على الرغم من ان المرحلة الاولى للدوري العراقي لكرة القدم (النخبة) قد اجتازت نصف المسافة الا انها شهدت تغييرات في عدد من المدربين يمكن ان يقال عنه انه لافت للانتباه ذلك لأن الاندية التي تتنافس اختارت افضل المدربين الموجودين على الساحة العراقية بعد ان تغيرت الخارطة مع الاسلوب الجديد للدوري الذي أبقى على 20 فريقا. للتنافس على درع الدوري ، وفي قراءة للاسماء التدريبية التي تقود الفرق الكروية سنجد أنها الافضل والتي لها تجارب مع الدوري والاندية والكرة العراقية بشكل عام .


بغداد :ما زالت الإقالات والاستقالات سارية المفعول فيالدوري العراقي، وان تباينت وجهات النظر ، بعد مرور عشرة أدوار من أصل 36 دورا ، ويبدو أن الادوار لا تمرّ بسلام على المدربين وسوف لن تمرّ مع الاقتراب من المرحلة الاولى ، وهذا شيء يلفت النظر ويبرره البعض بالقول إن هناك مدربا، وبعد ان يجد الطريق غير سالك للعمل تجده يفضل الاستقالة، وهناك استقالة يكون المدرب مرغما عليها، وأخرى لاتحتاج الى تفسير وهي الاقالة التي لا يمكن قراءة أسبابها بوضوح كون الفريق الذي يمثل المستوى المتوسط بين الاندية تجده يعترض على تعادل او خسارة وان كانت الادارة تعرف حقيقة فريقها.

ويشير اخرون الى ان الادارات دائما ما تؤمن أن نهجها هو الصحيح والآخرين على خطأ، ويضرب البعض مثلا على ذلك بالمدرب باسم قاسم الذي حصد مع فريق دهوك دوري النخبة للموسم قبل الماضي ، واسس للنادي فريقا جيدا، وهو حدث تاريخي لكرة المحافظة،باعتراف اهل الكرة جميعا، ولكنه في الموسم التالي وبعد عدة هزات للفريق حدث خلاف ادى الى الانفصال، وتناست الادارة ما حققه المدرب وتناست حالها قبل ان يستلم هذا المدرب الفريق وينطلق به الى درع الدوري ، وهنا يعتقد الكثيرون ان الادارات غالبا ما تكون قراراتها متسرعة غير مبنية على اسباب موجبة في اغلب الاحيان.

والاسباب التي اقيل بها المدربون او استقالوا غير متشابهة على الاغلب ، فهناك من لا يريد لفريقه ان يتذوق طعم الخسارة ، وهناك من لا يريد للمدرب ان تبقى كلمته وحدها الفاعلة ولابد من تدخل الادارة او اعضاء فيها، وهناك من يجد ان الخطأ في اعطاء مهمة التدريب لمدرب لا يرى فيه البعض كفاءة مدربين اخرين ويعتقد انه اضطر ، وهناك ادارة لا تفهم سر المستوى العام لفريقها فهي تريد الفوز ولا غير ، ومن الغريب ان نسمع ان مدربا حقق نتائج مميزة وبالتالي يجبر على الاستقالة لاسباب مجهولة .

من احدى مباريات الدوري العراقي وفي الاطار العام .. يشير البعض الى ان الاسباب التي تؤدي الى الإقالات والاستقالات في الدوري العراقي،الذي لم تتوفر له ابسط مقومات اللعب الصحيح كالملاعب مثلا ، تتمثل في غياب الفكر الاحترافي عند الكثير من إدارات الاندية ، وفي اختيار المدربين على اساس المجاملات ، ناهيك عن الاحوال المالية غير الجيدة لاغلب الاندية التي لا تستطيع ان تتعاقد مع مدرب بمواصفات اللاعبين او مع طموحات النادي .

وفي قراءة لأسماء المدربين الذين (اطيح بهم) من خلال اقالة او استقالة ، ولا فرق بين الاثنين ما دام الامر يؤدي الى انفصام عرى المودة بين المدرب والفريق، نجد ان التغيير الاول والاسرع كان من حصة مدرب فريق بغداد (كريم كردي) في المباراة الثانية للفريق التي تعادل فيها مع الصناعة بعد خسارته الاولى امام النجف ، واوكلت ادارة النادي المهمة الى اللاعب الدولي السابق حسن فرحان ، ومن الطريف ان المدرب السابق كريم كردي وافق على ان يكون مساعدا للمدرب الجديد وهو ما اثار الاستغراب ومن ثم الاعجاب ، وقد علق كردي قائلا إنه لا يشعر بالاستغراب في تحويله من المدرب الاول الى موقع المساعد طالما الامور تصب في صالح النادي الذي ينتمي اليه .

ومن كريم كردي الى كريم صدام مدرب الزوراء الذي قدم استقالته بعد اربع مباريات لعبها الفريق بقيادته ، وكانت الخسارة امام فريق الطلبة بهدفين مقابل هدف واحد هي الحد الفاصل بين كريم والتدريب للزوراء ، وهي الخسارة الثانية لبطل الدوري بعد خسارته امام كركوك بهدف واحد ، وهو ما جعل الجماهير الزورائية تبدي احتجاجها على النتائج غير الجيدة ، وهو ما دعا كريم صدام الى تقديم استقالته ، واختارت ادارة النادي يحيى علوان ، الذي سبق ان كانت له تجربة سابقة مع الزوراء ، واستطاع يحيى علوان ان يعود بالفريق الى النتائج الجيدة لاسيما ذلك الفوز الثمين الذي تحقق على فريق الشرطة بهدفين لهدف .

وقال كريم صدام عن ذلك : النتائج تلعب دورا كبيرا في تأثيرها على الفريق واللاعبين والجمهور لانها تعني الحصول على نقاط ، ولم نستطع ان نحقق النتائج على الرغم من المستوى الجيد الذي قدمه الفريق ، لذلك بعد خسارة الفريق امام فريق الطلبة تعرضت الى ضغوطات من الاهل والاصدقاء والمحبين ارضاء لوضعي الخاص، لان كرة القدم نتائج، والفوز كما تعرف له الكثير من الاباء لكن الخسارة لها اب واحد هو المدرب الذي هو الحلقة الاضعف وأولى الضحايا .

وكانت المحطة الثالثة لقطار التغييرات في نادي النفط حيث اقالت ادارة النادي مدرب الفريق علي وهاب بعد انتهاء مباراة الفريق مع فريق الكهرباء بالتعادل ضمن الجولة الخامسة ، وقامت بتسليم المهمة لمدرب النادي السابق صباح عبد الجليل ، وقال وهاب عن سبب اقالته : انه اختلاف في الفلسفة مع الادارة، وهي ان يكون المدرب شديدا تجاه اللاعب وحسب اعتقادهم من سبب او من دونه، اي إن الادارات تريد من المدرب اصطناع الشخصية والتصرف، فحدث اختلاف في الرأي والكل يعلم ان كاظم سلطان رجل طيب وخلوق، لكن عصبيته بعض الاحيان هي من تسبب له المشاكل .

فيما توقف قطار التغييرات للمرة الرابعة في نادي الكرخ حين قدم المدرب عصام حمداستقالته من مهمة تدريب الفريق بعد التعادل مع مضيفه كركوك بهدف لمثله في الجولة السابعة ، وقال حمد :(ان قراره كان بسبب تدخل الشخص الاول في النادي والنائب الثاني لرئيس اتحاد الكرة شرار حيدر في حيثيات عمله الفني ما نتج منه حدوث تقاطع بالافكار بين الجانبين) ، ولم تجد ادارة الكرخ الفريق حيزا في فراغ النادي من مدربه ، حيث تمت تسمية مدرب الفريق السابق والمقال من نادي النفط علي وهاب للاشراف على تدريب الفريق، واستطاع ان يحقق للفريق نتائج لافتة مثل الفوز المميز على فريق الطلبة بهدفين لهدف .

وجاءت استقالة اخرى .. وهذه المرة كانت سريعة من مدرب نادي الكهرباء شاكر محمود بعد خسارة فريقه امام مضيفه نادي الشرطة في الجولة السابعة ، بعد تقديم استقالته لمرتين رفضتهما الادارة، ويبدو ان الخسارات المتتالية للفريق كانت تعني ان وضع الفريق ليس له علاج ، ولا يمتلك القدرة على النهوض بنفسه وهو الذي لم يحصل الا على نقطة واحدة من تعادل ، على الرغم من كفاءة المدرب المشهودة له ، وقال شاكر محمود : ان الخسارة أمام فريق الشرطة بثلاثة اهداف لهدف بسبب النقص الواضح في صفوف الفريق ، وان الخسارة التي مني بها فريق الكهرباء تعد السادسة خلال السبعة ادوار التي خاضها في الموسم الحالي والسبب في تدني نتائج الكهرباء هذا الموسم هو النقص الواضح في صفوف الفريق جرّاء الاصابات التي لاحقت لاعبينا خلال الادوار الاولى من عمر الدوري.

وعهدت الادارة بالمهمة من بعده الى الكابتن حسن احمد، مدرب منتخب الشباب السابق، ومدرب فريق نفط ميسان وقد تركه بعد التعاقد مع الكهرباء، وتمكن حسن من حصد اربع نقاط في مباراتين غادر اثرها الفريق قعر الدوري.

وتقدمَ نادي نفط ميسان الذي يلعب ضمن الدوري الممتاز الى الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم بشكوى ضد المدرب حسن احمد جاء هذا على خلفية ترك احمد فريق نفط ميسان وتعاقده مع نادي الكهرباء من دون علم النفط بعد ان تعاقد مع ميسان يوم 18 - 12 لمدة عامين, حيث لجأ النفط في شكواه الى اتحاد القدم لغرض الموضوع الذي عده النفط مخالفة قانونية وتجاوزا على حقوقه.

ومر قطار التغييرات بمحافظة كربلاء ، الذي كان يقف في محطته مدرب فريق كربلاء سالم عودة الذي لم يجد بدا من تقديم استقالته لادارة النادي بعد تعرض الفريق للخسارة الرابعة على التوالي التي جاءت هذه المرة لحساب جاره وخصمه اللدود النجف وهي الفرصة الاخيرة التي منحتها ادارة النادي لمدربها ، وقال سالم عودة إن تقديم استقالته جاء بعد القناعة التامة بصعوبة المهمة في ظل الظروف الحالية التي يمرّ بها الفريق قياسا بفرق الدوري التي تمتلك مجموعة من اللاعبين الدوليين وخاصة الفرق الجماهيرية في حين أن فريقه هو من التشكيلة الشبابية وهي نفسها التي مثلته في الموسم الماضي لكنه قبل بالمهمة وفاء منه لفريق مدينته المقدسة وجمهوره الوفي .

وتعاقدت ادارة النادي مع المدرب نبيل زكي الذي سبق له الاشراف على الفريق في الموسم قبل الماضي في ظروف مماثلة، وتمكن زكي من ايقاف نزيف النقاط الكربلائي فحصد سبع نقاط من ثلاث مباريات من التعادل مع الصناعة والفوز على النفط والمصافي ، وقد عدّت الهيئة الادارية لنادي كربلاء النتائج الحالية للفريق مشجعة بعد ان استعاد اللاعبون ثقتهم بانفسهم في المباريات الاخيرة، وقال امين سر الهيئة الادارية للنادي محمد عباس: انه وبعد تغيير المدرب يحاول اللاعبون كسب ود المدرب الجديد نبيل زكي ليظهروا انهم جديرون بالبقاء ضمن التشكيلة الاساسية، وهو ما انعكس ايجابا على مستوى الفريق خلال المباريات الثلاث الاخيرة التي حصل فيها الفريق الكروي على سبع نقاط من تعادل مع الصناعة وفوزين على المصافي والنفط. وأضاف: أسعفتنا هذه النقاط في تسلسل الفريق ضمن دوري النخبة حيث قفزنا من المرتبة الخامسة عشرة الى المركز العاشر.

ونزل قطار التغييرات الى البصرة وهناك توقف في نادي الميناء الذي شهد تقديم المدرب يونس جاسم القطان استقالته على الرغم من النتائج الجيدة التي حققها مع الفريق في المباريات الاخيرة ، وهي المرة الثانية التي يقدم فيهاالقطان استقالته بعد ان رفضت الادارة الاستقالة الاولى في اعقاب الفوز على الطلبة على ملعب الشعب الدولي في بغداد ، وأكد مصدر في ادارة نادي الميناء ان القطان قدم استقالته عقب تلقيه تهديدات بالقتل عبر رسائل هاتفية تطالبه بترك مهمته، وهو ما جعله يغادر مدينة البصرة متوجها الى الكويت ومن ثم الى لبنان ، والقطان يقيم في النروج منذ اكثر من 20 عاما وهو مدرب معتمد لدى الاتحاد النروجي لكرة القدم .

ومن البصرة اقصى الجنوب الى اربيل في اعالي الشمال العراقي ، حيث وصل قطار التغييرات الى نادي اربيل إذ قدم مدربه ايوب اوديشو استقالته التي قبلتها الادارة على الفور ، عقب عودة الفريق من العاصمة بعد تعادله السلبي مع نادي بغداد وقال سكرتير نادي اربيل محمود عزيز : إن المدرب كان متذمرا من اداء لاعبيه في المباريات الاخيرة وابدى عدم رضاه، وهو ما ادى به الى تقديم استقالته .