خليجي 21 نجحت فنياً وتنظيمياً وجماهيرياً وسقطت إعلامياً

أعطت كرة القدم وجهها للمنتخب الإماراتي ومنحته لقب بطولة خليجي 21، التي استضافتها المنامة في الفترة من 4 إلى 18 من شهر يناير الجاري، لتأبي سيدة بطولاتالخليج أن تستمر في أحضان الأزرق الكويتي، وتواصل تكرار المشهد بإعلان ميلاد بطل خليجي جديد، والذي بدا على نفس الصورة في نسخة عام 2004 بقطر.

مطر عبيد - إيلاف :وكان الأخضر السعودي، أخر منتخب تمكن من الفوز بلقبين متتاليين، وذلك في نسختي 15 و16 واللتان أقيمتا في عامي 2002 و2003.

وحققت نسخة خليجي 21، نجاحا فنياً وتنظيمياً وجماهيرياً منقطع النظير، جعل هذه النسخة هي الأبرز من بين البطولات الـ 20 التي شهدتها البطولة، والتي انطلقت عام 1970، من نفس المكان في البحرين.

وعلى الرغم من النجاح اللافت للبطولة، الا أن التغطية الإعلامية لهذا الحدث لم تكن على نفس القدر من النجاح، بل على العكس، واصل الاعلام الخليجي هفواته، بصورة تبدو متعمده في تغطيته لهذا الحدث الذي يتكرر في المنطقة كل عامين.

وكادت سقطات الإعلام، ان تضر بعلاقات الدول ببعضها البعض، مثلما حدث من قبل الاعلام القطري، الذي أهان المدرب الإماراتي مهدي علي، ووصفه بـ quot; الكهربجي quot;، وشكك في جنسية لاعب خط الوسط عمر عبد الرحمن .

وكانت الهفوة الاكبر من جانب المُعلق العراقي علاء سرحان، والذي دعا على الحكم السعودي خليل جلال عقب انتهاء المباراة النهائية للبطولة، والتي جمعت منتخب بلاده مع الإمارات، وحمله مسؤولية ضياع اللقب من أسود الرافدين.

ولم يكن الإعلام الخليجي هو الخاسر الوحيد في تلك البطولة، إذ فقد عدد غير قليل من المدربين مناصبهم، وطالت مقصلة الإقالة الهولندي فرانك ريكارد مدرب السعودي، والبرازيلي باولو أتوري مدرب قطر، والأرجنتيني غابرييل كالديرون مدرب البحرين.

فيما كان المدربون الوطنيون، هم العنوان الأبرز في البطولة، بعدما نجح مهدي علي، وحكيم شاكر في الوصول بالإمارات والعراق ليكونا طرفي المباراة النهاية للبطولة.

المنتخب الإماراتي الرابح الاكبر :

لم يكن أقرب المتفائلين يتوقع أن يظفر المنتخب الإماراتي بلقب خليجي 21، استناداً إلى العديد من الأسباب، والتي يأتي في مقدمتها، أن الأبيض يضم بين صفوفه عناصر شابه ليست متمرسة على مثل هذا النوع من البطولات، فضلا عن وجود المنتخبين الكويتي والسعودي، صاحباً التاريخ الطويل في كرة القدم الخليجية، ومنتخب البحرين صاحب الذي يحظى بدعم الأرض والجمهور المتعطش إلى إحراز اللقب الخليجي الأول في تاريخه.

وجاء استبعاد المنتخب الإماراتي من الترشيحات، كذلك لوجود منتخبات العراق وعُمان وقطر، الذين يشاركون في التصفيات المؤهلة لمونديال 2014، والرهان الأقوى كان على جاهزية تلك المنتخبات الفنية عن باق المنتخبات المشاركة.

لكن المنتخب الإماراتي ضرب كل التوقعات، واستطاع أن يحقق العلامة الكاملة في البطولة، بفوزه في المباريات الخمس التي لعبها خلال مشواره المًتعاقب في البطولة.

ولم يكتفي الأبيض بحمل كأس البطولة، بل أنه جني جائزة أفضل لاعب في البطولة وكانت من نصيب لاعب خط الوسط عمر عبد الرحمن، وجائزة الهداف وكانت من نصيب أحمد خليل، التي تقاسمها مع العراقي يونس محمود، والكويتي عبد الهادي خميس، كما ذهبت إليه جائزة اللعب النظيف.

صدام سعودي مبكر بين لاعب سابق ولاعب حالي :

أثار التصريح الذي أدلى به قائد المنتخب السعودي ياسر القحطاني ضد الدولي السابق فهد الهريفي الكثير من الجدل الواسع منذ بداية البطولة وحتى خروج المنتخب السعودي من البطولة وذلك على خلفية انتقاد الأخير لمدرب الأخضر السعودي فرانك ريكارد ضمه للقحطاني لصفوف المنتخب بعد أن كان قد أعلن اعتزاله .

وكان الهريفي قد وجة إنتقادات إعلامية لضم القحطاني لصفوف المنتبخ ليظهر الأخير عبر برنامج تلفزيوني على لاقناة الرياضية السعودية مع بداية البطولة ويصف الهريفي بعباراة ( ترى الكل يضحك عليك ) لتثور ثورة الهريفي ويقوم بالرد عليه عبر البرنامج الذي يُعد أحد ضيوفه على قناة دبي الرياضية بعبارة ( تصريحك تصريح استراحات ) .

هفوات إعلامية :

لم تخلو بطولات الخليج كما جرت العادة في السابق، من الهفوات الإعلامية، وان كانت في هذه المرة قد عمدت إلى حد الخروج عن النص في بعض المواقف.

وتصدرت الصحف القطرية المشهد، اذ عمدت في أكثر من مناسبة لإهانة أفراد في المنتخب الإماراتي، بعد أن فاز على منتخب بلادها 3 / 1.

فلم يكاد يمر يومان على انتهاء المباراة، حتي خرجت صحيفة الوطن، لتنتقص من قدر المدرب الوطني الإماراتي مهدي علي،وتصفه بـ quot; الكهربجي quot; على الرغم من أنه يعمل مهندس كهرباء في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، ولكن المسؤولين عن الصحيفة بادروا بتقديم اعتذار عن هذه الخطأ بعدما استشعروا ردة الفعل الغاضبة من الجماهير الإماراتية.

وعادت صحيفة الشرق القطرية، لتواصل الاساءة إلى الاماراتي ينبادعائها أن لاعب خط الوسط عمر عبد الرحمن ليس يمنياً وأنه حصل على الجنسية، الإماراتية.

وعنونت الصحيفة بقولها، quot; يمني يصنع ربيع الكرة الإماراتية في خليجي 21quot;، وعادت الصحيفة لتسير على درب زميلتها الوطن وقدمت اعتذارها عن الواقعة.

وكانت الهفوة الإعلامية الاكبر من جانب المعلق العراقي، علاء سرحان، الذي انهال على الحكم السعودي خليل جلال بالدعاء، ولكل من ينتمي اليهم، ليعود هو الاخر ويعتذر عن تلك الواقعةquot;.

الحضور الجماهيري :

ويُحسب لبطولة خليجي 21 أنها كانت واحدة من أكثر البطولات التي شهدت حضوراً جماهيراً فاق كل التوقعات، اذ لفتت المبادرات التي قام بها عدد من مسؤولي دول الخليج بتخصيص طائرات لنقل جماهيرها إلى المنامة، اذ انتعشت البحرين بصورة كبيرة خلال فترة البطولة، بالتواجد الجماهيري الخليجي الذي شغل كافة الفنادق في المنامة والمدن المحيطة بها.

وذكر مسؤولون في اللجنة المنظمة لخليجي 21، أن عدد حضور المباريات الـ16 التي شهدتها مراحل البطولة، قد تجاوز عدد ال300 الف مشجع.

وكان للإمارات النصيب الابرز من حضور جماهيرها للبحرين على الرغم من الشكوى المتكررة من الانقطاع الجماهيري عن المباريات سواء في الدوري الاماراتي، أو للمنتخب الوطني.

وبلغ عدد الطائرات التي كانت مخصصة للجماهير الاماراتية نحو 40 طائرات بخلاف المئات من السيارات الخاصة التي سافرت الى البحرين خصوصاً في المباراة النهائية اذ قُدر عددها بما يزيد عن الـ4 الاف سيارة.

وشكى عراقيون، من تعمد عدم حضورهم للمباراة النهائية للبطولة، بعدما زعموا تعرضهم لصعوبات لاستخراج تأشيرة دخول الى البحرين من أجل مؤازرة الاسود في النهاية، وهو الامر الذي نفاه مسؤولو الاتحاد العراقي.

جوائز التفوق :

حصل منتخب الإمارات على لقب خليجي 21 بفوزه على المنتخب العراقي في المباراة النهائية ، بينما حصل نور صبري حارس منتخب العراق على أفضل حارس في البطولة ، فيما حصل عمر عبدالرحمن صنع ألعاب المنتخب الإماراتي على جائزة أفضل لاعب في البطولة ، فيما حصل محمود يونس على لقب هداف البطولة مناصفة مع الإماراتي أحمد خليل والكويتي عبدالهادي خميس .

حادثة الصدام السعودي بين فهد الهريفي وياسر القحطاني كانت مثار الجدل في الأوساط السعودية من بداية البطولة :