بعد رحلة احتراف طويلة في عدة بلدان عربية .. عاد اللاعب رزاق فرحان الى النادي الذي كان له الفضل الاكبر في بروزه ونشوئه نشأة صحيحة ، الا وهو نادي القوة الجوية ، والعودة اليه كانت جزء من الوفاء للنادي العريق الذي عانى خلال المواسم الماضية من الكثير من المتاعب ، وعاد رزاق ، وحمل شارة القائد (الكابتن) للفريق ، وفاز الجوية في مباراتين مهمتين على الزوراء والموصل ، قبل ان يلتقي بفريق (بغداد) المتخم بالنجوم والمتحمس الى تعويض ما فاته في الموسم الماضي والذي اعد العدة لكسر الفريق الاخطر بالنسبة له وهو الجوية .

وجاءت المباراة التي توقع لها الجميع ان تكون ساخنة ، وكان رزاق فرحان القائد الذي لعب دورا كبيرا في وقائع هذه المباراة ، اضاء بمهاراته الكثير من جوانب الملعب ودقائق المباراة ، هذا اللاعب الذي عمره 36 عاما ، وهو اكبر لاعبي الفريقين تمكن من ان يعطي فريقه زخما كبيرا ومتجددا للانطلاق والثقة ، استطاع ان يقول الكثير وان يحد من خطورة لاعبي بغداد عبر انسجامه مع زملائه واقترابه منهم ، فسجل هدفا ألغاه الحكم في بداية المباراة ، وان كان مشكوكا في قراره، لكن رزاق لم ييأس ، حتى بعد ان باغت فريق بغداد الحارس الجوي نور صبري بهدف للاعب امير صباح ، ومع ارتفاع حرارة المباراة كان رزاق هو الحائز على الاضواء الذي استغل كرة عرضية جاءته من جهة اليمين ، فأستقبلها ولعبها خلفية (دبل كيك) اظهرت مهارته التهديفية وقدرته الهجومية لتستقر الكرة في الجانب الايمن من مرمى الحارس سرمد رشيد ، كان الهدف الجميل دلالة على ان رزاق ما زال يحتفظ بمؤهلاته ، فليس من السهل ان يحدث مثل هذا الهدف للاعب (مخضرم) ، كان البعض يعتقد انه فقد لياقته البدنية وفقد مهاراته وعاد من الاحتراف لانه شعر بالعجز ، او ربما قيل ان لاعب الشوط الواحد ، او لاعب الربع ساعة الاخير ، او كما قيل انه سوف لن يتأقلم من جديد مع ارضية الملاعب غير الجيدة والتي لاتسمح للاعب ان يؤدي جملة تكتيكية صحيحة ، فأثبت رزاق انه لا يزال كبيرا في نشاطه وابداعه ومهاراته وان الخبرة التي اكتسبها تؤتي ثمارها بهذه الحنكة وهذا التقدير والروح المعنوية التي تنساب لتسقي العطاشى من زملائه او الذين جدبت مواهبهم في لحظة ما من وقت المباراة .

رزاق فرحان .. كان يهدر بموجه الجوي الازرق فأستحق الثناءات الكثيرة من الجميع والذين وصفوه بأنه رجل المباراة هذه ، ولا بد انت اذكر هنا ما قاله احد الزملاء الصحفيين عنه (الله يا رزاق.. الله يا رائع ، نقولها لرزاق فرحان الذي كان هدفه بحق هدفا رائعا يدل على ان الكبار كبار.. هذا الهدف يصلح ان يكون مادة لطلاب الدراسات العليا في كليات التربية الرياضية وفي مادة كرة القدم وحركات الجمباز حين عمل فرحان حركة خلفية سجل منها الهدف ليضع كل من تابعه في لحظة ذهول وترقب وفرحة عارمة لهذا الهدف الجميل).