سيحاول الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف ثانيا عالميا والاميركية سيرينا وليامس الاولى في العالم حفر اسميهما بحروف من ذهب في تاريخ بطولة استراليا المفتوحة لكرة المضرب، اول البطولات الاربع الكبرى التي تنطلق غدا الاثنين على ملاعب ملبورن.

واذا كان على الصربي ان يخشى جانب الاسباني رافايل نادال الاول عالميا الذي غاب عن بطولة العام الماضي بداعي الاصابة، فلا احد يمكن ان يوقف سيرينا حتى البيلاروسية فيكتوريا ازارنكا الثانية وبطلة النسختين الاخيرتين.

ملك في ملبورن منذ 2011

سيحاول ديوكوفيتش (26 عاما) الذي لم يهزم في ملبورن منذ 2011 الدفاع عن لقبه للمرة الرابعة على التوالي واعتلاء المنصة للمرة الخامسة بعد ان دشنها لاول مرة عام 2008.

ويعتبر وجود الثلاثي ديوكوفيتش ونادال والسويسري روجيه فيدرر قاتلا بالنسبة الى المشاركين الاخرين كونه احرز اللقب 9 مرات في السنوات العشر الاخيرة موزعة بنسبة 4 القاب لكل من الصربي والسويسري ومرة للاسباني (2009)، فيما كان اللقب العاشر من نصيب الروسي العملاق مارات سافين (2005).

وفضل ديوكوفيتس بعد تتويجه في بطولة الماسترز ثم في دورة ابوظبي الاستعراضية نهاية الموسم الماضي، الاخلاد للراحة وعدم المشاركة في اي دورة مطلع هذا العام لتكريس وقته للاستعدادات لبطولة استراليا المفتوحة.

وتبدو كفة ديوكوفيتش الارجح للفوز باللقب، وكانت هزيمته الاخيرة في ملبورن على يد الفرنسي جو ويلفريد تسونغا عام 2010 في ربع النهائي، واذا ما نجح في مهمته سيكون ثاني لاعب يحرز اللقب 4 مرات متتالية بعد الاسترالي روي ايمرسون الذي توج بدوره 6 مرات (1961 و1963 و1964 و1965 و1966 و1967).

ولم يعرف ديوكوفيتش طعم الهزيمة بعد خسارته في نهائي فلاشينغ ميدوز الاميركية، آخر البطولات الاربع الكبرى، امام نادال بالذات في ايلول/سبتمبر، وقد كانت القرعة اكثر رحمة معه من الاسباني الذي يتعين عليه تجاوز عدد من المطبات اعتبارا من الدور الاول حيث سيواجه الاسترالي برنارد.

وتتدرج مهمة نادال (27 عاما)، بعيدا عن المفاجآت، صعوبة في الادوار الاربعة الاولى مع مواجهة الفرنسي غايل مونفيس الخامس والعشرين ثم الياباني كي نيشيكوري السادس عشر واخيرا الارجنتيني خوان مانويل دل بوترو الخامس.

وعلاوة على ذلك، على نادال ان يحذر ايضا من ارضية الملاعب هذا العام لانها اسرع من السنوات الماضية.

وحقق نادال في 2013 موسما رائعا منذ عودته الى الملاعب في شباط/فبراير فاحرز 10 القاب بينها لقبان كبيران (رولان غاروس الفرنسية وفلاشينغ ميدوز رافعا رصيده الى 13 لقبا كبيرا)، وفاز في 75 مباراة مقابل 7 هزائم، وخاض 14 نهائيا في 17 دورة وبطولة شارك فيها.

وفي مطلع الموسم الحالي، احرز لقب بطل دورة الدوحة القطرية لاول مرة بعد ان هزم في النهائي الفرنسي مونفيس وثأر بالتالي لهزيمته امامه في نصف النهائي عام 2012.

وبعد نادال وديوكوفيتش، يكمل البريطاني اندي موراي (26 عاما) الرابع وفيدرر (32 عاما) السادس قائمة الاربعة الكبار في ملبورن، لكنهما حاليا في مستوى اقل عما كانت عليه الحال في السنوات الماضية.

وكانت ملبورن احدى البطولات المفضلة لفيدرر، بطل 2004 و2006 و2007 و2010، الذي خرج من موسم اسود لم يحقق فيه الا لقبا واحدا في دورة هاله الالمانية، وبدأ الموسم الجديد بفشل جديد ايضا ىبعد ان خسر نهائي دورة بريزبين امام الاسترالي ليتون هويت.

من جانبه، لم يستعد البريطاني، وصيف بطل 2010 و2011 و2013، المستوى الذي اهله لاعتلاء منصة التتويج في ويمبلدون بين انصاره، بعد العملية في ظهره وقد بدا ذلك واضحا من خسارته في الدور الاول في ابوظبي والدور الثاني في الدوحة، وهو ما يخفف من طموحاته وآماله على صعيد المنافسة.

سيرينا والرباعية

قهرت سيرينا في 2013 جميع منافساتها خصوصا بين المصنفات العشر الاوليات فاحرزت 11 لقبا (بينها لقبان كبيران في رولان غاروس وفلاشينغ ميدوز فرفعت رصيدها من الالقاب الكبيرة الى 17 وعادلت رقم فيدرر)، وخاضت 82 مباراة لم تخسر الا في 4 منها.

وتبدو سيرينا وهي في الثانية والثلاثين في ارقى مستوى لها وتتميز اكثر من اي وقت مضى بالقوة والسرعة والتفوق البدني والذهني على زميلاتها، ولهذا وضع لها مدربها الفرنسي باتريك مراد اوغلو هدفا في 2014 هو حصد الالقاب الاربعة الكبيرة لتكون اول لاعبة تحقق هذا الانجاز بعد الالمانية شتيفي غراف عام 1988.

وقال في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) quot;مع سيرينا كل شيء ممكن، يكفي النظر الى المستوى الذي تلعب به حاليا. لقد تغلبت على المصنفات العشر الاوليات عدة مراتquot;.

وتوقعت مواطنتها مارتينا نافراتيلوفا ان تعادل سيرينا رقمها ورقم مواطنتها الاخرى كريس ايفرت في الالقاب الكبيرة (18 لقبا) في ملبورن وان تقترب من غراف صاحبة الرقم القياسي (22 لقبا).

وتهدف سيرينا التي بدأت موسمها بقوة من خلال الاحتفاظ بلقبها في بريزبين بعد ان تخطت الروسية ماريا شارابوفا الثالثة في نصف النهائي ثم هزمت ازارنكا في النهائي، الى احراز اللقب السادس في ملبورن بعد ان توجت اعوام 2003 و2005 و2007 و2009 و2010.

ومن الصعب التصور ان تقف لاعبة في وجهها في الادوار الاربعة الاولى حيث من المحتمل ان تلاقي الاسترالية سامنتا ستوسور السابعة عشرة والصربية آنا ايفانوفيتش الرابعة عشرة، والخطر قد يأتي من جانب الصينية نا لي الرابعة ووصيفة بطلة 2011 و2013، او التشيكية بترا كفيتوفا السادسة في نصف النهائي.

لكن تبقى المفاجآت حاضرة في بطولة استراليا بالنسبة الى سيرينا التي خرجت من ثمن النهائي عام 2012 على يد الروسية ايكاترينا ماكاروفا، ومن ربع نهائي 2013 امام مواطنتها سلوان ستيفنز.

من جانبها، لم تتوصل ازارنكا (24 عاما) الى فك اللغز الذي يمكنها من قهر الاميركية باستمرار اذ لم تتمكن من الفوز عليها الا 3 مرات مقابل 14 هزيمة آخرها قبل ايام قليلة في بريزيين.

ويتوجب على ازارنكا ان تعرف كيف تجتاز طريقها المليئة بالحفر والمطبات اذ ستواجه نظريا الاميركية ستيفنز الثالثة عشرة في ثمن النهائي ثم البولندية انييسكا رادفانسكا الخامسة في ربع النهائي واخيرا شارابوفا الثالثة في نصف النهائي.