السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان السير اليكس فيرغسون سيعطي الأولوية لمباراة الدور النصف النهائي لكأس رابطة الأندية المحترفة (كارلينغ كاب) ضد مانشستر سيتي في ايستلاند يوم الأربعاء، أم لزيارة بيرمنغهام في الدوري الممتاز يوم السبت الماضي ؟

فينبغي على الشياطين الحمر أن يعود إلى مساره الصحيح والحقيقي في هذا الموسم بعد خسارته المذهلة أمام ليدز وخروجه من الدور الثالث لكأس الاتحاد الانكليزي. والسير اليكس يعرف أنه لا يوجد أفضل مكان لحدوث ذلك إلا مع مانشستر سيتي. إلا أن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان فيرغسون يضع مباراة كأس رابطة الاتحاد في الدور قبل النهائي في ايستلاند، قبل رحلة صعبة إلى بيرمنغهام في الدوري الممتاز، في مقدم أولوياته.

وفي العادة، فإن من شأن فيرغسون أن يضع مباريات الدوري الممتاز في مقدم أولوياته في كل مرة، ولكن مانشستر يونايتد يقدم الآن، وعلى ما يبدو، أداء سيئاً بين مباراة وأخرى، ومن مصلحة موسمه الحالي فعليه أن يعود بقوة وبسرعة. وكلما استمر شعور اللاعبين بالضيق، كلما سيصبح صعباً بالنسبة إليهم لإعادة اكتشاف سلاستهم.

وكانت نتائج مانشستر يونايتد خلال الأشهر ايلول وتشرين الأول وتشرين الثاني وكانون الأول غير مشجعة وأداءه كان سيئاً. وهذا سيكون مصدر قلق حقيقي لفيرغسون، وعلى رغم أن القوة العقلية للشياطين الحمر تشكل عاملاً كبيراً في صالحه، إلا أننا دخلنا في كانون الثاني، وفيرغسون يعرف أكثر من غيره أنه سيناضل بصعوبة من أجل الحصول على الألقاب إذا استمر فريقه من تقديم مثل هذا الأداء السيء في آذار ونيسان المقبلين.

ولذلك ماذا سيفعل أمام مانشستر يوناتيد يوم الأربعاء؟ هل سيقدم تشكيلة رئيسية إلى أرض الملعب أم أنه سيشارك المراهقين كما هي عادته في هذه البطولة؟ أم أنه سيأخذ معه نصف من اللاعبين الرئيسيين والنصف الآخر من المراهقين؟

في بداية كل موسم لدى فيرغسون خمس أولويات. الاثنتان الأوليتان هي الفوز بالدوري الممتاز أو دوري أبطال أوروبا، ويمكن القول إنهما متساويتان في الأهمية. أما الأولوية الثالثة، إذا فشل في تحقيق أي من هدفيه الأوليين، هي الضمان للتأهل لدوري أبطال أوروبا. بعد ذلك تدور الأهمية الرابعة والخامسة حول الفوز بكأس الاتحاد الانكليزي أو كارلينغ كاب. وهذا من شأنه أن ينعكس على اختياره لتشكيلة الفريق ضد مانشستر سيتي، ولكنه سبق له أن اعترف بأن إعادة النظر في تشكلية الفريق كانت في ذهنه لهذه المباراة نتيجة لهزيمة الشياطين الحمر المفاجئة 1- صفر أمام ليدز في أولدترافورد وأمام أكثر من 75 ألف متفرج.

ووضعت هذه الخسارة لاعبيه تحت ضغوط كبيرة، وفيرغسون سوف لن يكن مذعوراً من خسارة فريقه على أرضه أمام نادٍ من الدرجة الثالثة، لكنه الآن يواجه قراراً كبيراً لمباراة الأربعاء، فإذا اختار أقوى تشكيلة ممكنة، فإن الشياطين الحمر سيفوزون حتماً في ايستلاند، ولكن إذا تكونت تشكيلة الفريق من المراهقين أو نصف نصف فإن الفوز سيكون لمانشستر سيتي، الذي لعب بصورة جيدة تحت إدارة المدير الفني الجديد روبرتو مانشيني وحافظ على شباكه نظيفة في مبارياته الثلاث الأخيرة ومن المتوقع أن يندفع الفريق بقوة هائلة يوم الأربعاء.

أما مباراته أمام بيرمنغهام فستكون صعبة، ولهذا السبب فإن الاحتمال القوي هو أن فيرغسون سيذهب إلى هذه المباراة مع أقوى تشكيلة لديه. والشيء الوحيد الذي لا يستطيع السماح لنفسه أن يكون سبباً لقلقه هو منع مانشستر سيتي من الفوز بأول لقب له منذ 34 عاماً. وهذا هو الشيء الذي ينبغي أن يكون أقل مخاوفه. ففي اللحظة الذي يبدأ فيرغسون بالتفكير في فوز مانشستر سيتي بالبطولات فإنه قد ينتهي.

وبهذا الصدد يعود الناقد الحالي واسطورة ليفربول السابق آلن هانسن بذكرياته إلى الوراء بقوله: quot;على رغم أن ايفرتون كان الفريق الكبير في منتصف ثمانيات القرن الماضي، إلا أننا في ليفربول لم نسمح لأنفسنا بأن نصرف أذهاننا عن احتمالات الجوائز التي فاز بها في غوديسون بارك. بالنسبة إلينا فقد كان مجرد فريق آخر. لم نكن نحب مشاهدته الفوز بالألقاب ولكن لم يكن شيئاً مهماً لنركز عليهquot;.

والاحتمال الكبير هو أن السير اليكس سيشعر بالشيء ذاته مع مانشستر سيتي، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بـquot;كارلينغ كابquot;، فعودة الشياطين الحمر إلى أداءه الرائع هو كل ما يهم. وليس هناك أي شك بأنه قد تأثر من جراء المشاكل التي يعاني منها بسبب الإصابات الكثيرة التي لحقت بلاعبيه خصوصاً في خط الدفاع، وبدا هذا يظهر بالفعل على أداء الفريق مؤخراً. فريو فرديناند كان وما زال العمود الفقري لخط الدفاع الرباعي، وغيابه كان واضحاً.

أما إذا طلب المدير الفني من لاعبي خط الوسط التركيز على وسط الملعب، فإن الفريق سيعاني في نهاية المطاف، ليس في خط الدفاع فحسب، بل في كل مراكزه. فالغموض يؤدي إلى مشاكل. وهدف جيرمين بيكفورد لليدز يوم الأحد الماضي كان رهيباً من ناحية أخطاء مانشستر يونايتد. كان هدفاً جيداً ولكن الكرة وصلت إلى بيكفور عالية ومن على بعد حوالي 70 ياردة، بعدما أخطأ مدافع الشياطين الحمر ويس براون من تقديرها. فقد ركل جوني هاوسن الكرة عالية وبقدر ما يستطيع باتجاه مرمى مانشستر يونايتد حيث استلمها بيكفور وسجل هدف المباراة الوحيد. وعلى رغم أن براون وزميله جوني ايفانز من المدافعين الجيدين، إلا أنه كان ينبغي عليهما بألا يسمحا بتسجيل مثل هذا الهدف.

بعضهم سيقول إنه كان منعشاً لرؤية لديز يذهب إلى أولد ترافورد ويلعب مع الطموح الحقيقي، ولكن حتى لو كان الفريق يتبنى هذا النهج، فإنه كان من المتوقع أن يكون الحصار الذي فرضه الشياطين الحمر على مرمى ليدز في الدقائق العشر الأخيرة مثل حصار ألامو الذي فرضه الجيش المكسيكي على ميليشيا انفصالية في عام 1836 وانتصر عليهم. ولكن هذا لم يحدث أبداً. والنتيجة النهائية كانت هزيمة أخرى، بل هزيمة أخرى سيئة.

وعلى فيرغسون أن يضمن بأن تكون معايير أداء مانشستر يونايتد مقبولة قبل أن تبدأ مرحلة خروج المغلوب لدوري أبطال أوروبا الشهر المقبل، وإلا فإنه ستكون لديه مشاكل كبيرة حقاً