تناولت العديد من وسائل الإعلام العربية في الأيام الأخيرة خبراً يتعلق برغبة الجزائر في التقدم لاستضافة نهائيات كأس أمم أفريقيا 2017، وهي الدورة التي أسند الإتحاد الإفريقي مهمة تنظيمها لليبيا .
ديدا مليود - إيلاف : أرجعت وسائل الإعلام العربية ذلك الخبر لكون ليبيا لا تزال تمر بظروف سياسية و أمنية عسيرة يصعب عليها إنجاح تنظيم بطولة من حجم كأس أفريقيا خاصة أن الأمر يتطلب وقتاً لإعادة النظر في البنية التحتية التي تحطمت بفعل الثورة ضد نظام القذافي من ملاعب وفنادق وغيرها . و إلى غاية هنا، فإن الخبر يمكن اعتباره عادياً و من حق الجزائر و أي دولة أفريقية التقدم بطلب تعويض ليبيا مثلما فعلت جنوب أفريقيا التي ستنظم دورة 2013 التي ستنطلق بعد أيام والتي كان مقررا لها أن تقام في ليبيا قبل أن تفرض التطورات السياسية على الكاف تغيير البلد المنظم ، لكن غير العادي هو أن عدة مواقع عربية استمرت في نشر الخبر نفسه دون تغييره رغم أن رئيس الإتحاد الجزائري ndash; الجهة الرسمية ndash; محمد روراوة و الذي يشغل أيضا عضوا في المكتب التنفيذي للكاف أكد خلال الندوة الصحافية التي نشطها السبت المنصرم أكد أن الجزائر ستتقدم بطلب استضافة نهائيات كأس أمم أفريقيا للعام 2019 و ليس للعام 2017 ، مؤكداً في السياق ذاته أحقية ليبيا في تنظيم البطولة و احترامه لها و تمنياته لهذا البلد الشقيق بان يتعافى بسرعة من الأزمة التي يمر بها ليكون في مستوى الحدث . و مع ذلك التصريح فقد استمرت عدة مواقع تنشر خبر ترشح الجزائر لاستضافة كأس أفريقيا دون أن تصحح المعلومة الخاصة بالتاريخ و كان هناك إصرار من هذه المواقع على الإيقاع بين البلدين الشقيقين ، في محاولة بائسة من مثل هذه المواقع لإيصال رسالة إلى الليبيين مفادها أن الجزائر تريد استغلال الظروف السياسية و الأمنية الصعبة التي تمر بها البلاد لمصلحتها وعلى حساب الأشقاء الليبيين الذين لم يترددوا في قبول إعطاء الفرصة لجنوب أفريقيا لتعويضهم في تنظيم كأس 2013 لأنهم يدركون أن البطولة يجب أن تستمر و أنهم غير قادرين على تنظيمها في الوقت الحالي. و بدا واضحاً أيضاً بأن مثل هذه المواقع التي اعتادت الصيد في المياه العكرة ترغب في توظيف حالة الاحتقان التي تتواجد عليها العلاقات السياسية بين الجزائر و ليبيا في الآونة الأخيرة لصب الزيت على نار غير موجودة أصلا بل هي مجرد سراب ، و تريد أيضاً هذه المواقع توظيف تداعيات المباراة التي جمعت بين فرسان المتوسط و المحاربين في المغرب و الجزائر في تصفيات كأس أمم أفريقيا و ما تبعها من أحداث مؤسفة تم احتواؤها بسرعة ثم قرار الاتحاد الليبي بمقاطعة الأنشطة الكروية التي تقام في الجزائر و طلبه نقل المباراة بين المنتخبين المحليين خارج الجزائر لحساب تصفيات أمم أفريقيا الخاصة باللاعبين المحليين ، تداعيات ترغب مثل هذه المواقع في توظيفها لعلّ و عسى تعيد فبركة سيناريو الجزائر و مصر على أمل إعادة التموقع في الساحة الإعلامية . و قد تعمد الاتحاد و معه أيضاً الرابطة الوطنية نشر كافة التفاصيل المتعلقة بالندوة الصحافية التي أقامها روراوة و أعلن من خلالها ترشح الجزائر لاحتضان كأس أمم أفريقيا لعام 2019 في موقعيهما حتى يضفي طابع الرسمية على الخبر و حتى يكون مصدرا لتصحيح الخبر.
التعليقات