووجهات النظر إلا أن الرجل له وضعه ومكانته المؤثرة في الصحافة الرياضية لما يطرحه من رأي جري وقوي يخدم فيها المجتمع، فظل الشعور المتبادل بيننا مستمرا كونه من المهنيين الأصليين ويبقى أصيلا هذا ما تعلمناه، فعلاقتنا بالصحفي المخضرم (كمال) ستمتد وتتواصل لأن هذه النوعية ستبقى في القلوب لأنه قامة كبيرة في الصحافة العربية..

وقبل 5 سنوات لازمني الزميل العزيز بنفس الصفحة، أكتب عنه من منطلق الحرص على التواصل الإنساني مع الرجال الأوفياء ومن منطلق ان هذا الجيل من النقاد يعرفون أصول وأخلاقيات المهنة فالناقد يظل كبيرا أينما ذهب وكتب.

* ومن هذا المنطلق أرى أن هذه الفئة التي عملت هنا بكل إخلاص منذ 30 عاما متواصلة شاركونا بالآراء والأفكار في خدمة المهنة والرياضة الإماراتية نظراً لأهمية الصحافي ومكانته في الوسط الرياضي والاجتماعي، ونحمد الله ان صحافتنا بخير وهي رائدة بكل المقاييس.

* ومن واجبنا كزملاء أن نشيد بدور هذه الأقلام، ولابد أن نشكر كل صحفي رياضي مخلص جاء وقدم عصارة جهده لوطنه الثاني، فنحن في عصر الاحتراف طالما انتهت فترة عمله وهي ليست جديدة وهذه سنة الحياة.. ولكن الأهم هو التواصل الذي يجب أن يستمر وتبقى العلاقة الإنسانية، وأن يحقق النجاح في المكان الذي يختاره. وأتمنى من كل قلبي السعادة والتوفيق لكل صحفي يعرف حقوقه وواجباته المهنية على أصول.

* إن كلمات الوداع تقسو على النفس، ولكن عزاؤنا الوحيد سيظل في الذاكرة باستمرار التواصل الإنساني والمهني بيننا من خلال العودة إلى الكتابة من جديد.

الإعلام الرياضي هو المرآة الحقيقية للرياضة عامة فالعاملون بهذا المجال يجدون المشقة والمعاناة والمتعة في آن واحد، إذا وجدوا من يقدر دورهم ويثمن عطاءهم بالكلمة الطيبة.. فقدت البيان واحدا من أكثر الزملاء إبداعاً على المستويين المهني والأخلاقي هو الزميل المرحوم عماد حسين (54 عاما)، الذي وافته المنية أمس الأول في منزله بالشارقة بعد معاناة مع المرض.

ورغم تلك المعاناة إلا أن الزميل آثر على نفسه العمل دون كلل فقد قضى الزميل 11 عاماً من العطاء وكان مثالا يحتذى به، وساهم الفقيد إلى جانب العاملين في قسم الصف على مدى السنوات الماضية وبالأخص القسم الرياضي..أحزنني خبر وفاة الزميل رحمة الله عليه، ولا نقول سوى وداعا يا طيب القلب، فقد تعاملت معه عن قرب وعرفت فيه الإنسانية، ومن كثر تعلقه بالرياضة حيث كان يصحح لنا بعض المعلومات وغيرها، لقد رحل عنا ندعو له في هذا اليوم المبارك بالرحمة وأن يسكنه الله فسيح جناته، ولا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون.

[email protected]

جريدة البيان الاماراتية