بعد أقل من خمس ساعات على توقيع ملك اسبانيا خوان كارلوس قانون تخليه عن العرش لنجله فيليبي تخلى منتخب بلاده لكرة القدم عن عرش كرة القدم العالمية وخرج من الدور الأول من مونديال البرازيل.

بتأثر شديد وقع الملك البالغ 76 عاما القانون امام افراد الاسرة المالكة ونجله الذي عانقه خلال الحفل في القصر الملكي في مدريد، ولا شك ان نهاية امسيته تعكرت بخروج "لا روخا" من مونديال البرازيل 2014 بخسارتها امام تشيلي صفر-2 في الجولة الثانية من الدور الاول، لتفقد كل امالها الحسابية بالتأهل الى الدور الثاني.

استعان خوان كارلوس بعكاز في قاعدة الاعمدة في القصر لتوقيع قانون وضع حدا لحكم استمر 39 سنة ونقل اسبانيا من ديكتاتورية فرانكو الى نظام ديمقراطي، وتلقى المنتخب الاحمر سبع صفعات في مباراتين اقعدته بالضربة القاضية بعد ان هيمن على عالم المستديرة منذ تتويجه بكأس اوروبا 2008 ثم مونديال 2010 واخيرا كاس اوروبا 2012.

عانق الملك الممشوق زوجته صوفيا وفيليبي (46 عاما) وزوجة الاخير التي ستصبح الخميس ملكة، وهو مشهد قد يتكرر عندما يغادر مدرب اسبانيا فيسنتي دل بوسكي منصبه برغم تمديد عقده حتى عام 2016.

يريد ان يفسح الملك خوان كارلوس المجال "للجيل الجديد"، وهذا ما يحتاجه المنتخب الاول تحديدا بعد عصر ذهبي حمل اسماء تشافي هرنانديز (34 عاما)، ايكر كاسياس (33 عاما)، تشابي الونسو (32 عاما)، اندريس اينيستا (30 عهاما)، دافيد فيا (32 عاما)، وفرناندو توريس (30 عاما)...

ستكون مهمة الملك الجديد فيليبي حساسة في احياء ملكية فقدت مصداقيتها والحفاظ على وحدة وطنية مهددة باندفاعة الانفصاليين في كاتالونيا، ومهمة المدرب الجديد، بحال الرحيل المتوقع لدل بوسكي، ستكون بالغة الصعوبة في ظل حرب كونية بين ريال مدريد وبرشلونة في العقد الاخير، اذ تمتع دل بوسكي بهدوء رهيب وحنكة سمحت له بتحويل العداوة بينهما الى منتج فني خارق.

كان الملك خوان كارلوس من جماهير ريال مدريد وهو الفريق "الملكي" بامتياز، لكن الملك الجديد دافع منذ طفولته عن اتلتيكو مدريد فريق العاصمة الاخر الذي حقق موسما رائعا ببلوغه نهائي دوري ابطال اوروبا وانتزاعه لقب الدوري من الثنائي الضارب برشلونة وريال مدريد، وتألق الفريقين هذا الموسم جتى اللحظات الاخيرة ساهم ربما بارهاق منتخب الجزيرة الايبيرية.

بدل الملك خوان كارلوس الذي كان باللباس المدني مقعده مع فيليبي الذي سيصبح منتصف ليل الاربعاء ملكا فور نشر القانون بالجريدة الرسمية، لكن المنتخب الاحمر خضع لقانون المستديرة، فسقط سقوطا مذلا في مباراته الافتتاحية امام هولندا 1-5 ثم بثنائية تشيلي، والاسوأ من ذلك انه عرف مصيره الاسود قبل خوض المباراة الثالثة مع استراليا في 23 الجاري.

غزت اسبانيا العالم بدءا من مشوار برشلونة الخرافي محليا واوروبيا بعد ان حمله ابن النادي جوسيب غوارديولا فارضا اسلوب "تيكي تاكا" بروح هولندية وتطبيق ارجنتيني مع بعوضته الارجنتينية ليونيل ميسي، لكن مع مرور الوقت، الارهاق وفك شيفرة باقي الاندية لخلطة غوارديولا، بدأت النتائج بالتراجع، وانتقلت تباشيرها الى المنتخب عندما سقط في نهائي كاس القارات 2013 بثلاثية مدوية امام البرازيل المضيفة.

قال دل بوسكي الاسبوع الماضي: "لدينا فريق رائع لتحت 21 سنة"، توج بلقب كاس اوروبا امام ايطاليا 4-2، ومع لاعبين من طراز تياغو الكانتارا (بايرن ميونيخ الالماني)، كوكي (اتلتيكو مدريد)، ايسكو او اسيير ايارامندي (ريال مدريد)، يتوقع ان تنتقل "لا روخيتا" الى الموقع الاول وتخلف تشافي ورفاقه، على غرار ما قام به المدرب الراحل لويس اراغونيس في 2006 عندما دفع جيل راوول غونزاليس الى التقاعد وفتح الباب امام جيل تشافي واينيستا.

كان عنوان جريدة "ماركا" معبرا عن واقع ما حصل في ملعب ماراكانا الاسطوري: "نهاية جيل فريد من نوعه".
&