رغم أصوله الممتدة داخل جنبات النادي الأهلي، الذي نشأ وترعرع فيه منذ أن كان ضمن صفوف ناشئيه في ثمانينات القرن الماضي، إلا أن إبراهيم حسن، المنسق العام للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك حاليا ً، حوّّل نفسه بصورة أثارت الكثير من التساؤلات خلال الآونة الأخيرة إلى quot;حامي حمىquot; القلعة البيضاء، بمناسبة وبغير مناسبة !

الظهير الأيمن السابق لمنتخب مصر وناديي الأهلي والزمالك، والموقوف حتى الآن من قِبل اتحاد شمال إفريقيا لمدة خمس سنوات، يقوم بمزاولة مهام عمله داخل جنبات ناديه بكل جد واجتهاد، ويسعى بشتى السبل إلى مساندة شقيقه، حسام، في مسيرته الناجحة حتى اللحظة مع الفريق الأبيض، بعد أن نجح في انتشاله من المراكز المتأخرة بجدول الترتيب والوصول به إلى المركز الثاني، خلف النادي الأهلي المتصدر. لكن ndash; وكما يقولون في المثل الدارج ndash; ( من يتحدث كثيرا ً، يُخطئ كثيرا ً )، وهو الفخ الذي أوقع كابتن إبراهيم نفسه فيه، بعدما كثرت تصريحاته خلال الآونة الأخيرة، مع تعمده التدخل باستمرار في شؤون وأمور ليست من اختصاصه.

فها هو يخرج قبل أيام ليدلي بدلوه في أزمة التحكيم، ليؤكد في تصريحات تلفزية على أن النادي الأهلي يفوز في مبارياته بالحكام، ثم يُقحم نفسه بعد ذلك في مشادة غير مبررة على الهواء مع صحافي في إحدى البرامج التلفزيونية، في واقعة مؤسفة لا تليق بنجوميته أو بحجم منصبه. وأخيراً، جاءت تصريحاته التي طالب من خلالها بعمل كشف عن المنشطات بالنسبة للاعبين المصريين في الدوري المصري.

إبراهيم حسن وهي التعليقات التي لاقت أصداءا ً واسعة بين مختلف الرياضيين والمسؤولين في الأندية المنافسة، وعلى رأسها النادي الأهلي بالتأكيد. فبغض النظر عن مسألة موضوعيتها من عدمها، كان توقيتها عاملا ً مؤثرا ً في زيادة أجواء التوتر بين القطبين، على المستويين الجماهيري وكذلك الإداري، في وقت بدأت تشهد فيه المنافسة على درع الدوري سخونة حقيقية بين الناديين، بعد عودة الزمالك لدائرة التنافس من جديد.

والنقطة الأهم الآن، بنظر كثيرين، في ما يتعلق بطريقة تصريف الكابتن إبراهيم حسن لسياسات ناديه، هو ضرورة إدراكه للفارق أو quot;الخيط الرفيعquot; الذي يفصل بين الانتماء الحقيقي لناديه وخطر الانجراف وراء تيار التعصب سواء كان بقصد أو غير قصد. فهو مطالب الآن أمام الجماهير قاطبة بأن يتمتع بالمسؤولية عند تناوله لأي قضية أو إشكالية تُطرَح على الساحة، وبخاصة عندما تكون ذات صلة بالغريم التقليدي، النادي الأهلي، لما هو معروف من حساسيات ذات طبيعة خاصة بين الناديين.

ويكفي الإشارة هنا إلى أن تصريحاته الأخيرة التي طالب فيها بضرورة إجراء كشف للمنشطات على لاعبي الأندية المصرية، قد تفاعلت وأخذت منحنا ً ربما كان لينذر بتفاقم أزمة بين الأهلي والزمالك، على المستوى الجماهيري على أقل تقدير، لولا تهدئة هادي خشبه، مدير الكرة بالفريق الأهلاوي، برفضه التكهنات التي أثارها البعض حول أن إبراهيم حسن كان يقصد لاعبي الأهلي بطلبه الكشف عن المنشطات فيما تبقى من عمر الدوري الممتاز، رغم مشاطرته لغة الترحيب التي أبداها لاعب وسط الفريق وقائد المنتخب، أحمد حسن، بالخضوع لتلك الاختبارات الخاصة بالكشف عن المنشطات، ومطالبتهما أن تبدأ من الأسبوع القادم وليس مع بداية الموسم الجديد.

وفي شأن ذي صلة، أصدرت الأربعاء رابطة النقاد الرياضيين في مصر بيانا ً، أدانت فيه ما وصفته بـ quot;التجاوزاتquot; من قِبل إبراهيم حسن في برنامج تليفزيوني ضد رئيس القسم الرياضي بجريدة المصري اليوم. كما دعته إلى الاعتذار، في إطار حرصها على إعلاء قيم الاحترام المتبادل بين جميع العاملين بالوسط الرياضي، وفي هذا التوقيت الذي يحتاج فيه إلي كل رجال النقد الرياضي لمساندته في قضيته مع إتحاد شمال أفريقيا.