ايمان صبيح .. واحدة من ابرز العداءات العراقيات اللواتي حققن انجازات للعبة الساحة والميدان ، وتواصلت مع الرياضة بعد اعتزالها وحصلت على الدكتوراة ، وخلال السنوات الطويلة كان لها حضور مميز في تطوير الانشطة النسوية ومنها سباقات الركض ، كما كانت ضمن المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية التي انتخبت عام 2004 ، ولكن لظروفها الخاصة سافرت منذ عام مع عائلتها ، ولكنها عادت مؤخرا لتستنشق هواء بغداد وتحاول استعادة شيئا من نشاطاتها لخدمة الحركة الرياضية ، إيلاف حاورت الدكتورة صبيح التي أسرتنا بالعديد من الملاحظات المهمة التي تتناول الواقع الرياضي العراقي .


* اين انت الان وماذا تفعلين ؟

- انا حاليا مقيمة في السويد ، ما زلت اتعلم لغتهم ، اريد ان ارجع الى بغداد ، انا أحب العراق بلدي ولم افكر طول حياتي بالخروج منه ولكن الاوضاع الامنية جعلتني اغادر ، حاليا اتمنى العودة اليوم قبل الغد ولكن لديّ عائلة والقرار ليس لي فقط .


* ما الذي عملته هناك خلال مدة بقائك في السويد ؟

- اولا عملت على معادلة شهادتي ثم دربت لمدة قصيرة النساء على اللياقة البدنية كما دخلت عدة دورات وشاركت في النشاطات الرياضية على مستوى المجتمع السويدي ، الرياضة للجميع ، ومن الممكن ان اكون استاذة بعد انتهي من دورة دراسية في اللغة .


* هل كنت تتابعين احوال الرياضة العراقية وما رأيك فيها ؟

ايمان صبيح - بصورة عامة الرياضة العراقية تتدهور احوالها ، ونطمح ان تكون افضل في المستقبل ، ولا يمكن ان تتم المقارنة في الاوضاع غير المستقرة ، انا عندي المشاركة في البطولات الخارجية نجاح ، ووصول اي لاعب الى اي مستوى معين من التنافس اعده انجازا .


*ما الذي يحتاجه الرياضي العراقي لكي يحقق انجازات ؟

- يحتاج المنشآت والمدربين فقط ، اهتم لي بهاتين تستطيع ان تخرج ابطالا ، ذلك ان اللاعب لايأتي لوحده ، بل يحتاج الى مدرب يكتشف لديه الموهبة ، والمدرب هو من يصقل هذه الموهبة ، اما المنشآت فهي التي يتدرب عليها ، منشآت متكاملة من المنازع الى الحمامات ، نحتاج الى بنية تحتية لهذا الجيل الجديد .


* أليس التخطيط مهما في البداية ؟

- التخطيط مهم ، نعم ولكن ليس الان ، انا أقصد ان الرياضة تحتاج الان المدرب الاكاديمي الذي لديه خبرة والتزام ، والرياضة العراقية تحتاج الى عدد من هؤلاء المدربين وتنشرهم على مستوى العراق ، وان تتم متابعة المواهب المكتشفة هذه من خلال الاطباء والتغذية ، والموهبة هذه لا بد ان يأتي بها المدرب الى الملعب الجيد لاجراء الاختبار ثم الصقل ، اما التخطيط للمستقبل فيأتي تباعا ، انا الان اريد ان انشر اللعبة وبالتالي سيتخرج مئات الرياضيين .


* هل تحتاج الى مدرب اجنبي ؟

- المدرب العراقي اصيل لانه ناجح ولانه يستطيع ان يهتم بالموهبة ، المدرب العراقي يتفهم طبيعة الانسان العراقي ، نحن مجتمع خاص (نومتنا وكعدتنا) لا تشبه العالم !!، ولا يفهمنا الا العراقي ، لدينا اكاديميون جيدون والعالم حاليا يستفيد منهم سواء كانوا خبراء او اداريين ، ليس هنالك دول في العالم لا تستفيد من عراقيين ، إجمع ما تستطيع ان تجمعه من هذه الكفاءات وسترى انها ستخدم الرياضة العراقية ، ولكن هل نستطيع ان نجمع هؤلاء ليعملوا في العراق دون ان يتأذوا ؟


* ألا تحزنك النتائج غير الجيدة لألعاب القوى العراقية ؟

- انا يحزنني الانفجار اكثر ، وعندما اجد مثل هذه النتائج مع هذه الانفجارات اقول (هناك خير) ، انا اقارن الرياضة بالمستوى الامني ، فهل من السهل ان ترتدي البنت (تراكسوت) وتذهب الى الملعب لتتمرن ؟ ، ليس من السهل الوصول عبر الطرقات والانسدادات ، عدم الحصول على ارقام انا اعتبره انجازا ممتازا ، نقول ان اللعبة متدهورة ، نعم .. ولكنها ما زالت عائشة وليست ميتة .


* على من تقع مسؤولية غياب العنصر النسوي عن الانشطة الرياضية ؟

- مسؤوليته عليك ايها الاعلامي ، انت من يثقف الام والاب والاسرة ، الدور الان على الاعلام المقروء والمرئي ، ان تقول للناس : ان الرياضة تجعلك انسانا سليما وسعيدا ، الام والاب عندما يشعرون ان الرياضة مثل الاكل والشرب مثلما ينظر اليها العالم الخارجي ، سنحصل على ان كل الاطفال سيأتون الى كل مجالات الرياضة ومن ضمنها العاب الساحة والميدان .


* لماذا الاعلام وليس اهل الرياضة ؟

- لانك انت الذي تستطيع الدخول الى البيوت ، انا لا استطيع مثلك ، انت اهم مني حاليا ، وحينما تقنع الام والاب سوف لن يتراجعا .


* طالما تقام في كليات التربية سباقات وبطولات ألا تنفع هذه لتحقيق نتائج ؟

- الجامعة لا تخلق ابطالا بل تخرج مدرسين !!، كليات التربية الرياضية تستقطب الطلاب في عمر ما بين 18 ndash; 21 ، وهؤلاء بدأوا متأخرين ، فالعداء يجب ان يبدأ من سن 11 ndash; 14 ، هذه بداية الرياضي ، وليس في عمر 19 سنة ، وما تشاهد من بطولات وسباقات هذا ضمن درس التربية الرياضية ، درس ساحة وميدان ، الكلية ليست لتحقيق انجاز بل لتخرج مدرسين لديهم المام ومن اجل تقديم درس ناجح .


* ولماذا لا تضعين اللوم على الرياضة المدرسية الغائبة؟

- انها تحتضر ، وحينما يتم تثقيف الام والاب صدقني سنطلع من الرياضة المدرسية ، الام لا يمكن ان ترسل مع ابنتها الى المدرسة ملابس رياضية بل انها توصيها ان لا تلعب ، بالاضافة الى ان درس الرياضة يحتضر في المدارس ، ومن المؤسف ان وزارة التربية ليس لديها خطة ، انا اتابع درس الرياضة المأخوذ الى الدروس الاخرى ، درس الرياضة اهم من دروس الفيزياء والكيمياء ، فما فائدة ان يتخرج طبيب او مهندس وهو مريض ، درس الرياضة هو صحة المجتمع ، الاطباء والمهندسون مرضى وهم لا يعلمون ان لم يمارسوا الرياضة ، على الانسان ان يمارس الرياضة 3 أيام اسبوعيا ، وبهذا سنخلق مجتمعا يمتلك الصحة ، انا ادعو وزارة التربية الى زيادة حصص الرياضة وأطلب منها عمل منهاج فيه نظري وعلمي وما فوائد الرياضة للجسم .


* كيف يمكن ان ننهض بألعاب الساحة والميدان بشكل جيد ؟

- اعطني امنا اعطيك رياضيين جيدين ، الناحية الامنية هي الشرط الوحيد للنهوض بالرياضة ومنها النسوية ، انا كنت اركب (الباص) واذهب الى ملعب الشعب من اجل ان اتمرن ، الان هل تستطيع اي فتاة ان تذهب الى الملعب لوحدها وترجع في الليل ؟ !!.


* والاتحاد الا يمكنه ان يفعل شيئا ضمن منهاجه او اية خطة ما دامت الظروف غير مواتية ؟

- الاتحاد لا يقدر ان يحسن الوضع الامني ، ليس هناك اتحاد لا يعمل او لا يريد ان يعمل شيئا ، ولكن ادعو الاتحاد ان يبدأ العمل من المحافظات التي فيها نسبة أمن اعلى من بغداد ، كالبصرة والديوانية والكوت والنجف وكربلاء وميسان ، انا لديّ معلومات عن بنات يواصلن التدريب ، ولكنهن لا يظهرن بمدة قصيرة ، بل ان العمل هذا يحتاج الى سنين .


* هل يستطيع الاتحاد وحده ان يفعل ذلك ؟

- العملية مشتركة ما بين وزارة الشباب ووزارة التربية ومساعدة المحافظين في المحافظات ، وبالامكان اقامة فعاليات مختلفة في المدارس ، اعط ملعبا جيدا وراتبا جيدا لمدرب واحد في كل محافظة وقل له اريدك منك اعداد (20) فتاة متميزة ، ألا يفعلها ؟ ، انا اقول لك سوف يفعل ذلك وبنجاح ، لذلك ارجع واقول المدرب والملعب اهم شيئين في العملية الرياضية .


* سؤال اخير .. لماذا لم تشاركي في انتخابات الاولمبية الاخيرة ؟

انا ليس لي موقع في الهيئة العامة للجنة الاولمبية العراقية ، لانني لم ارتبط بأي ناد ولا اي اتحاد ، وليس من حقي الترشيح للانتخابات .