أطلت السياسة برأسها هذه المرة رياضياً من خلال إلغاء بطولة اتحاد التضامن الإسلامي التي كان من المزمع عقدها في ايران ابريل المقبل بسبب الخلاف حول تسمية الخليج بين ضفتيه العربية والفارسية.

يوسف الهزاع من الرياض : عقب وزير الخارجية الإيراني منو شهر متكي على قرار الاتحاد الرياضي للتضامن الاسلامي بإلغاء البطولة الإسلامية المزمع إقامتها في طهران أبريل المقبل بسبب عدة اشتراطات قال اتحاد التضامن الاسلامي أن ايران لم تفي بها.

وكان اتحاد التضامن الإسلامي قرر إلغاء البطولة وفند أسباب القرار, حيث قال محضر اجتماع الجمعية العمومية إن إيران لم تقدم ما يضمن حق الاتحاد في الحقوق التسويقية للاتحاد وتزويد اللجنة المشرفة بتقرير حول الحالة الصحية والسيطرة على انفلونزا الخنازير و العمل بموجب تصميمات الأمانة العامة في مطبوعات وميداليات الدورة, إلا أن الجانب الإيراني لم يرد على هذه الاستفسارات وبالتالي قرر الاتحاد إلغاء الدورة بحسب أعضاء مجلس إدارة الاتحاد.

وقال البيان quot; ان مجلس الإدارة قرر بالإجماع خلال اجتماعه مساء أمس في الرياض 'آسفاً إلغاء دورة ألعاب التضامن الإسلامي الثانية والتي كان مزمعا إقامتها في إيران وذلك نظراً لعدم التزام اللجنة المنظمة للدورة بأنظمة ولوائح الإتحاد وكذلك مخالفة قرار الجمعية العمومية للإتحاد والمُتخذ في اجتماعهاquot;

ولكن السبب الحقيقي يكمن في أن المطبوعات والميداليات الخاصة بالدورة طبع عليها شعار حمل اسم الخليج الفارسي وهو ماعارضته الدول العربية وطالبت من خلال الاتحاد تعديله الى الخليج العربي أو الاكتفاء باسم الخليج دون إضافة إلا أن رد طهران كان غاضباً وهددت بالغاء الدورة قبل أن يعود متكي ويطالب بإقامتها رغم قرار الإلغاء.

وبحسب متكي فإن شعار الدورة لن يتغير وطالب بالرجوع لاعتماد الأمم المتحدة, وأضاف وزير الخارجية الإيراني quot; إن إعداد خطط وبرامج إقامة هذه الدورة كانت وفقا للقواعد الدولية وقوانين الأمم المتحدة، ومجلس إدارة هذه الألعاب ليس من حقه التدخل في مثل هذا الموضوع،quot;

ولم يعلن اتحاد التضامن الاسلامي حتى اللحظة اذا ما كان سينقل البطولة إلى اندونيسيا التي طلبت استضافة البطولة وقدمت ملفها مع إيران قبل اعتماد الأخيرة أو إلى دولة أخرى, إذ أن البيان تطرق لإلغاء الدورة دون إشارة لدولة منظمة بديلة أو تاريخ معين يطلب فيه ملفات مرشحين آخرين.

ومن المنتظر أن تظهر مشكلات أخرى تتعلق بحقوق النقل التلفزيوني والتسويق الذي كان أصلاً موضع خلاف وأشار له البيان, حيث قدرت مصادر صحفية أن تكون طهران أنفقت ما يقارب 10 ملايين دولار تكاليف جهزت مقرات وملاعب البطولة, في حين أنها لم تنسق مع اتحاد التضامن الإسلامي في كيفية ترتيب العوائد التسويقية للبطولة.


ومن المعروف أن الخلاف بين ضفتي الخليج العربي قديم إذ تسميه الدول العربية المطلة عليه (العراق والكويت والسعودية والبحرين وقطر والامارات وعمان) الخليج العربي فيما تصفه إيران بالفارسي وهو الأمر الذي يدعو الكثير من الدول الأجنبية لتحاشي وصفه بسبب حساسية الموضوع لطرفي الخليج.

وتقيم الدول العربية المطلة على الخليج العربي بطولة لكرة القدم وألعابا مختلفة أقرب ماتكون للأولمبياد المصغر تسمى الألعاب المصاحبة كل سنتين منذ أكثر من 30 عاماً تحت مسمى بطولة كأس الخليج العربي وتشارك فيه العارق واليمن إضافة لدول الخليج العربية الست.

ويتبع اتحاد التضامن الإسلامي منضمة المؤتمر الإسلامي ومقره السعودية.

وكانت أول بطولة للتضامن الإسلامي أقيمت في السعودية بمشاركة 55 دولة وشهد ختامها نهائي كرة القدم تتويج المنتخب السعودي في المباراة النهائية أمام نظيره المغربي في مكة المكرمة.